هنا.. (فضائية كنانة..)!!
مدينة (كنانة) الصناعية.. هبة السكر.. ظلت في الخاطر السوداني مشروعاً زراعياً وصناعياً يمنح شهادة الامتياز للرأسمال العربي اذا بُذر في التربة الصالحة.. منذ أن تأسست في العام 1975 وبدأت انتاجها في مفتتح الثمانينات.. ظلت محط احترام – بل فخر – اقتصادي وطني وعربي..
لكن (كنانة) ومن حيث لا تحتسب زارتها ليلة القدر.. فالذي فكر في نقل جلسات ملتقى أهل السودان إلى مدينة (كنانة) قدم خدمة العمر لهذا المشروع العملاق..خاصة بعد أن اختصرت الوسائط الإعلامية المحلية والعربية والدولية الإشارة إلى الحدث تحت عنوان (ملتقى كنانة) ..
الآن..(كنانة) لم تعد مجرد مشروع زراعي صناعي.. بل محط إلهام سياسي محفوف بالأماني السندسية، إذ نجح في جمع طائفة كبيرة من متفرقات الطيف السياسي والأكاديمي السوداني على صعيد واحد.. وجر الإعلام جراً لينفتح على مواضع في السودان ليس في أخبارها قاتل ومقتول.. جائع ومنكوب.. فربما لكثير في عالمينا العربي والأفريقي..لأول مرة يدركون أن السودان (حلو مر).. فيه طعم آخر غير ما ظلت تقتات به الفضائيات ووسائط الأخبار الأخرى.. طعم السكر في كنانة..
وعظمة مثل هذا الحدث وجسامة ثمنه ..أنه لا ينتهي بتفكيك سرادق الإجتماعات وسفر الوفود.. فالتاريخ سجل الوقائع تحت اسم (ملتقى كنانة).. وعندما تقرأ الأجيال تاريخ السودان ولو بعد خمسين عاماً فستكون (كنانة) أحد الفصول المهمة في تشكيل مستقبل البلاد.. ولو دفعت شركة سكر كنانة الـ(25) مليون دولار أرباحها في العام الماضي.. و الـ(400) ألف طن التي تنتجها من السكر كل عام .. وكل عوائد منتجاتها من الألبان والأعلاف والعسل.. لما ساوى ذلك ما ربحته من (ملتقى كنانة) ..
وكنت تمنيت بهذه المناسبات أن لو استثمرت (كنانة) في أثير الملتقى مزيداً من التذكار التخليدي.. بأن تطلب من المجتمعين أن يشاركوا في غرس شجرة واحدة في موقع الملتقى .. تصبح رمزا مجسماً (نباتياً) للحدث يكبر كلما كبر به الزمان..
على كل حال.. من الذكاء أن تؤسس (كنانة) على الحدث مزيداً من الإستثمار الرشيد بالمشاركة في الأحداث الوطنية.. أن تستضيف مزيداً من الفعاليات ذات المضمون القومي .. وأن ترسم استراتيجية طموحة لتصبح عاصمة السودان الإقتصادية .. خاصة أن البعد العربي في شراكة كنانة (الكويت 31.5% - السعودية 11% ) تمنح قيمة مضافة لـ(كنانة)..
وأقترح – في سياق هذه الاستراتيجية – على إدارة شركة كنانة .. ان تطلق أول فضائية اقتصادية سودانية.. تبث من (كنانة) .. و تساهم في تحويل منطقة النيل الأبيض كلها الى محور ارتكاز تنموي رنان .. (فضائية كنانة) اسم جميل تتدلى حوله أوراق قصب السكر الخضراء.. يكمل اللوحة الجميلة.. لوحة (القمر في كنانة) ..!!
هناك 7 تعليقات:
فى الحقيقة السودان كله(كنانة)..و لكن مع وقف التنفيذ..
السلام والرحمة الاستاذ عثمان ميرغتى
بقراءة ماكتبته عن كنانة والآمال العراض فى غد ينيظره الجميع بدت كنانه لوحة مشرقة نرجو ان يتحقق يها الكثير وان يعم السلام ربوع بلادنا التى عانت كثيراوان تلتقى الاراء وان تستصحب النتائج الجميع حتى الذين لم يشاركوا فى البدايات من اجل مصلحة الوطن والمواطنين اولا
لا أعتقد أخى (عثمان) أننا فى حاجة الى فضائية(كنانة الأقتصادية)، فما أكثر الفضائيات السودانية المتخصصة التى ظهرت أخيراً وما(أخيبها)، فقد أثبتت الكثير منها فشلها فيما تخصصت فيه ، و(أفلست) مبكراً وليس بعيداً عنا ما يحدث فى قنوات (هارمونى، ساهور ، زول) من تخبطات و(محيرات) وفقر مدقع فى المادة وأعدادها وتقديمها وأخراجها وأختيار المادة نفسها ، نستثنى من ذلك قناتى( الشروق وطيبة) اللتين أثبتتا نجاحهما.. فكنانة سيدى (عثمان) تعتبر من المشاريع الناجحة كما أسلفت أنت ، لكنها تحتاج لمزيد من التجويد والعمل والأنتاج والتوسع (ولا تحتاج لفضائية ليجلس أثنين من حزب المؤتمر الوطنى ويثرثرون عن النجاحات التى حققها حزبهم فى كنانة، وكأنهم هم من أسس هذا المشروع العملاق وأنشأؤه) وتخسر كنانة ملايين الدولارات فى عمل غير ذى جدوى ، سيكون الأفضل للسودان بوضعه للنوسع فى هذا المشروع الكبير وتنوعيه وتطويره، كأنشاء مصنع الأيثانول الذى سيتم أفتتاحه فى نوفبر القادم و(التابع لكنانة) وهذا عمل جيد ومقدّر ..كنانة تحتاج لأبتعاد السياسيين عنها وترك قيادتها للخبراء والعلماء العارفين ببواطين الأمور داخلها.. كنانة تحتاج فقط لتهيئة المناخ الأدارى والأقتصادى وحتى السياسى وتوفير التمويل لها لمزيد من التوسع والتنوع فى أنتاجها.. كنانة تحتاج لمزيد من حرية أتخاذ القرارات للخبراء العاملين بها.. كنانة تحتاج لمزيد من التنمية داخل (كنانة) المدينة نفسها والمناطق المحيطة بها حتى تسهُل عمليات التصنيع وتصدير الأنتاج داخل وخارج الوطن...كنانة تحتاج لكل ذلك وغيره أخى عثمان ولاتحتاج ل(فضائية) على الأقل فى هذا الوقت..(رغم علمنا بأهمية الأعلام والترويج والدعاية).
الاخ عثمان ميرغني
سوداننا جميل ويسع للجميع،مياه وخضرة وجمال طبيعي غير مصطنع،وبخصوص اقتراحك اطلاق فضائية كنانة،اقتراح جميل وياحبذا لو تم التفكير في انشاء مركز ابحاث متخصص عن الصناعة في السودان
اخيرا تحياتي لك
مخلصك/ صلاح الحاج
هل تم اللقاء رغبة أم رهبة ؟ إن الحل بسيط يا أخي هو : إعطاء الإقليم الواحد لأهل دارفور ونائب الرئيس ..بعدين الإقليم الأوسط ، برضو عايز حقو في السلطة والثروة ونصيبه من عائد البتول بعد أن سرقت آلياته ومعداته وأهمل مشروعه ودمرت مصانعه وشرد أبناؤه !
الإقليم الواحد ونائب الرئيس هما مطلبا أهل دارفور فلم الامتناع ؟
الأخ عثمان كنانة لا تحتاج لتسليط المزيد من الأضواء.....كان من الأجدى أن يكون هذا الملتقى في معسكر كلمة حتى يلتصق هؤلاء الساسة بالمتأثرين مباشرة...فيأكلوا ويشريواويعيشوا معهم ...أما كنانة تعطيهم الأحساس بالتميز والوجاهة... فيكون الترف الفكري الذي لا يقود الى شيء.
إرسال تعليق