شعبنا ..!!
في خطبة صلاة الجمعة أمس.. تحدث شيخنا الخطيب المعروف وطلب من المصلين التبرع بخروف الأضحية لأخوانهم في (غزة) المحاصرة .. وأوضح لهم أن التبرع لا يعني نقل الخراف حية الى غزة.. فلربما تكون هناك (أرخص) منها في السودان.. ولكن بالتبرع بثمنها نقداً لجمعية (أنصار).. وتكون وكيلاً عن كل مسلم متبرع لتذبح له الأضحية في غزة.. وتوزع على إخوانهم الفلسطنيين هناك..
كنت أسمع الخطبة عبر المذياع وتشتد حيرتي.. ربما أكون خاطئاً لكني فعلاً في حاجة لمن يصوبني.. نحن نحب إخواننا في فلسطين كلها ..في رام الله وغزه.. ونتعاطف (جداً) مع الإبتلاء الذي يكابدونه.. ليس ابتلاء الحصار الإسرائيلي فذلك أهونبل الذي جاء به.. هوان الذات ونكبة التفرق والإحتراب والتشاقق والفجور في الخصومة بين فتح وحماس والذي يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني المنكوب..ولكن ..!!
ألم يسمع مولانا الكاروري .. بمعسكرات إخوانه في دارفور..؟؟ أم أنها مسؤلية أخيه عبد الواحد محمد نور؟.. ومنظمات الأمم المتحدة والخيرين في أوروبا وأمريكا..؟؟
في معسكرات دارفور.. مولاي.. مواطنون سودانيون لا ينتظرون (خروف العيد) بل ربما (بطانية) تقيهم البرد.. وجرعة ماء نظيفة..و مدرسة لأطفالهم المحرومين لا يشترط أن تكون مدرسة بالمعني الذي يظنه إخواننا في غزة..بل مجرد حرز خلف ستار من (قش) أو جولات فارغة.. وستر لنسائهم في خيام المعسكرات..التي تتزاحم فيها المناكب كتفا بكتف.. وقبل ذلك حلم.. مجرد حلم.. بيوم العودة.. ليس عودة لمدن مترفة بالمباهج.. بل لقراهم التي لا ماء فيها ولا كهرباء.. فيها (سكن) بالمعني الحقيقي للكلمة.. حينما تسكن النفس آمنة مطمئنة..
في معسكرات دارفور.. يا مولاي.. شعب ربما يبلغ تعداده ضعفي شعب غزة ورام الله معاً.. وأيضا محاصرون..صحيح لا تستطيع اسرائيل قطع التيار الكهربائي عنهم.. لأنهم أصلا لا يحلمون بكهرباء ولا غاز ولا كل تلك البضائع التي تمر عبر المعابر الاسرائيلية..شعب ليس محاصرا بالجوع والمرض والشقاء فحسب.. بل بالمجهول الذي لا يدرون متى يخرجون من نفقه المظلم.. تصور – يا مولاي- رجل وزوجته وأولاده في أتون المعسكر.. وأى معسكر..ليس كمعسكرات فلسطين التي نراها في الفضائيات تخترقها الشوارع المسفلتة وتحتشد فيها المساكن الأسمنتية متعددة الطوابق..تصور أسرة في معسكر "كلما" أو "أبوشوك".. ينظر الأب لأبنائه وهم ينبتون في تربة المجهول.. لا يعرف مستقبله هو حتى يعرف مستقبلهم هم ..
هؤلاء السودانيون.. في معسكرات دارفور هم (الأقربون أولى بالمعروف..) ليس لأنهم من دمنا ولحمنا فحسب..بل لأنهم (ثغرتنا) التي يسألنا الله عنها.. ألا تجود عليهم – يا مولاي – بخطبة .. وتبرعات .. وقبلها دعوات أن يرفع الله عنهم غبن الإغتراب وهو في حضن وطنهم..( ولظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند).. و أن يردهم إلى بيوتهم وقراهم وأهاليهم.. أن يردهم إلى الحياة ..!!
هناك 6 تعليقات:
تحياتى استاذ ميرغنى
خطرت لى فكرة تأسيس جمعية او منظمة خيرية لدعم اهلنا فى دارفور..دعك من دارفور فهى موضة قديمةold fashion..ما رأيك فى تقديم الدعم لاطفال العراق او افغانستان او جيراننا فى الكنغو,المهم فى الامر ان هدفى(بغض النظر عن انو انا منو)انسانى بحت..تقبل التبرعات بجميع العملات الصعبة و السهلة ايضا عدا الجنيه السودانى فمن لم يجد فب(غويشة) او (حلق) المدام او عفش البيت المهم التصرف فمن لم يجد من كل هذا فهو لئيم لا مكان له بيننا نحن السودانيين(بغض النظر عن انو نحن منو)..ارجو منكم الصبر قليلا لحين فتح حساب بأحد البنك الخارجية و ذلك حفاظا على حق المساكين و المحرومين من ظاهرة الجوكية..كل سنة و انتو طيبين(بغض النظر عن انكم انتو منو)
الاخ الكريم عثمان ميرغني،السلام عليكم ورحمة الله...
الم تعلم ان الطغمة الحاكمة حددت من هو الشعب في هذا الوطن..الشعب هو كل من يحمل بطاقة عضوية في المؤتمر الوطني.. إن أهل دارفور ليس غوغاء وسكين بخاصرة المؤتمرجية دفعت وما زالت تدفع للمليشيات حتي يخلصوهم منهم اصلوا البترول من زيتهم طاعم جدا"... الكاروري اذا نادي بالتبرع لاهلنا الصابرين علي كل انواع العذاب والمعانة في دارفور فهذا يعني أن (اوكامبو)علي حق وأن السيد/الرئيس يغض الطرف عن جياع ومشردين ونازحين ومغتصبون ...وهذا ما لايجوز قوله... يريد الكاروري أن يوصل رسالة أن لا مشكلة لدينا والدليل علي ذلك نحن نساعد اهل فلسطين...ليست المشكلة في مساعدة اهل فلسطين ولكن في ذر الرماد علي العيون من اجل طمس الحقائق... ولن تحل مشكلة دارفور الا بازالة هذا النظام ومحاكمة رموزه وسيزال باذن الله ويرجع الحق لاصحابه...
ولاهل دارفور رب يحميهم...
واتحدي نافع علي نافع الذي يتبجح باعلي صوته ((أن الانقاذ باقية ولو تأجلت الانتخابات قرنا" من الزمان))
قالوا الكلب بينبح خوفا" علي ذنبه...
وراق...
أخي الفاضل الأستاذ الجسور المهندس/عثمان ميرغني،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وكل عام والسودان في سلام شامل وأمن تام ورخاء،وأنت بألف خير.
هذه المرة نكأت فيَّ جرحا قديما كنت أتألم منه كثيرا؛فكما ذكرت أحوال الناس في دارفور أسوأ من غزة وكونغو وأفغانستان والعراق وكل مكان في الدنيا،ولكنها وسائل الإعلام الحكومية التي تقلب الحائق وتجعل العلقم حلوا رائق.
أحوال أهلنا في دارفور أسوأ بمليون مرة من أحوال أهلنا في غزة،كان الله للجميع،وغزة بكل ما جرى ويجري فيها جنة إذا قيست بدارفور التي مات فيه على يد مليشيات الإنقاذ أضعاف أضعاف من مات في غزة في تاريخها الطويل،وما زال العرض مستمرا،ولكن المشلكة في وسائل الإعلام التي إما أن تقدم ما تريده الحكومة ولو كان زورا محضا أو تسكت مكرهة،بل لم يسمح لوسائل الإعلام الحر بالدخول في دارفور بشكل واسع إلى اليوم إذن لرأى العالم كله ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر،قتل وتدمير وظلم وتخريب وتهجير،...وإلى الله العلي القدير نشكو و نستجير من شر البشير وحزبه الشرير.
لا يمكن للإنقاذ أن تسمح لوسائل الإعلام الحر العالمية والمحلية بدخول دارفور لمدة أسبوع واحد لنقل الصورة الكاملة من مشاهد وأفواه المواطنين الأبرياء العزل في المعسكرات وأشباح المدن والقرى المحروقة والعظام البالية والمقابر الجماعية والقتل والحرق والدمار الذي يسمع بمثله في تاريخ الإنسانية جمعاء،ولكن المجرم يخشى كشف جريمته النكراء للعالم ويسعى إلى إخفائه بكل مسلك،والله من روائهم محيط.
أما الشيخ الكاروري فهو معروف بعدائه الشديد وكرهه الكبير لأهل دارفور،وقد صرح بهذا في حادثته المشهورة بجامعة الجزيرة وفي لقاءات أخرى كثيرة عامة وكان يظنها خاصة وخاصة،بل هو لا يرى أهل دارفور من جملة المسلمين كما لا يراهم عبد الرحيم محمد حسين من جملة أهل السودان،وقد صرح بذلك في لقائه مع الروابط الاجتماعية النوبية في سفارة السودان بالرياض ،وما هما إلا نموج واحد يمثل أكثر أهل الإنقاذ والحكومة الحالية في السودان؛ولهذا منعوا بعض أهل دارفور من العمل في الأجهزة الأمنية والعسكرية،بل كونوا لواء الشمال الخالص لأبناء نهر النيل والشمالية ،وهذا معلن في الصحف.
ولا أرى حلا لمشكلة دارفور إلا بذهاب الإنقاذ جملة وتفصيلا؛لأن حلها الأمثل يعني -أول ما يعني- محاكمة قادة الجرائم في دارفور،وهذا ما لا يمكن أن يقبلوا به؛لأنه عندهم خط أحمر،وما أكثر خطوطهم الحمراء والسوداء والصفراء.
يا سيدي أهل دارفور ليسوا بشيء عند السيد الإمام الكاروري حتى يشعر بمصيبتهم فيدعو إلى إغاثتهم.والله المستعان.
فلندعه يدعو إلى نصرة أهلنا في غزة وإغاثتهم،فهذا خير من السكوت المفروض على كثير من الأئمة والدعاة وغيرهم من قادة الرأي العام في السودان.
سادتي ....أعتقد أننانعيش في رفاهيةمن الدجل والخبل التي في ظني أنها غير قابلة للتكرار في اي مكان وزمان آخرين. ولنا أن نفخر بكوننا شهودا" علي واحدة من أسوء فترات الانحطاط الاخلاقي في بلادنا.
الأستاذ / عثمان
أقرأ لك منذ سنين وهذا أفضل ما كتبت
الانقاز متخلفة وتستخدم الدين للضحك علي زقون السودانيين وصدقت يا استاز عثمان فهؤلاء لايريدون جر الانظار لما يحدث من مآسي في دارفور وانما فقط سحب انظار البشر بعيدا الي غزة وفلسطين كلها بدعوي انهم مظلومون وفقراء ووالله ما هم بأفقر من اهلنا في دافور.. أهلنا في فلسطين يعيشون أفضل من اهلنا في دارفور
إرسال تعليق