دستور محمد ..
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.. الرسول القائد الأمهر.. استخرج من أمة العرب الممزقة – آنئذ - أعظم قوة كونية في تاريخها.. بمعيار القوة المادية والأخلاقية.. أوحى له الله بسر العظمة.. الطاقة الكامنة في الإنسان التي تجعله مخلوقاً فوق المخلوقات.. فأطلقها كما تنطلق الطاقة من نواة الذرة..
عندما بعث الرسول الكريم إلى أعتى قوة عسكرية ومدنية في ذلك الزمان.. الدولة الفارسية.. قال موفده للملك رستم (جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام..)
دستور كامل مرسوم في ثلاث بنود فقط.. البند الأولى(نخرج الناس من عبادة العبادة .. إلى عبادة رب العباد).. البند الثاني ( من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة..) والبند الثالث (من جور الأديان إلى عدل الإسلام..)
البند الأول .. ليس العبادة النمطية.. ركوع وسجود إنسان أمام أخيه الإنسان.. هذا معنى سطحي للعبادة.. بل مجرد صورة بصرية لحالة تعبد أخرى أكثر عمقاً.. دخل عدي بن حاتم وكان نصرانياً على النبي عليه الصلاة والسلام، وسمعه يقرأ قول الله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله..) . قال: يا رسول الله ما اتخذناهم أرباباً، لم نسجد لهم، قال: (ألم يحلوا لكم الحرام ويحرموا عليكم الحلال فأطعتموهم؟ قال: بلى، قال: فذلك عبادتكم إياهم).
الرسول الكريم حدد العبادة الفكرية.. أن يرهن الإنسان عقله لغيره.. للدرجة التي يصبح هذا الغير الآمر الناه فيحرم هذا ويحل هذا.. فيطاع ..(فذلك عبادتكم إياهم).. إلغاء الإرادة و تفويضها للآخر..
البند الثاني ( من ضيق الدنيا... إلى سعة الدنيا والآخرة..) ليس الضيق المكاني الجغرافي.. بل عسف الإرادة الإنسانية وكبتها في أغلال التسلط ( ولعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها.. ولكن أخلاق الرجال تضيق..).. صورة الضيق في مقابل السعة رسمتها الآية ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون)
البند الثالث .. (من جور الأديان.. إلى عدل الإسلام..).. ليس هناك دين جائر بالمعني المباشر.. لكن هناك إنسان يستخدم الدين إستخداماً جائراً.. يجعل من الدين سلطاناً منزوع الفكر والعقل.. يحبس الناس في نصوص وطقوس .. ويمنع التفكير والتدبر..(الكلمات الدالة على الفكر وردت في القرآن 1048 مرة) .. أما عدل الإسلام.. فهو ليس مجرد قوانين نصية أو باللفظ.. هو العدل القائم على غايات حددها الإسلام.. أولها الحرية .. ولو في الإعتقاد.. (لا إكراه في الدين.. ) .. والخلاف في مفهوم الحرية بين الإسلام والمواثيق الغربية.. أن الحرية في الإسلام فرض وواجب.. وفي مواثيق الغرب مجرد حق من حقوق الإنسان..وشتان..
سلام على من أشرقت بمولده الإنسانية كلها.. (ولد الهدى فالكائنات ضياء .. وفم الزمان تبسم وسناء..)
هناك 3 تعليقات:
قراءة وتحليل زكي
ان الحكومه اسثخدمت سلاح الدين لخداع الشعب وثسطيحه وتغفيله وهو افضل سلاح يمكن اسثخدامه في دول العالم الثالث
ان الحكومه اسثخدمت سلاح الدين لخداع الشعب وثسطيحه وتغفيله وهو افضل سلاح يمكن اسثخدامه في دول العالم الثالث
محمد جلال الخرطوم
... أن الحرية في الإسلام فرض وواجب.. وفي مواثيق الغرب مجرد حق من حقوق الإنسان..
برافو عليك يا عثمان! المرّة دي "الرسالة" فلتت من مقص الرقيب... ندين و نشجب لكننا ننادي بحرية الرأي.... و نطالب بالمرتب!!!
حافظ
إرسال تعليق