الغضب الساطع .. آت ..!!
نفذت اسرائيل صباح امس أعنف هجوم لها على قطاع غزة.. ضربت (40) موقعاً امنياً وعسكرياً في نفس اللحظة.. لتخلف وراءها أكثر
من مائتي شهيد وضعفهم من الجرحي.. واعتبرت اسرائيل أنها مجرد (افتتاحية) ستمضي بمزيد من التدمير.. بينما اتهمت الفصائل الفلسطينية بعض الدول العربية بأنها (قبلت) فكرة الضربة.. وإزاحة حماس عن السلطة بالقوة العسكرية الاسرائيلية..
رغم أن الخبر كان صاعقاً للعالمين العربي والاسلامي.. إلا أن مؤشراته كانت سافرة مكشوفة.. عندما انتهت فترة التهدئة يوم الخميس الماضي ..أعلن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر أنه أطلق يد الجيش للإطاحة بحكم حماس..
ولا جديد في الموقف العربي.. انهمرت الإدانات والشجب من كل حدب وصوب.. ودعوة عاجلة لإجتماع وزاري للعرب في الجامعة العربية.. غالباً سيخرج بـ(تأييد) للشعب الفلسطيني .. بينما تمضي الطائرات والدبابات الإسرائيلية في سحق أهالي قطاع غزة..
رغم أن إسرائيل نفست عن غضبها بهذه الضربة.. ورغم أنها تبدو – ظاهرياً- منتصرة .. إلا أن أي عاقل راشد يرى غباء وغيبوبة التصرف الإسرائيلي.. صحيح قتلت إسرائيل مئات من الشهداء.. لكنها منحت القضية الفلسطينية جذوة جديدة.. وبعد أن ضجرت الشعوب العربية والإسلامية من يوميات الخلافات الفلسطينية.. والعبث السياسي الدائر بين فتح وحماس.. إذ بإسرائيل تطلق صواريخها على السبات العربي وتوقظ الشعور القديم.. إحساس القضية الأول الذي أطفأته سنوات الركود والإنحطاط الهمة.. كل ضربة من مثل هذه تعيد قضية فلسطين إلى مكانها في الضمير العربي والإسلامي.. وتمنحها فترة صلاحية جديدة تسير بها سنوات قادمة.. تماما كالشعلة الأولمبية.. تمتد من جيل إلى جيل بمثل هذه الحماقات الإسرائيلية..
كل نقطة تنزف.. تحملها شاشات الفضائيات إلى أكثر من مليار مسلم في العالم.. تمنح الأجيال القادمة شهادة هوية وانتماء للقضية.. فلا تنمحي من أذهان الأطفال والشباب فيولد معها جيل جديد يمضي بها إلى أجيال قادمة..
لا يهم كم استشهدوا.. لكن الأهم كم ضمير استيقظ وانتبه.. قضية فلسطين لن تحل اليوم أو غداً.. هي إستراتيجية طويلة الأنفاس.. شرط استمرارها أن تغضب إسرائيل كل مرة فتذكر العرب أن الذي أمامهم لا يمكن أن يكون صديقاً.. مهما تنمقت الإتفاقيات..وأن اللغة الوحيدة التي يمكن لاسرئيل أن تفهمها هي اللغة التي تحاور بها معها حزب الله في لبنان.. فكانت النتيجة أن أطلقت له الأسرى .. وأطاحت بقيادات الجيش ورئيس الوزراء نفسه..
بقدر هدير القوة الذي تظهر به اسرائيل في مثل هذه الملمات.. حينما تضرب شعب غزة الأعزل.. فهي دولة ضعيفة للغاية لم تستطع هزيمة مليشيا حزب الله دعك عن جيش دولة نظامي..
من حسن حظ العرب أن اسرائيل تصر على ألا تخبو القضية.. مهما تكاثر فوقها الرماد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق