الأربعاء، 11 فبراير 2009

11 فبراير 2009 - وللسودان رب يحميه


للسودان رب يحميه..!!



كثير ما يسألني بعض الحادبين على الوطن.. ما تصورك لما سيحدث إذا ما أعلنت المحكمة الجنائية الدولية قرارها بتوقيف السيد رئيس الجمهورية.. والسؤال – طبعاً- لا يأتي تجريديا من باب للعلم من أجل العلم.. بل غالباً في سياق إشفاق من دواهي مستترة في الظلام يتحسب لها الكل..وللحقيقة لا أكتمكم سراً.. في تقديري أنه بعد إعلان المحكمة سيحدث (لاشيء).. وإجابتي هذه قد لا ترضي ظنون الكثيرين الذين يتوجسون من أحداث جسام.. لكن دعوني أناقش المسألة بمنتهى التجرد والهدوء..أولاً.. مجموع الشعب السوداني مصاب بالضجر الكبير من حالة الـ(لا) استقرار في شأنه السياسي.. ومحبط تماما من أي تفاعل مع أية جهة تحاول الصيد في الماء العكر باستهداف الأمن أو السكينة خاصة في العاصمة.. وبالتأكيد أى محاولة من أية جهة في هذا الاتجاه ستكسب عداء الشعب كله من لحظة صافرة البداية.. بعبارة أخرى لا أحد في الشعب يقبل بأي تعبير (ثوري) على حساب الاستقرار..ثانياً.. إجراء المحكمة الدولية هو مجرد (إعلان) لا يترتب عليه أى عقوبات على البلاد أو حصار أو ما يشبه.. لأن القضية في شكلها القانوني الخارجي لا تتمدد بأى حال إلى مجموع الشعب..ثالثاً.. بعد عشرين عاماً من الحكم والتجربة السياسية.. من العسير أن ترتكب الحكومة الخطأ القاتل.. أن تفترض أن أي إجراء من المحكمة الجنائية الرد عليه يجب أن يكون (داخلياً).. فالواقع رغم أن الجنائية الدولية تباشر هذه الإجراءات على حيثيات داخلية في دارفور لكن مجمل الإجراء هو في حيز (الأجنبي)..الذي لا يجب أن يدفع فاتورته أحد في الداخل..رابعاً.. أى مساس بالاستقرار السياسي أو الاقتصادي للبلاد سيدفع فاتورته الشعب لكن مباشرة بعد الحكومة.. بعبارة أخرى.. توازن القوى السياسية ومفرداتها.. محكومة بعوامل سياسية واقتصادية كلها في الوقت الحاضر تصب في سلة حزب المؤتمر الوطني الحاكم.. فإذا سمح الوطني بالعبث بهذه المفردات فسيكون أشبه بما يفقده مليونير ضخم الخزائن.. مقارنة بمستثمر صغير في البورصة اذا ترنحت الأسهم..من مصلحة الجميع.. حكومة وشعباً.. ان تمر أزمة الجنائية الدولية بآمن ما تيسر.. أن لا تقع البلاد في كمين الفضوى.. وللدهشة.. ربما هذا هو أيضاً حلم المجتمع الدولي مهما قيل عن مؤامراته.. فمن اليقين أن المجتمع الدولي لا يبحث عن تكرار لنسخة الصومال أو لبنان (زمن الحرب الاهلية).. لأن من يدفع فاتورة تلك الفوضى هو ذاته المجتمع الدولي قبل المجتمع السوداني..على هذا أتمنى أن ترتاح الهواجس من عقول السودانيين.. (محلولة باذن الله).. (لاشيء) سيحدث..!! فللسودان رب يحميه..!!

ليست هناك تعليقات: