عادي.. جداً..!!
الناس هنا في بلدي ينتظرون يوم الأربعاء 4 مارس على أفغر فم.. ليس لأنهم يعلمون أو يتوقعون شيئاً محدداً.. بل لأنهم (لا) يعلمون أو يتوقعون شيئاً محدداً.. فالخطاب السياسي الرسمي –بعلم أو بغيره – رسم صورة شائكة لما بعد قرار الجنائية الدولية.. وصار المجهول أكثر ترويعاً من المعلوم.. والأدهى في الأمر أن مصل هذه الصورة لا تصيبن عدوا أو بعيدا بشيء.. هي فقط تكدر المواطن العادي وتحرمه حتى من متعة شقاء المعيشة اليومي..نتج عن حالة الـ(لا) إدراك هذه بعض الهلع الذي أنجب أفضل بيئة لتفريخ الشائعات.. خاصة تلك الشائعات التي يستثمرها البعض للمصالح الذاتية الخاصة.. وما أكثرها.. ووصلت (الخلعة) بالبعض لدرجة التفكير في تخزين المواد الغذائية.. والبعض نسج صورا خرافية لحال ملبد بالاثارة .. وأوهم الناس أن السلامة في الهرب إلى الخارج..ولكني من موقعي هذا.. الذي يحمل القلم – أي قلم – مسؤولية تثبيت الخواطر المرتاعة.. أطرح سؤال موضوعياً قصيراً لا يحتمل الإجابة المغلفة بالأوهام.. ما هو المتوقع أن يحدث في هذا اليوم الموعود؟؟أحسبها بأي منطق أو ظن.. ستجد أن (لا) شيء هي أفضل وأقرب الإجابات.. لسبب بسيط.. هو ان محكمة لاهاي هذه لن تفعل أكثر من اصدار قرارها.. وينتهي العزاء بانتهاء مراسم المؤتمر الصحفي الذي يعلن فيه القرار.. فليس هناك إجراءات تأديبية أو ملاحقات تجعل التحسب والتوجس مقبولاً.. ولو كانت أصل المحكمة تفعل أكثر من ذلك.. لفعلته في المرة السابقة التي أصدرت فيها ذات القرار تجاه اثنين من المطلوبين في السودان.. ومضت السنوات ولم يحدث شيء..من الأفضل أن نمارس حياتنا الطبيعية بكل سلاسة.. لأن الشائعات التي تطلق في الهواء الطلق لا تصيبن بالضرر في النهاية إلا غمار الناس الذين ترتبك حياتهم بكل مرارة كلما تعكرت الأجواء السياسية في السودان.. وأفضل طريقة لهزيمة هذه الشائعات المرعبة هو ضخ أكبر قدر من الطمأنينة وإفراغ الظنون والمحاذير من مفعولها الخطير.. اذهب الى عملك.. أو بيتك بكل طمانينة.. في تلك -الأربعاء وبداية شهر- الموعودة.. فلن يحدث شيء.. ولو حدث شيء فهو من فعل الإمعان في التوجس والترقب.. صحيح قد تستقبل الشوارع مظاهرات ومسيرات.. لكنها لن تقترب من محاذير السلامة العامة.. وشهدت العاصمة كثيرا منها ولم يحدث ما يعكر صفو الحياة الطبيعية.. ثم إني أسألكم بكل صراحة.. مم تخشون أكثر مما أنتم فيه..اطمئنوا.. ومارسوا حياتكم القاسية بكل ضجر.. لكن بلا ذعر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق