( عندما أبلغني سكرتير التحرير.. قبل حوالىا لساعة بأن العمود منع من النشر بواسطة الرقيب.. أرسلت له فور بديلا له .. هو العمود التالي .. لكنه عاود الاتصال بي بعد حوالى نصف ساعة وقال أن الرقيب أيضا طلب حذف العبارة المشار اليها باللون الأحمر.. فكتبت عمودا ثالثا بديلا للبديل .. كل ذلك في حوالى منتصف الليل .. في عمل مرهق كل المقصود منه في النهاية أن أتجنب بقدر الأمكان أن تخرج الصحيفة في اليوم التالي وعليها العبارة المؤلمة .. يحتجب العمود اليوم ..)..
اليكم العمود البديل والجزء الملون بالأحمر هو الذي طلب الرقيب حجبه ..
أذهبوا .. فأنتم الطلقاء ..!!
ليت الحكومة تتقرب الى الله في هذه الأيام الطيبات بعمل صالح يكتبه الله في كفة حسناتها.. أن تعفو عن السجناء السياسيين المحكومين في قضايا الصراع بين الشعبي والوطني .. والذين قضوا حتى الآن حوالى ستة أعوام بين جدران سجن كوبر.. ولا زالوا..
كان عددهم حوالى الخمسين.. من المدنيين والعسكريين.. صدر العفو الرئاسي عن جميع العسكرين وخرجوا قبل عدة سنوات.. ثم أكمال بعض المدانيين من المدنيين أحكامهم التي كانت خمس سنوات.. وخرجوا قبل عدة أشهر.. ولم يتبق الا عدد قليل جدا ربما أقل من (12)..لا أظن أن سعة العفو ضاقت عليهم..
هؤلاء الشباب ما كانوا وقود النار التي تلظت بين الشعبي والوطني.. بل ربما هم ضحايا هذا الصراع.. وفي كل الأحوال دفعوا من سنوات عمرهم الثمين أكثر من ست سنوات خلف جدران السجون.. وهي عقوبة كافية رادعة.. ألم يحن الأوان ليطلق سراحهم في هذه الأيام التي وصفها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم بأنها أيام ليس أحب من عمل إلى الله كعمل الخير فيها..
وإن كان المقصود عقابهم فقد نالوا منهم ما يكفي بالسنوات التي احتبسوها خلف القضبان.. وإن كان مقصودا عقاب الشعبي.. فلا أظن ذلك يوجعه .. وإلا لاجتهد في العمل بالحاح لاطلاق سراحهم.. وأضعف الإيمان أن يشارك حزب المؤتمر الشعبي في "ملتقى أهل السودان".. إن لم يكن لعرض فكره ومساهماته لأجل الوطن.. فعلى أقل تقدير لرفع رهق السجن عن هؤلاء الشباب..
صحيح هم صاروا الآن كحمزة أسد الله ..بلا بواكي.. لكن فوق سماوات سبع من لا يغفل ولا يترك أمر عباده سدى..وهو وحده الذي يدرك كيف يمكن أن تصبح العقوبة هي نفسها جرما جديدا.. عندما يطال السماح آخرين في قضايا كثيرة بعضها جنائي قح.. ليس فيه من الضمير شيء.. بينما ترقد الهمة عن التسامح مع هؤلاء الشباب ليس لشيء.. إلا لأن موازنات السياسة لا ترى الا ما يراه الساسة..
والساسة حباهم الله بخاصية النسيان.. نسيان الإحساس بالآخر طالما أن الآخر لا يملك الا احتمال النسيان ولو بقى خلف جدران السجون الدهر كله..
ليت الحكومة تحج الى الله بالعمل قبل الأجسام.. أن لا تمضي أيام التشريق الا وقد ذهب كل سجين الى بيته وأسرته.. ما الذي تخسره الحكومة اذا حدث ذلك.؟ وما الذي تربحه الحكومة اذا لم يحدث ذلك ؟؟ الحساب هنا لا يحتاج الى بطل ..إلا إذا كان حب الخير في حد ذاته بطولة ..
هناك 10 تعليقات:
الأستاذ عثمان:لك خالص التقدير
رغم تقديرنا للدور التنويري الذي تقومون به من خلال الصحافة،لكن يبدو أن الامر يحتاج لأكثر من ذلك،وأعني تحديداً منبر السودان،والذي كان من الممكن أن يستقطب قطاعات عريضة من الشعب السوداني،لتحدث مثاقفة ورفع للوعي بين الأعضاء،ومن ثم يصبح مؤثراً في رفع درجة الوعي لدي المواطن.أعتقد أن من أكبر مشاكلنا حالة اللامبالاة التي تسود بين الشباب تحديداً نحو الهموم الوطبية, نسبة لإنحسار دور الأحزاب داخل الجامعات والمجتمع وضعف الإهتمام بالثقافة عموماً.أنا مثلاً تزوجت من طبيبة ولدت وعاشت ودرست في السودان في جامعة حكومية،لم تسمع مطلقاً بعلي المك أو خليل فرح أو محمد أبراهيم نقد أو محمود محمد طه،وهذه الأسماء مجرد ضرب مثل.
الحقيقة أنه لولا أن قولك لمن ينتسب للاسلام فيقول (أشهد ألااله الا الله وان محمدا رسول الله )انه كافر ... ((وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام )).. سيعرضك لان يرتد اليك هذا الحكم ..... لولا ذلك لقلت ان عمر البشير وعلي عثمان ونافع وعوض الجاز وقوش كفارا ....ولكني اسال الله العظيم الا اقع في هذا المنزلق , وان يثبتنا ويرزقنا الورع علي الدوام.
الأخ الباشمهندس السلام عليكم ورحمة الله
اذهبوا فأنتم الطلقاءهذه قالها نبي الرحمة عليه افضل الصلاة واتم التسليم لمن اذاقوه صنوف الاذي والعذاب وتامروا عليه لقتله والمسلمون مطالبون بالتاسي به ولكن الحكومة لها كلام اخر ولايمكن ان تفعل ذلك واظن انك تطرقت لهذا الموضوع قبل اليوم فجزاك الله خيراونسال الله ان يهدي الحكومة هذه المرة.
الاخ عثمان ميرغني كل تحياتي وجل السلام
كل عام وانتم بخير ومتعك الله بالصحة والعافية...
اضافة لتعليق الاخ الكريم اقول لك حقيقة نحن فقدنا كل ايماننا بالاحزاب القائمة بالسودان والتي لم تمارس الديمقراطية الذاتية لكوادر الرئاسة الحزبية فيها...هل يعقل أن يظل حسب بكل مكوناته ومؤسساته تحت امرة رجل واحد لعشرات السنين...هل رؤساء الاحزاب هذه من قبيلة الديناصورات؟ أم الذين ينتمون لهذه الاحزاب يعترفون ضمنيا" بخوائهم الفكري والسياسي حتي ينقادوا كمالقطيع...
اذا تمت الانتخابات (اذا قامت اصلا") وحكم الحزب (س) من البديهي يصبح رئيسه على راس الدولة ...واذا استمر الحزب بالفوز لدورات متتالية هل يظل هذا الرئيس علي راس الدولة حتي يشيخ فيها او يلبي امر الله...الن تكون عقليته اقل عطاءا" ... الن يحين موعد احالته للمعاش ... نحن نحتاج للتغيير الحقيقي علي الصعيد السياسي ولكننا نعتب حتي علي الذي نفتخر بهم وبتنويرهم لنا وعلي رأسهم انت ياباشمهندس ميرغني..لانني ارسلت اليك رسالة علي البريد الالكتروني مستوضحا" عن منبر السودان ولم اتلقي منك رد... وحسبتها من باب كبر المسؤلية وهم الوطن واظل عاتبا" لاهتمامي... قد لا يكون لدينا الكثير لنقدمه لهذا الوطن الجميل ولكننا نحاول ما اوتينا من جهد لرفعة شأنه وكل من مكانه...
مع شكري
الا تري ان الاعمدة التي كتبتها بعد عمودك -المديدة حرقتني- هي بمثابة رد علي ذلك العمود ...
جزاك الله خيرا يا باشمهندس عثمان ...تمنى من الله الكريم وفى هذا الشهر المستجاب أن يستجيب البشير للمناشدة من جميع فئات الشعب السودانى أن يطلق سراح هؤلاء ونعرف أنهم كانوا من المجاهدين الذين دافعوا عن هذا البلد ولكن لعن الله السياسه الذى فرق بين الاخوان بالنيابة عن الاسر الكريمة لهؤلاء الشباب قلنا الروووب يا البشير أعملها ولو مره .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،أخي المجاهد المهندس عثمان ميرغني،أسأل الله أن يأيدك بتأييد من عنده؛لتواصل رسالتك المقدسة بهذه العزيمة التي لا تفل.
وأنا أضم صوتي إلى صوتك فيما دعوت إليه،ولكن ما أظن ذلك حاصلا في ظل هذه الحكومة؛لأن هؤلاء السجناء السياسيين لم يرتكبوا جريمة يدانون عليه بل لأنهم يمثلون خطرا على الحكومة القائمة؛لأنهم يعرفون الكثير من الأسرار عن الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب السوداني بحكم أنهم كانوا في مواقع حساسة في الأجهزة الأمنية والعسكرية والمالية والإدارية وغيرها من مواقع صناعة القرار الضيقة.
ولهذا السبب وغيره لا أرى حلا قريبا من مشاكل السودان ،وعلى رأسها مشلكة دارفور؛لأن أصحاب القرار في الحكومة-وهم يعدون بأصابع اليد الواحدة-يرون أن تلك المشاكل أو أكثرها تمثل التحدي الأكبر بينهم وبين شيخهم السابق الدكتور الترابي بصفة خاصة وإخوتهم السابقين في المؤتمر الشعبي بصفة عامة،فكما يعلق العرب اليوم كل مشاكلهم على شماعة أمريكا بالحق وإسرائيل بالحق والباطل،فحكومتنا تعلق كل مشاكلنا على شماعة المؤتمر الشعبي خاصة والمعارضة عامة،والشعب هو الضحية،فمشاكلنا ليس لها من دون الله كاشفة.والله المستعان وإليه الشكوى وعليه التوكل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،أخي المجاهد المهندس عثمان ميرغني،أسأل الله أن يأيدك بتأييد من عنده؛لتواصل رسالتك المقدسة بهذه العزيمة التي لا تفل.
وأنا أضم صوتي إلى صوتك فيما دعوت إليه،ولكن ما أظن ذلك حاصلا في ظل هذه الحكومة؛لأن هؤلاء السجناء السياسيين لم يرتكبوا جريمة يدانون عليها بل لأنهم يمثلون خطرا على الحكومة القائمة؛لأنهم يعرفون الكثير من الأسرار عن الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب السوداني بحكم أنهم كانوا في مواقع حساسة في الأجهزة الأمنية والعسكرية والمالية والإدارية وغيرها من مواقع صناعة القرار الضيقة.
ولهذا السبب وغيره لا أرى حلا قريبا لمشاكل السودان الكبرى ،وعلى رأسها مشلكة دارفور؛لأن أصحاب القرار في الحكومة - وهم يعدون بأصابع اليد الواحدة - يرون أن تلك المشاكل أو أكثرها تمثل التحدي الأكبر بينهم وبين شيخهم السابق الدكتور الترابي بصفة خاصة وإخوتهم السابقين في المؤتمر الشعبي بصفة عامة،فكما يعلق العرب اليوم كل مشاكلهم على شماعة أمريكاوإسرائيل بالحق والباطل،فحكومتنا تعلق كل مشاكلنا على شماعة المؤتمر الشعبي خاصة والمعارضة عامة،والشعب هو الضحية.وقد صرح بهذا أكثر من مسئول اكثر من مرة،خاصة الكبار منهم،مثل نائب الرئيس الأستاذ علي عثمان محمد طه والدكتور نافع علي نافع وغيرهما من الفاعلين في الحكومة،فمشاكلنا ليس لها من دون الله كاشفة.والله المستعان وإليه الشكوى وعليه التوكل.
أخي عثمان جزاك الله خيراً وأنت لا تمل من طرق هذا الموضوع المرة تلو المرة، وليت أهل الإنقاذ يدركون ولو لمرة واحدة أن التدابير الأمنية ليست وحدها الكفيلة بإدامة السلطان بل العدل ثم العدل ثم العدل، ولكنه درس لا يدرك إلا بعد السقوط ... وليت قومي يعلمون
حاولت أن اقارن بين موقفك في الالحاح علي صدور عمودك رغم الحاح رجال الامن في الغاءه وبين موقف لصحفي شاب اطلعت علي تفاصيل استغنائه عن شهادة العمل الصحفي اعتراضا علي الرقابة الامنية علي منبر النقاش في سودانيز اون لاين ،، فعرفت اهمية ان لا يكون الصحفي الكاتب شريكا في راس مال العمل الصحفي لكي يكون حرا في مواقفه بعيدا عن رغبات الادارة المالية للصحيفة والتي بالتاكيد تكون لا مبدئية وتجنح لضمان الصدور تحت اي ظرف لتفادي الخسارة المالية او بالاصح تحقيق المكسب المادي.... وليتكم تقدمتم امامه الصفوف..لا اذكر اسم الصحفي الشاب واتمنى عليك الرجوع لمنبر النقاش في الموقع لتقارن موقفه المبدئي من موقفكم المغاير...
والسلام عليكم
منتصر الفاضلابي
إرسال تعليق