الزمن الضائع ..!!
ذهبت لاستخراج تاشيرة خروج من أحد مكاتب الجوازات بالخرطوم.. سألت من أين أبدأ ..اشار لي أحدهم الى مكتب صغير بجوار الحمامات.. موظفان يجلسان خلف الشباك.. احدهما يعد الأوراق النقدية التي يدفعها الجمهور.. والثاني أصر أن يكتب بيانات الاستمارة بنفسه .. وفهمت أن ذلك لاعتبارات تتعلق باللافتة المكتوبة على ناحية من شباك المكتب .. اللافتة تقول (مليء الارنيك بـ 2000 جنيه..)..
الخطوة التالية.. تصوير الجواز في أكثر من صفحة.. رغم أن الجواز اصدرته وزارة الداخلية والمفروض أن بياناته وصورته متوفرة سلفا لديها.. لكني أيضا فهمت الغرض من الاجراء بعد أن دفعت مبلغ (1000) جنيه لصورة الجواز..
الخطوة الثالثة ..دفع الرسوم.. وقدرها (61) ألف جنيها.. في شباك آخر.. وسلمني الموظف (فايل) لأضع فيه الورقة الاولى والتي بدأت بها الاجراءات وصورة الجواز.. ووفهمت أن (الفايل) لزوم الرسوم..
الخطوة الرابعة في نافذة أخرى.. سلمت الجواز وطلب مني الانتظار ريثما يتم النداء على اسمي في صالة كبيرة بها عدد كبير من الجمهور.. جلست وسطهم أتامل ..أتأمل في الشعب . والحكومة..
بعد فترة من الزمن.. تم النداء على اسمي .. استلمت الجواز وفيه ورقة صغيرة مطبوعة بالكمبيوتر .. مكتوب عليها شهادة استيفاء.. وهي عبارة فهمت أن المقصود منها انه يجوز في حقي قانونا الخروج بطريقة شريعة من البلاد للمهمة التي حددتها في طلب التأشيرة..
بالله عليكم.. لنبسط القصة ونوجزها في أمرين.. مطلوب التحقق من إمكانية السماح لي بالسفر.. والثاني .. مطلوب مني دفع فدية تعادل حوالي (35) دولار أمريكي لأخذ الاذن بالسفر..
ولتكملة الصورة.. فلنتجاهل الأمرين..لنفترض أن المشكلة ليست في الرسوم.. ولا في أن الورقة التي تسلمتها تعادل قيمتها هذا المبلغ.. ألم يحسب رجل واحد رشيد قيمة الزمن الضائع في هذه الاجراءات؟؟
زمن الشعب .. محسوب بـ(المواطن/ساعة) عدد المواطنين الذين يتردددون على مكاتب الجوازات يوميا لعمل التأشيرة مضروبا في الزمن الذي يهدرونه في الذهاب والاياب الى ومن مكتب الجوازات ثم زمن انتظارهم أمام نوافذ المكاتب لاستلام التأشيرة.. أليس هذا الزمن القومي ..ُثروة مهدرة.. أم أن زمن الجمهور لا قيمة له..
ثم زمن السادة ضباط وأفراد الشرطة الذين يقدمون هذه الخدمة في مكاتب الجوازات..الذين دفع الشعب ثمن تدريبهم وتعليمهم ليؤهلم لأداء عمل حقيقي .. فإذا بهم يجلسون طوال يومهم لعمل اجراءات اكن من الممكن عملها في صالة المغادرة دون حاجة لشهادة استيفاء او غيرها.
من يحسب الزمن الضائع .. على البلاد في مثل هذه الاجراءات
هناك تعليقان (2):
الأخ الباشمهندس عثمان ميرغني
تحية طيبة وبعد،،،
وعطفاً على الموضوع أعلاه وأيضاً قد لا يخفي عليك مدى المعاناة التي يتكبدها المغترببن (في جهاز المغتربين) عند طلب تاشيرة الخروج أو الإستيفاء كما يحلو لإدارة الجوازات بالمغتربين, ولكن هذا ليس الموضوع الذي أود ان أطرحه عليك غير انه ذو صلة حيث ان كثير جداً من المغتربين تضطرهم ظروف خاصة أو خاصة بالعمل للحضور للسودان لمدة قصيرة مثلاً ليوم واحد أو خميس وجمعة وعندها تقف هذه الإجراءات حائلاً أمام تحقيق ذلك , مما يمثل هدراً كبيراً لحقوقهم الأساسية ومعاناة كبيرة لهم ولذويهم ، لذلط فإنني أناشد عبرك جهاز المغتربين وإدارة الجوازاة بالمغتربين للنظر في هذا الأمر ومحاولة وضع حلول له وربما أقنرح بعض الحلول وهي كالآتي:
- يمكن إنشاء مكتب بمطار الخرطوم تابع لجهاز المغتربين علي أن يتقاضي نفس الرسوم التي يتم تحصيلها بالجهاز
- أو إعطاء السفارات ببلاد المهجر صلاحية إصدار تأشيرة عودة تغني عن الذهاب لجهاز المغتربين
- أو العمل بنظام Multiple Visa أو مايعرف بنظام التأشيرة المتعددة بحسب المدة من 3 شهور لسنة وكله بثمنه
- يمكن أيضا العمل بنظام البطاقة الإلكترونية أو البوابة الإلكترونية بالمطار كما هو معمول به في معظم مطارات العالم
ويمكن القول ان الدولة أيضا سوف تستفيد من هذا الأمر أولاً لأن كثيراً من ضغط العمل سوف ينزاح عن كاهل جهاز المغتربين, ثانياً سوف يزيد من إرادات الدولة من ناحيتين الأولي أن أعداداً كبيرة من المغتربين سوف تستفيد من هذه الميزة وسوف يحضرون معهم عملات صعبة يتم إنفاقها خلال فترة اقامتهم وأيضا سوف تزيد حركة الطيران مما يؤثر إجاباً علي الدخل القومي
وطبعا إذا نظرنا للجانب الإحتماعي فإن تسهيل هذه الأمور سوف يرفع من درجة التواصل الأسري والترابط بين الوطن ومواطنيه
ختاماً أرجو أن تجد هذه المشكلة دعماً منك وآذاناً صاغية من المسئولين
مع خالص شكري وتقديري
أحمد إدريس – الدوحة - قطر
الأخ عثمان،
مقال ممتاز لكنه متأخر قرابة الثلاثين ربيعا! جمهور الشعب فقد القدرة و الرغبة في الإعتراض منذ عشرات السنين. الحكومات المتعاقبة نجحت و بجدارة على "ترويض" الشعب: الصبر ثم الدفع و السكوت هو شعار اليوم. و لكم في جهاز المغتربين عبرة يا باشمهندس!!!
إرسال تعليق