أوباما .. سوداني ..!!
باراك حسين أوباما.. الرجل الأفريقي القادم من أدغال كينيا .. المنحدر من أصول مسلمة..ذهب إلى أمريكا مواطناّ.. واستخدم حقه الطبيعي في الصعود على درج السلطة.. فحقق فوزا كاسحاً في أكثر الانتخابات الأمريكية حرارة واشتعالا .. ضد جون مكين.. ليصبح أول رئيس أسود.. لأقوى دولة في العالم..
ألا يستحق الحدث استلهام العبر..!!
المواطنة ليست بالأصل ولا الفصل.. بل بالعمل ..ذات المعنى السامق الذي ساقه القرآن في قصة ولد سيدنا نوح عليه السلام (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي..) أراد نوح ان يستفيد ابنه من صلة الدم والنسب والعرق.. فكان الرد القرآني البليغ (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ..) تجاوز القرآن العرق والنسب و رفض أن يكون الإنسان سلالة من اللحم والدم الذي يجري في عروقه وقطع بأن الانسان (عمل) أما صالح أو طالح..
بكل المقاييس ما كان لرجل محفوف بمثل تلك التضاريس العرقية التي نشأ فيها (أوباما) أن يصل لمرتبة الرجل الأول في بلد.. اذا لم تتوفر في هذا البلاد النظم التي تسمح للمواطنة أن تنال حقوقها كاملة بغير تفرس في اللون أو العرق أوالدين.. ولهذا استحق ذاك البلد أن يكون الأقوى في العالم..
بهذا المنطق .. أليس مخجلا لدرجة الشقاء.. أن يحترق السودان كله على ذمة قبليات وعرقيات ..لا تسمن ولا تغني من جوع.. وتتفاضل مجتمعاتنا – في الشرق العربي كله – بالأصل والفصل على نقيض ما يدعو اليه الدين (لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى )..
وفي سياق آخر.. هل كان الأفضل حرب أمريكا بضرب مبانيها بالطائرات في 11 سبتمبر 2001.. ام استثمار نظامها السياسي المرن كما فعل أوباما والتأثير عليها.. بمنطق (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..) أو كما جاء في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم (قال ملك الجبال : يا محمد : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، قد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك ، فما شئت ؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا".)
أيهما أفضل .. قتل ثلاثة آلاف أمريكي في برج التجارة .. أم اقناع ثلاثة آلاف أمريكي بالاسلام ..؟؟
الاسلام دين حضاري فيه من أسس احترام الانسان أضعاف ما تتشدق به أعتى الحضارات السائدة الآن.. لكن المشكلة التي نكابدها .. اننا قادرون على الموت في سبيل الاسلام.. لا العيش به.. وننظر دائما لأدبياته على أنها مناهج للتدريس في المدارس والجامعات .. ومافاض فللخطب في المساجد والمحاضرات الدينية..
نحن في السودان نحتاج أيضا لـ(أوباما) ..سوداني..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق