صحافة الجيل الخامس..!!
بعد أن ودّع الدنيا بكتابه (مذكِّرات مودِّع) رحل فجر أمس الأستاذ اسماعيل العتباني أحد آباء الصحافة السودانية.. الذي أسس صحيفة (صوت السودان) ثم تركها ليؤسس صحيفة (الرأي العام) في العام 1945.. والتي سطّر بها اسمه ناصعاً في تاريخ الصحافة.. فانتقل برروحه إلى خلود الآخرة.. بعدما خلَّد اسمه وذكره في الحياة الدنيا بإبنه (الرأي العام) الذي بلغ من العمر (64) عاماً.. ولا يزال على أشب ما يكون..إسماعيل العتباني من روّاد الجيل الأول للصحافة السودانية.. الجيل الذي يضم في قوائمه الأساتذة حسين شريف وأحمد يوسف هاشم.. ومحمد أحمد محجوب وعرفات عبد الله.. من حملة الأقلام حتى تخوم الثلث الأول من القرن العشرين.. ثم خلف من بعدهم الجيل الثاني.. بشير محمد سعيد ومحجوب محمد صالح ومحجوب عثمان (ثلاثي الأيام الذي أسسها في العام 1953).. ومحمد الحسن أحمد.. ومحمد مكي (صحيفة الناس) وعبد الرحمن مختار (الصحافة 1963).. وعبد الله رجب ومحمد سعيد معروف (صحيفة الصراحة).. ومحمد أحمد السلمابي (الرأي العام) وحسن نجيلة.. وآخرون ربما أفلت من ذاكرتي بعضهم حال كتابتي لهذه الأسطر.. وتبعهم الجيل الثالث.. فضل الله محمد والفاتح التجاني وحسن ساتي ومحمد علي صالح وآمال عباس وبخيتة أمين والكواكب الأربعة عشر من أمثال محجوب عروة ونور الدين مدني وبابكر عراقي.. وبقية العقد الفريد..ثم الجيل الرابع حسين خوجلي ومحمد طه ومحمد لطيف وفيصل محمد صالح وبقية أبناء وبنات جيلهم.. وأرجو أن لا يكون سرد الأسماء من الذاكرة بهذه العجالة سبباً للاعتذار لمن لم يتحفني الوقت والمكان بذكرهم..ويتخلّق الآن الجيل الخامس من الصحافة السودانية..!!وفي تقديري أن الآباء المؤسسين من أمثال المرحوم اسماعيل العتباني فاقوا حتى محيطهم الإقليمي العربي والأفريقي في سمو الصحافة المهنية التي قدموها.. لكن الصحافة السودانية من بعدهم ركنت كثيراً إلى مصدات الرياح.. رياح التغيير.. حتى غشيها التثاؤب في الفترة الأخيرة.. فأصبحت في حاجة ماسة للإنطلاق إلى (صحافة الجيل الخامس).. صحافة السفور من كثير من المسلمات القديمة التي تكبلها وتقعد همتها المهنية..اللهم أرحم أستاذنا إسماعيل العتباني وأجزل له عطاء الرضاء والقبول في أعلى الجنان.. فهو أهل لحسن ثواب ما أنت أهل لعطائه..