الحكمة ضالت المؤمن ..!!
أخيراً.. أصدرت الغرفة التمهيدية رقم واحد .. في المحكمة الجنائية الدولية قرارها بالموافقة على مذكرة المدعي الدولي.. لويس مورينو اوكامبو .. من بين (10) ادعاءات.. وافقت المحكمة التمهيدية على توجيه التهم في (7) منها.. مستبعدة الإدعاءات المتعلقة بالإبادة الجماعية.. وبذا يدخل السودان في مرحلة جديدة "لنج"..
حتى وقت متأخر من ليلة أمس.. تبين إلى حد كبير أن التداعيات الأمنية المتوجس منها لم تحدث..الحال (عادي جداً) .. مواطنون كثيرون خالطهم إحساس بالقلق لدرجة أن الشوارع كانت شبه خالية لحظة انعقاد المؤتمر الصحفي للمحكمة الجنائية.. وبعض الأعمال والمحلات والمدارس (أخذتها من قصيرها) وأغلقت أبوابها منذ النهار وقبل ساعات طويلة من المؤتمر الصحفي.. وبينما تابع عدد كبير من الناس بأعين فاغرة تطورات الأوضاع عبر شاشات الفضائيات والاذاعات..
كان الأمل أن يكون ذلك هو كل ما (في جراب الحاوي) .. وتنتهي التطورات بانتهاء مراسم المؤتمر الصحفي في لاهاي..وينتهي مسلسل (قتلوك.. ولا جوك جوك..) لكن التداعيات السياسية ستظل تتدحرج بشكل مستمر .. فعلى المستوى الدبلوماسي ..ليس واضحاً ما إذا كانت دول الإتحاد الأوروبي - راعية المحكمة الجنائية الدولية – ستتخذ إجراءات إنسحابية في تعاملها الدبلوماسي.. كأن تتحاشى التعامل المباشر مع الحكومة السودانية أو تتمادى لدرجة إستدعاء ممثليها في الخرطوم.. أو توقف اتصالاتها الثنائية في كافة المستويات..
ورغم أن مثل هذه الإجراءات الدبلوماسية لن تؤثر على السودان بصورة مباشرة.. أكثر من كونها تمثل حرجاً بروتوكولياً للطرفين.. إلا أن الخوف أن تتمدد هذه الإجراءات إلى التعاملات الإقتصادية.. خاصة في بعض المجالات الحساسة .. واقتصادنا الذي يعاني من إنخفاض أسعار النفط.. وتتأرجح موازنته من شهرها الأول.. ليس في حاجة إلى مزيد من الصدمات المحبطة..
ليس أمامنا إلا واحد من طريقين.. أن نستمر في التعامل مع الأزمات بنفس النهج.. المسيرات والتظاهرات.. والخطاب الإنشائي..تتغير الصدمات ويبقى رد الفعل هو نفسه بلا تغيير.. أو ننتبه إلى أن علاجاً شاملاً مطلوباً لمواجهة ليس هذه المشكلة وحدها بل حلحلة الآت منها أيضاً.
هذا الحل سهل جداً.. وصحي – جداً- يكتنز عافية.. أن ندرك ان الحل هنا بالداخل.. تصحيح البيئة السياسية بما قوى من نسيجها والترفق بالخطاب السياسي الداخلي حتى لا تحتقن النفوس بالتغابن السياسي..
والعبارات التي سردتها في السطور السابقة .. ليست من باب التنظير والتجريد المفتوح .. بل هي روشتة محددة يمكن تطويرها بعناصرها الدقيقة.. لكن بكل أسف لا تشتهي سماعها بعض الآذان .. وعلى هذا تنطوي الحكمة..التي هي ضالت المؤمن.. أني وجدها فهو أحق الناس بها ..
هناك تعليقان (2):
العلاج الشامل من يقدر عليه ؟؟ ومنو المستعد ليه ؟
الشعب ده منهك تماما
ربنا يلطف بينا بس
يا أخ عثمان المحكمة الجنائية ليس لديها قوى بوليسية أو آليات سياسية تستطيع من خلالها أن تفرض مطالبها. ستضطر دائما للركون لمجلس الأمن للضغط و "تزييت" مسار مطالبها! و مجلس الأمن لا يحتاج لأكثر من فيتو واحد ليتعطل دوره! كما نعلم سيناريو فيتو صيني أو روسي لا يمكن أن تعول حكومة السودان عليه دائما لكنه السيناريو الأكثر إحتمالا. قد لا يبدو كلامي هذا منطقيا و لكن السودان ما زال رغم شعور "الزنقة" الحالي يحمل مفتاح الحل!!!
و الحل لا يتمثل فقط في تحقيق السلام و لكن في تمكين العدالة من الداخل.
إرسال تعليق