إلا .. الروح الرياضية..!!
في وصف أقرب للطرفة..أمس الأول.. مولانا أبيل ألير.. رئيس المفوضية العامة للانتخابات.. مخاطباً اجتماع للأحزاب السياسية.. طالبهم (بالتحلي بالروح الرياضية!!).. حسب نص الخبر ..
والحقيقة أن مولانا ابيل الير.. يبدو أنه لا يقرأ الصحف الرياضية.. أو صفحات الرياضة في الصحف السياسية والاجتماعية.. وإلا لطالبهم بأي شيء ..إلا (الروح الرياضية!!)..
و(الروح الرياضية !!) التي قصدها مولانا ابيل.. يقصد بها تلك اللحظات التي تلي مباشرة صافرة الحكم.. عندما ينقسم الملعب لفريقين .. منتصر .. ومهزوم.. ففي الملعب الرياضي غالبا.. يصفر الجمهور قليلا. ثم لا يلبث أن يأخذ طريقه إلى الخارج.. لكن في الملعب السياسي هناك أمثلة أخرى.. نموذج كينيا.. فقط عشرة ألاف قتيل .. و(شوية) ألاف أخرى فقدوا بيوتهم.. وضعفهم جرحي.. ونموذج زمبابوي.. وأخيرا نموذج ايران.. تنتهي المباراة ولا تنتهي مرارة الهزيمة..
وصحيح كان واضحا أن مولانا ربما لم يكن يقصد أن يقول للأحزاب (استعدوا.. وتقبلوا النتيجة..) لكن الأوضح والأصح .. أن ما لم يكن يقصده .. هو الذي فهمته وكانت تتخوف منه الأحزاب..لسبب بسيط ..أن الجميع في الملعب السياسي يخاف – جدا- من الحاجة لممارسة (الروح الرياضية..)
الملعب السياسي – في أي بلد في العالم - قريب الشبه من الملعب الرياضي.. فيه حارس مرمى ومدافعون أشداء .. وأجنحة ولاعبون وسط.. ومهاجمون..
وفي الملعب السياسي – أيضا – كما الرياضي.. جمهور .. بعضهم في المنصة و آخرون في الدرجات من الأعلى إلى أسفل الشعبية..
وفي الملعب السياسي – أيضا – كما الرياضي .. حكم .. ورجلا خط .. وفاولات.. وضربات جزاء.. وطرد من الملعب.. وإنذار..
في الملعب الرياضي .. يلعب (11) لاعبا ويتفرج عليهم الآلاف في المدرجات..و في ملعبنا السياسي أيضا يلعب (11) وفي رواية أقل.. ويتفرج عليهم (40) مليون..!!
في الملعب الرياضي .. الحارس يقبض الكرة بيديه.. بينما يركل الباقون بأرجلهم.. في الملعب السياسي.. أيضاً يقبض الحارس ..ويركل اللاعبون..بأرجلهم..
في الملعب الرياضي.. يهتف الجمهور (التحكيم.. فاشل) في الملعب السياسي يهتف الجمهور ( التفشيل.. حاكم..)
في الملعب الرياضي..الجمهور .. جمهور يدفع عند الدخول.. في الملعب السياسي.. يدفع في الدخول.. وعند الخروج.. وبينهما ..في الملعب الرياضي.. المباراة لها وقت محدد.. وزمن بدل الضائع.. في الملعب السياسي..المباراة أيضا لها زمن محدد.. وقت بدل ضائع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق