هل يسافر الرئيس إلى الدوحة ؟
بحسن نية، اندفع كثيرون يطالبون السيد رئيس الجمهورية أن لا يسافر إلى الدوحة للمشاركة في الدورة العادية الـ(21) للقمة العربية، التي تنعقد في 30-31 مارس 2009 وتتزامن معها قمة أخرى عربية- أمريكية لاتينية.. وحيثيات هؤلاء هي الإشفاق على الوطن قبل الرئيس من مخاطر القرصنة الجوية التي يهدد بها لويس مورينو أوكامبو المدعي الدولي.
في تقديري، أن هؤلاء المشفقين وقعوا في الفخ الذي نصبه أوكامبو بإحكام.. فعندما هدد أوكامبو بإختطاف طائرة الرئيس كان يدرك أن هذا الوعيد عملياً هو ضرب من المحال.. لكن أوكامبو يهدف لزرع المخاطر والألغام في فضاءات الرئيس حتى لا يخرج من الحدود الدولية للسودان فيصبح كمن فقد الشرعية الدولية والإقليمية وتجرد تماماً من قابلية الإتصال الطبيعي على مستوى القمة مع نظرائه..
ولا سبيل للاعتداد بأن رؤوساء آخرين لا يخرجون من بلادهم ولا يمتهن ذلك شرعيتهم.. ففرق كبير بين أن يفعل ذلك رئيس بمحض اختياره وإرادته.. وبين أن يحبسه فرض الأمر الخارجي..
لنحسب الأمر بمنتهي التجرد.. عملية الإختطاف المتوهمة هذه.. عملياً لا يمكن أن تتم في مسار الطيران من الخرطوم إلى الدوحة إلا في منطقة واحدة محدودة للغاية.. هي المجال الدولي فوق البحر الأحمر.. بعد الخروج من الأجواء السودانية وقبل الدخول إلى المجال الجوي السعودي.. وهي مسافة زمنية لا تتعدى الـ(10) دقائق..
في هذه النقطة قد تعترض طائرة الرئيس طائرات حربية من أي نوع.. لكن هذه الطائرات الحربية لا تستطيع أكثر من الإقتراب من طائرة الرئيس والتحدث مع قائد الطائرة عبر موجة الإتصال الدولي للطيران المدني وتطلب منه التوجه إلى جهة حددها سلفاً الخاطفون.. وكل ما سيفعله قائد طائرة الرئيس أن يتجاهل تماماً الأمر ويستمر في طيرانه نحو المجال الجوي السعودي.. ليس أمام الطائرات الحربية فعل أي شيء آخر .. سوى الإنسحاب .. ليس في إمكان هذه الطائرات قطع الطريق أمام طائرة الرئيس ولا استهدافها بأي سلاح.. لأن المحكمة الجنائية أصدرت أمر توقيف وليس حكماً بالإعدام..
في أراضي الشقيقة دولة قطر، الرئيس في أمان كامل حتى بوجود قاعدة عسكرية أمريكية على مرمى حجر من مقر إقامة السيد الرئيس.. فأمريكا تدرك أن الإعتداء على رئيس دولة ضيف على الحكومة القطرية، هو إعتداء على دولة قطر في المقام الأول.. ولا يمكن لدولة قطر أن تقبل بوجود أجنبي يكسر (إشارة مرور) في أحد شوارع الدوحة فضلاً عن أن يكسر سيادتها وحرمة ضيوفها على أراضيها..
سيدي الرئيس، أعقلها وتوكل.. سافر إلى الدوحة في أمان الله وحرزه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق