فاصل.. ونواصل..!!
أرجو أن يتقبل القارئ الكريم اعتذاري.. فبعد أكثر من ثلاثة أعوام من اللقاء اليومي معكم على الصفحة الأخيرة في صحيفة السوداني .. أستأذنكم اليوم في الانتقال إلى مرحلة جديدة..امتداداً لمدرسة (السوداني) في صحيفة جديدة .. صحيفة (التيار) التي نحلم بأن تكون إضافة للصحافة السودانية ..
صلتي مع صديقي الأستاذ محجوب عروة مؤسس صحيفة السوداني بدأت في مدرسة (الرأي العام) التي كان يرأس مجلس إداراتها حينما انضممت لها في العام 1997 قادماً من مدرسة حسين خوجلي في صحيفة (ألوان) .. ثم شاء الله أن ينتقل محجوب عروة إلى مدرسة (الصحافة) فأنتقل إليها بعده في أكتوبر 2005.. ثم أن نجتمع معاً في (السوداني) التي ثابرنا على مسيرتها .. في اليسر والعسر ..وعشنا نهاراتها ولياليها متحدي الهم.. ودخلنا السجن معاً.. وصفقنا لكل نجاح تحقق.. معاً..
ليس بعيداً عن مدرسة (السوداني) سنحاول – والتوفيق من الله – أن نؤسس لجيل جديد من الصحافة السودانية.. أطلقنا عليه (الجيل الخامس).. ليس جيلاً عمرياً.. بل جيلاً مهنياً.. جيل فيه محاولة الخروج قليلاً على بعض الثوابت المتعارف عليها..مثلا، قمنا باختيار الصحفيين عن طريق الإعلان المفتوح في الصحف، ثم استقبال طلبات التقديم عبر الإنترنت.. وكان المتعارف عليه في الصحف السودانية التوظيف عبر الاتصال المباشر الذي في أحيان كثيرة يغضب الصحف التي ينتقل بعض صحافيها إلى الصحف الجديدة.. كان كثير من الزملاء الصحفيين يقولون لي لماذا نقدم طلباً للعمل.. ولماذا عبر الانترنت.. ولماذا نخضع للمعاينة.. وكنت أقول لهم .. لان ذلك بالضبط هو ما ننتقد الحكومة حينما لا تفعله في وظائفها.. ولأن ذلك بالضبط هو الذي نلح في تسميته بـ(الشفافية) ..
شرفني زملائي برئاسة تحرير (التيار) .. ورغم القلق النبيل من مثل هذه المسؤولية.. إلا أن ثقتي في توفيق الله.. يعضدها اليقين بأن الهدف الأسمى هو (الإنسان).. المواطن السوداني الذي ينظر للصحافة بتقدير كبير وينتظرها أن تنطق بلسانه وتحمي حقوقه وتنصفه.. صحافة لا يقرأها القارئ بعينيه..بل يسمعها بأذنه .. ويشم أنفاسها..بقلبه..!!
وإذ أترك هذه المساحة.. هنا في الركن الأيمن الأعلى في الصفحة الأخيرة من حبيبتي (السوداني) لا أجد عزاء.. إلا أن صحيفة (التيار) ستحتضن العمود في ذات الصفحة .. بذات الرسالة.. وذات العشق..!!أستودعكم الله هنا .. على موعد أن نلتقي في صحيفة (التيار) صباح الأحد القادم 16 أغسطس 2009.. باذن الله .. وهو ولي التوفيق..