جبر .. وكسر خواطر ..!!
لأول مرة في التاريخ ..تجبر خاطرنا.. وتكسر خاطر موظفي الحكومة.. أمانة مجلس الوزراء بقرارها أمس الغاء عطلة رأس السنة الهجرية.. بعد أن أُتخم شعب السودان بالعطلات في شهر ديسمبر هذا الممحوق..
القرار – طبعاً – أرضى الغالبية الكاسحة من أبناء الشعب الذين لا يعملون في دواوين الحكومة .. لكنهم يتكسبون من طاحونة الحياة الدائرة.. والتي تتعطل كثيراً بسبب تعطل الدولة في العطلات..
وحيث أن الموظفين أصلا يتمتعون بعطلة أسبوعية إضافية كل يوم سبت.. فقد تحول (ديسمبرهم) هذا العام إلى شهر منزوع البركة تماماً.. فبعد عشرة أيام بالتمام و الكمال عطلة عيد الأضحى المبارك.. جاءت عطلة عيد الميلاد المجيد يوم الخميس لتتمدد حتى الأحد بإعتبار أن السبت عطلة أسبوعية .. وكان المفترض أن تستمر العطلة حتى الإثنين .. احتفاء برأس السنة الهجرية (والسودان الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي كله التي تتعطل بمناسبة رأس السنة الهجرية).. ثم يأتي الخميس القادم بعطلة عيد الإستقلال لتمتد حتى الأحد..
أنا أقدر شعور موظفي الحكومة الذين ربما أغضبهم – جداً – قرار أمانة مجلس الوزراء .. واعتبروا القرار تعدياً صريحاً على حقهم في العطلة.. وأدرك أن موظفي الحكومة (لو الوُد ودهم) أن تستبدل عطلة يوم السبت الأسبوعية .. فيكون يوم السبت عملاً وبقية أيام الأسبوع عطلة..وبدلا من أن يقال (عطلة نهاية الاسبوع) .. يصبح (عمل نهاية الأسبوع..).. وأماني موظفي الحكومة تتفق مع الدراسات العديدة التي أجريت على ساعات العمل الرسمية واتضح ان الموظف في الحكومة عندنا يعمل في اليوم الواحد (22) دقيقة فقط. فطالما الحال كذلك .. فالأوجب جمع كل هذه الـ(22) دقيقة ليؤديها الموظف في يوم واحد .. هو يوم السبت من كل أسبوع.. ويرتاح من عناء العمل بقية أيام الأسبوع..
لكن المشكلة أن حياة الشعب خارج دواوين الحكومة ترتبط باستمرار دواوين الحكومة في العمل.. مثلا .. ستات الشاي..اللاتي يملأن فراغ موظفي الحكومة قبل ملء أكوابهم بالشاي والقهوة والحلبة.. وغاسلو السيارات.. الذين يغسلون أساطيل السيارات الحكومية وشبه الحكومية.. وأصحاب وعمال الكفتريات التي يشتري منها موظفو الحكومة الفطور لملأ الفراغ قبل ملء البطون.. ثم أصحاب حافلات المواصلات العامة..الذين يحملون موظفي الحكومة (من غير أصحاب الترحيل الجماعي) في رحلتي الذهاب والاياب..
على كل حال.. على رأي المثل السوداني (جري وطيران لا يجتمعان).. لا يمكن لشعب أن يتطلع لرفاه الحال من ثقب باب التعطل والخمول.. والتعطل هنا لا أقصد به مجرد عطلات الحكومة الكثيرة.. فتلك عطلات لموظفين أصلا عاطلون عن العمل.. لكني أقصد به أداء العمل بروح الأجير المغصوب الخاطر.. الذي يعمل على قدر العين التي تراقبه.. فإن غفلت أو غفت.. غفل وغفى..
الذي يعدكم اصلاح الحال .. بغير اصلاح الخدمة المدنية.. كاذب.. ومحتال (كمان)..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق