(الغُمتي)..!!
سوق الخرطوم للأوراق المالية، التي تعرف اصطلاحاً بـ(البورصة) .. هي أحد آليات الإقتصاد السوداني الحيوية..ميزان العمل التجاري الذي يحدد القيمة السوقية لأسهم الشركات العامة.. لكن هذه الآلية تعمل بكلمة سر حتمية، بغيرها تحتضر الفكرة التي من أجلها شرعت.. وتصبح مجرد قيمة مضافة لما أطلق عليه الأستاذ عبد الرحيم حمدي (الغُمتي)..!! كلمة السر هي (الشفافية)..
إدارة حركة الأسهم والتداول بأعلى معيار للحيدة والشفافية التي لا تترك المتاريس خلف الكواليس.. لكن ذلك المعني.. الشفافية.. لا يتحقق بالصدفة.. ولا يترك للنوايا الحسنة.. فهو ثمرة منظومة فيها هياكل تعمل بكل كفاءة حسب النظام الافتراضي.. سلطات مؤسسية أعلى تراقب سلطات مؤسسية أدني، فأدنى إلى آخر حلقة.. فإذا تُركت الأمور كلها في يد سلطان واحد.. يأمر وينهي ويزجر ويعاقب ويكدر من شاء حين يشاء.. تتحق أعلى معايير (الغُمتي!) وتصبح السوق أحد معاول هدم الإقتصاد السوداني..
ماهي المعايير التي تعمل وفقها سوق الأوراق المالية ؟
ماهي المرجعيات التي تدار بها؟ مرجعية القانون الأساسي؟ ماهي الجهة التي تراقبها ؟ وكيف تراقب ؟
لماذا تظل هذه المؤسسة الإقتصادية الحساسة تعمل وفق أعتى النظم اليدوية المتخلفة ؟؟ صالة يقف داخلها الوكلاء وسبورة يكتب عليها الأسعار أحدهم ..ثم يهرول في دائرة حول المكان .. فإذا تصادف وسقط أرضاً.. تحدث كارثة كالتي حدثت قبل عدة شهور لإحدى المؤسسات المالية الشهيرة وثار بسببها لغط وجدال كبير..
ما الذي يجعل كل بورصات الدنيا تعمل وفق نظم الكمبيوتر التي تضمن الشفافية والإستقلال عن التدخل اليدوي.. وأعلى معايير الشفافية.. بينما تعمل بورصتنا بكل هذه الصورة (المتحفية!) العتيقة.. لمصلحة من ؟ وضد من ؟
هل أسعار الأسهم التي تبرزها سوق الأوراق المالية حقيقية ؟ هل يمكن التأثير على حركة التعامل بحيث تمنح بعض الأسهم قوة (مفاجأة!) .. ترفع سعر الإغلاق .. خاصة عندما يكون هذا السعر مرتبطاً بمواسم حصاد الأرباح والنتائج.. نهاية العام مثلاً ( هل تذكرون ما كتبته هنا في يوم الخميس 27 ديسمبرعام 2006 ..)
نظرية الإقتصاد الحر التي عولت عليها الدولة في إدارة اقتصاد البلاد.. حجر الزاوية فيها أن يتمدد مفهوم (الحُر) الى كل مسارات الحركة الاقتصادية.. وكلمة (الحُر) هنا تعني ترك أرجوحة النشاط التجاري تتحرك وفق عوامل الجاذبية الطبيعية.. حركة (حُرة) من واقع معطيات السوق.. لكن إذا تأثرت هذه الحركة بأية موجهات أومؤثرات أخرى.. يصبح الإقتصاد منتفخا كعجز بيت أبي الطيب المتنبي (أن تحسب الشحم.. في من شحمه ورم..)..
سيدي د. عوض الجاز وزير المالية.. ليتك تزور سوق الأوراق المالية..!! ويا حبذا لو كانت في آخر يوم تداول في نهاية الشهر ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق