بروسترويكا..!!
عبر البريد الإلكتروني وصلني بيان توضيحي من حزب الأمة القومي حول الجدل الذي ثار على خلفية استقالة د. آدم موسى مادبو.. ويرد البيان على بعض التصريحات التي اعترض فيها مادبو على محاسبته تنظيمياً عن طريق (هيئة الرقابة وضبط الأداء) بالحزب.. لكن البيان في حد ذاته.. يحتاج الى (هيئة رقابة وضبط) ..!!
لأول مرة أعرف – من نص البيان – أن هيئة الرقابة في حزب الأمة تتبع رئيس الحزب..و هذا يعني عملياً أن الرئيس فوق الرقابة والضبط.. و بالتالي يجعل الحديث عن (أهداف الهيئة هي التصدي لأي انحراف فكري أو سياسي أو تنظيمي يخالف دستور الحزب أو لوائحه أو قرارات مؤسساته وأدبياته) هو فعل يتحكم في تقديره الرئيس.. وتصبح الرئاسة بمنأى عن مساءلة هيئة الرقابة وضبط الأداء.. وتُفسر – تلقائياً - عبارة (أى انحراف فكري أو سياسي أو تنظيمي) أى فعل يخالف فكر أو سياسات رئيس الحزب.. ويؤكد على هذا المعني باقي النص في اللائحة الذي يقول ( يخالف دستور الحزب أو لوائحه أو قرارات مؤسساته وأدبياته..).. وهي كلها عبارات مطاطة لزجة تندرج تحت بند (التقدير).. تقدير رئيس الحزب..
حسناً.. فليكن للحزب هيئة رقابة ومساءلة وضبط الأداء.. لكن على المستوى الأعلى من التنفيذي.. المستوى التشريعي في المؤسسة الحزبية.. حتى يصبح كل الحزب بقواعده وقياداته تحت الضبط والرقابة.. حتى ولو كانت عملية الضبط هنا غير محددة بصورة قاطعة.. فالأمر سيخرج من سيطرة الفرد ويتحول الى كنف جهاز تشريعي أعلى أقل عرضة للرأي الفردي..
لا أكتب هذه السطور بروح اتهامية أو تجريمية لقيادة حزب الأمة أو رئيسه .. بل بمنهج (تطوير) يجب ان يبنى على قاعدة سيادة المؤسسات فوق الأشخاص.. ولأن حزب الأمة بالتحديد فيه اعتبارت خاصة.. حيث ان رئيسه هو إمام الأنصار الذين يشكلون الركن الأساسي لقواعد الحزب.. وتحيط بالرئيس هالة تبجيلية -حتى ولو تجاهلها – تحجب المساس به عند القواعد.. فالأوجب أن يمارس الحزب اعادة بناء (بروسترويكا) تفترض أن الأولوية في تطوير الحزب .. لصالح ترفيع المؤسسات على حساب الأفراد.. واعادة تحويل الطاقة (التبجيلية) لدى القواعد لتصبح قوة دفع ديموقراطية تحدق في الحزب وأهدافه بعيداً عن الأفراد مهما صفت نياتهم وسلالتهم..
ليس من مصلحة السيد الإمام الصادق المهدي أن يعتد خبرة قيادته للحزب خلال الأربعين عاما الماضية.. فالعبرة بالنتائج والحساب ولد.. الحال التي وصل اليها السودان – كله وليس حزب الأمة وحده – الآن هي نتاج أحزاب ضعيفة مهما كثرت جماهيرها وتعمقت جذورها التاريخية.. وحزب الأمة القومي مع كل ألوان الطيف السياسي السوداني الآخر هم مسؤلون تاريخيا عن الفشل السياسي الذريع الذي يكابده السودان.. ومن هنا يجب أن يبدأ نهج التغيير.. أن خبرة الماضي كانت أم الكوارث.. وليس من سبيل وسط بين الديموقراطية والشمولية..على شرط أن يقر الجميع أن الديموقراطية لا تعني أبدا مجرد انتخابات البرلمان.. قبلها تعني تولي رئيس الحزب بالانتخاب.. وليس بالتفويض ..!!
هناك تعليقان (2):
سؤال اى حزب فى السودان كان له تغيير فى الرئاسه يوما ما
هل كل كوادر الاحزاب غير قابله للنمو والتطور
لماذا لا يكون اتخابات الحزب شرط وتحت رقابه
ماهى الاسس الايدلجيه للاحزاب السودانيه
لماذا انقسم الاتحادى والامه زماااااااان وهل مازال الخلاف او سبب الخلاف متوفر
معظم الاحزاب فى اعتقادى تسعى لتتويج رئيس لا ان يخدم البلد بل ليكون رئيس
اذا لم تكن هناك محاسبه ورقابه سيكون حال السودان هكذا تمرد قتال سلام ثروه وسلطه
سؤال لماذا نطالب بالسلطه ولا نطالب بالرقابه بدلا من السلطه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الله يعينك يابلد واسال الله الا يسالنى عن احد ولا اكن مسئولا عن احد يوم لاينفع مالا ولابنون
يحزنني للغاية وضع أحزابنا الكبري بعد أن تحولت إلى أملاك خاصة بأسر بعينها و بات وضعها يضحك من كثرة الإنتقادات و الإنشقاقات و الغياب التام للمنافسة! هذا السيناريو كان متوقعا، من الصعوبة على أي عائلة مهما إمتد نفوذها أن تفرض عقلية القطيع على حزب سياسي بأكمله!! الصادق كان محظوظا أكثر من نظيره الإتحادي/ ختمي إذ عانى حزبه إنشقاقات أقل كلها في نطاق الأسرة. لكن المنطق يفرض حقيقة مرة و هي أن جمهور الأمة سيبدأون عاجلا أم آجلا من السأم من عرض الرجل الواحد (One Man Show) و سيبدأون إبتداءا بمثقفيهم بالبحث عن عرض جديد و قيادة جديدة!
إرسال تعليق