الخميس، 18 سبتمبر 2008

18 سبتمبر 2008 - أشك .. ويعذبني شكي..!!


أشك.. ويعذبني شكي ..!!

في خطاب أمس الأول قال الشيخ حسن نصر الله – زعيم حزب الله في لبنان – أن إسرائيل (صارت في حكم العادي).. بعد حرب يوليو/تموز 2006.. (اسرائيل عادية..) بمفهوم الدولة التي كشفت الحرب ضعفها و (نفختها) الكاذبة.. وانهارت اسطورة الجيش الذي لا يقهر..ورغم أن الشيخ نصر الله يملك البرهان القاطع من توابع تلك الحرب واطاحتها برموز القيادة العسكرية في إسرائيل واعترافهم السافر بأنهم هُزموا.. ثم صفقة تبادل الأسرى التي استرجع بها حزب الله غالبية الأحياء والأموات أيضاً من أبطال المقاومة العربية.. إلا أن نصر الله يخطيء في الحساب..!!
الفارق بين العرب وإسرائيل.. والذي حقق لها التفوق علينا واجتياح كرامتنا.. ليس في قوتها العسكرية.. بل في الإنسان والنظام..في إسرائيل رئيس وزراء يمكن استدعاؤه بالشرطة والتحقيق معه في إتهامات ..هي عندنا في عالمنا العربي مجرد (لعب صغار) ثم يضطر رئيس الوزراء للإستقالة لأنه قبل تبرعات مجموعها لا يتعدى (70) ألف دولار تلقاها على مدى عشر سنوات.. وقبل كل هذا في اسرائيل زعامات تأتي بالانتخاب وتذهب بالانتخاب مهما كان وزنها وانجازها.. فهل في شرقنا العربي بما في ذلك حزب الله صاحب النصر العسكري في حرب تموز.. هل فيها مثل هذا النظام..!!بعبارة أخرى .. الشيخ نصر الله نفسه.. البطل الأسطورة الذي أطاح بأولمرت.. هل يتحمل نظامه السياسي كلمة نقد واحدة .. لم أقل كلمة تطالبه – مثلاً – بالاستقالة أو تطالب بمحاسبته أو حتى مجرد مساءلته عن أي عملٍ ..يستطيع شباب حزب الله الوقوف أمام الدبابات الاسرائيلية .. لكن هل يستطيع أحدهم أن يقف في وجه الزعيم ليقول له كلمة نقد واحدة .. هنا الفرق الذي يجعل إسرائيل دولة حتى ولو هُزم جيشها لكنها تحتل أراضينا وتدوس على جباه رجالنا في غزة والضفة وتقتل نساءنا وأطفالنا وتحاصر كل فلسطين ولا تستطيع الدول العربية المجاورة حتى مجرد فتح المعابر لانقاذ ورفع الحصار عن المقهورين..
الفرق في الإنسان.. في اسرائيل انسان موفور الحقوق والحريات.. والقانون هو الخط الذي لا تخرقه الحصانات ولا الجاه ولا الزعامة مهما سمقت.. لكن في شرقنا العربي .. بما فيها حزب الله نفسه.. مجرد الحديث عن القيادة جريمة نكراء تطيح بمن يقارفها.. رغم أن المثال الناصع في التأريخ الاسلامي ..دولة الخلافة الراشدة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب اذ وصلت درجة الديموقراطية والحريات في عهده.. ان يصعد للمنبر ليخطب في الناس فيخاطبه أحدهم (لا سمع ولا طاعة حتى تخبرنا من أين لك هذا..) ولا يقصد بالطبع قصر منيف..بل جلباب الخليفة.. رئيس الدولة .. رعية تحاسب حاكمها حتى في ملبسه.. وتعترض عليه على روؤس الأشهاد فلا تلقي القبض عليهم الأجهزة الرسمية وتحاكمهم تحت طائلة (إهانة رموز الدولة..)
هل يستطيع الشيخ نصر الله هزيمة اسرائيل في هذا الميدان ؟؟ بل هل يستطيع كل العرب إشهار حالة حرية في مثل هذا النموذج الاسلامي الأصيل..أشك!! ( ويعذبني شكي ..) على قول الشاعر..

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لماذا دائما مايتخذ القادة قبل او حين وصولهم للحكم شعارات رنانة لايتعدى تاثيرها محيط الاستماع..و هل تكون مخطابة النفس البشرية عبر المكون الدينى او عبر مخاطبة بعض الشرائح المجتمعية من قبل موسسى الانظمة و الحركات بمختلف مسمياتها وسيلة للوصول للسلطة ليس الا..و هل مانشاهده فى العالم اليوم من ترهل وسقوط لبعض القوى يؤكد ان المكون البشرى ليس هو المعنى فى ذاته.. بمعنى انه(المكون البشرى) عبارة عن عتبات تؤدى الى كرسى السلطة ثم يعلوها الغبار الى حين قيام ثورة او قوة اخرى..سؤال اخر هل تسقط تلك الانظمة بسبب جمودها و تطور المجتمع من حولها ام هى تلك النظرية القائلة بأن لا ثابت الا التغيير..