كفاية .. يا مولانا ..!!
أخونا محمد لطيف رئيس تحرير صحيفة (الأخبار) نشر خبراً عن فشل ترتيبات لقاء بين المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ومولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي الديموقراطي في المدينة المنورة..خلال زيارة الرئيس الخاصة لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم.. وسرب الخبر أن مصادر مطلعة أكدت أن الرئيس البشير يفضل مقابلة السيد الميرغني (في الخرطوم.. وليس في أي مكان آخر).. وهي عبارة لاذعة تعني (كفاية)..!!
وسواء انعقد بعد ذلك اللقاء أم لا.. فإن السيد الميرغني قد بلغته الرسالة.. أن مثل هذه اللقاءات خارج البلاد دخلت في حيز (العيب الوطني) .. أن يظل زعيم بمثل قامة مولانا وحزبه خارج البلاد .. يجول من بلد الى آخر..وينتظر فرص زيارات الرئيس للدول الشقيقة ليصنع منها مناسبة تجديد ذاكرة لوسائط الإعلام..
ويبدو أن السيد رئيس الجمهورية ليس عاتباً على الميرغني في طلبه مثل هذه اللقاءات في الخارج فحسب.. بل من مسلسل اللقاءات السابقة وقد تكون لدى الرئيس قناعة أن السيد الميرغني يستثمرها في غير ما تنطق به بعد ذلك البيانات والتصريحات الرسمية.. التي تتحدث عن (العام) بينما جوهر اللقاءات في (الخاص)..
ففي إحدى زيارات الرئيس للقاهرة.. دعاه السيد الميرغني للعشاء في منزله.. ولبى الرئيس الدعوة ومعه بقية اعضاء وفده على ألا تشتمل على أى صفة رسمية.. وتظل في سياق (زيارة اجتماعية).. لكن الرئيس فوجيء بالسيد الميرغني بعد العشاء يستأذنه في جلسة خاصة منفردة بعيداً عن مسامع وأعين الوفد.
في الجلسة المنفردة تقدم الميرغني بحزمة مطالب جديدة وضعها في قالب تبدو فيه وكأنها شروط العودة.. مطالب من قبيل دفع قيمة ايجار عقارات صودرت ثم أرجعت.. تضايق الرئيس من مسلك مولانا الميرغني.. خاصة وأن المطالب مقدمة على خلفية دعوة عشاء غير رسمي.. وربما انتاب الرئيس احساس بأن بقاء السيد الميرغني بالخارج تحول إلى (شيك مفتوح) .. تزداد أرقامه وأصفاره مع الأيام دون أن تحرك هذه الأرقام قرار العودة الى الداخل..ثم أن مسلسل المطالب ولفترة طويلة من الزمن تركز في (الخاص) .. رغم البيانات التي تصدر بعد ذلك من الناطق الرسمي للحزب وتتحدث عن التباحث في قضايا عامة تهم الوطن ..
يبدو أن الميرغني ومن منفاه الإختياري لم يعد قادرا على قراءة الخارطة السياسية في السودان.. فعلاوة على أن حزبه يتآكل في كوادره النشطة.. فإن بقية الطيف (الاتحادي) تتحرك في اتجاه سحب كرسي الزعامة من تحته.. ليحوله – في أحسن الفروض - راعياً للحزب.. أو يتجاوزه بصورة كلية..
من حق الميرغني أن ينفي نفسه في أى مكان.. لكن ليس من حقه أن ينفي حزبه معه..ألم يئن الأوان أن يتنحى الميرغني من رئاسة الحزب.. واذا لم يفعل أليس من الحكمة أن يفعل الحزب ذلك..!!
هناك تعليقان (2):
اليوم هو السبت الاول من نوفمبر 2008 وسأكتب اليوم عن حفل شهدته يوم امس انا ومحمد عبدالرحمن حيث حضرنا حفل للفنانين محمد وردي ومحمد الامين بعنوان اغنيات للوطن والذي اقيم الجمعه باستاد الهلال وللحقيقه فقد انحصرت الاغاني في الاكتوبريات فقط وهي الاغاني التي صاحبت ثورة الحادي والعشرين من اكتوبر عام اربعه وستين اي قبل اربعه واربعين عاما وقبل قدومي للدنيا بسته عشر سنة وبالطبع فان كل ابناء جيلي لم يشهدو تلك الثورة التي قام بها الشعب وقلب فيه الموازين وازاح عبود من سدة الحكم وان كانت الاغاني تمجد فترة بعيدة نظريا عن عالم اليوم لكني لا اكذب ان قلت بقدر ما استمتعت بالحفل بقدر ما تألمت علي هذا الماضي الزاهي الذي كان الحراك الجماهيري فيه صاخبا وكان الشعب فيه حاضرا بكل قوة في ساحة الفعل وساحة السياسية آلمني ان ذات الشعب الذي قام بذاك الانجاز الغير مسبوق في كل المنطقة ذات الشعب يجلس بعد اربعه واربعين عاما ضيفا علي بلادة يحس بانه غريب عنها ويقود زمام الامور اليوم من سحقوة واسكتو صوته وخوفوه وضايقوه في معيشته وقهرو ظهرة بالجبايات ويوم يقرر بعض افراد هذا الشعب بالاحتفال بتلك المناسبة الوطنية الهامة لاتسمح السلطات باقامتها لفترة طويلة وبعد سنين تسمح ولكن بعد مرور عشرة ايام علي اليوم الرسمي للذكرى وفوق كل ذلك تحرس الاستاد بقواتها النظامية وقوات مكافحة الشغب وكأنها تخاف من ان تؤدي المناسبة لشئ ما وفاتها ان من يخاف من الناس فحتما سيداس يوما ما آلمني ما أوصلونا اليه بعد 44 عاما لوطن يكابد احتمالات التشظي والانقسام وطن يسود في قانون يقارب قانون الغاب ويتولي فيه منصبا كل من اسال من دماء هذا الشعب اكثر ويداس فيه كل البسطاء وكم اعجبتني اغنيات وردي عن ابناء بلادي الشرفاء والبسطاء تهالكو فينا سنين عددا واوصلونا لكل هذا الفشل ما ذا كسب وطننا بعد 44 عاما من هذه الذكري المجيدة وماذا حقق لنا المتحاربون الكبار اليساريين والاسلاميين الم يكن فيهم رجل رشيد يعذر الشيوعيين اعجابهم بلينين وقوى الشعب العاملة وينبهرو بالاتحاد السوفيتي ويتمنو ان يحققو لبلادهم رفعة كرفعته اليس ذلك منطلق توجههم اليست هذه هي نكهة ذلك الزمان؟
الم يكن الوطن يسع الجميع؟
لقد فشلت الشيوعية كنظام وسقط السوفيت الم يكن جديرا ان تترك الافكار لتنهار دون سكب الدماء وقهر واقصاء الغير؟
ومن ناحية اخرى الذين قادو بلادنا عشرين عاما منفردين وقبلها اعواما بمختلف المسميات الم يدركو ان صدامهم مع اليسار كان من منطلق الالحاد رغم ان كثير جدا من الشيوعيين يصلون ويصومون ويؤمنون ؟ اليست اكبر دولة حليقه لنا اليوم هي دولة ملحدة وشيوعية ويحكمها الحزب الشيوعي؟ ماذا استفاد الوطن من الطحن بين الكبار؟ الي ماذا اوصلونا ؟الي احتمالات التشظي والانقسام؟ الم يعرفو بعد ان كلامهم عن منهج الله وشريعة الرب التي خدعو بها انفسهم قبل كل شئ هي وهم كبير الله ورسوله اطهر من افعالهم التي البسوها لباسهم هل في اعتقادهم ان الله ورسوله في رضا عنهم واحدى نساء السودان تصرخ في احد القنوات الفضائية وتطلب المساعدة المالية لكي تدفع رسوم العملية التي توفيت اختها اثنائها لكي تسلمها ادارة المستشفي الجثة؟ ارحلو عنا جميعا اتركو لنا وطن نعالج جراحة نحن باذن الله وبحوارنا الذي لم ولن تجيدوة وغادرونا اليوم قبل الغد فكل يوم يمضي تقودون بلادنا للهاوية اكثر...
عــــــــــــــــــاجل:
رحم الله السيد / أحمد الميرغنى أحد أبناء السودان الذين خدموا الوطن
نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأسكنه فسيح جناته.
أما بخصوص ملانا محمد عثمان الميرغنى ، فنسأل الله له عوداً قريباً حميداً ..فلربما تكون وفاة أخيه سبباً للعودة.
إرسال تعليق