الخميس، 12 فبراير 2009

12 فبراير 2009 - مفاوضات الدوحة

مفاوضات الدوحة ..!!
في الدوحة.. حيث تجري المفاوضات الابتدائية بين الحكومة وحركة العدل والمساواة.. تسربت أنباء عن بعض المطالب التي طرحتها الحركة تحت بند (بناء الثقة).. وتقصد به الحركة (تقديم السبت).. في انتظار (أحد) الحركة.. احد هذه المطالب هو اطلاق سراح المحكومين من أعضاء الحركة الذين أدانتهم المحكمة على ذمة العملية العسكرية في 10 مايو 2008 والتي شهدتها أم درمان..غالبية الأحكام صدرت بالعقوبة القصوى.. الإعدام.. وشملت جنوداً بسطاء اضافة لقادة أساسيين منهم محمد نور عُشر وهو الأخ غير الشقيق لزعيم الحركة د. خليل ابراهيم.. وعملياً هذه الأحكام تمر عبر مراحل القضاء المعروفة.. والتي تتطلب ربما تستغرق عاماً أو أكثر.. حتى تبلغ نهايتها.. نسبة للعدد الكبير من المدانين..وطبعاً يملك السيد رئيس الجمهورية حق العفو بعد إكمال القضاء لإجراءاته.. وربما تأمل الحركة في أن تقبض بيدها ضمانات قوية لصدور مثل هذا العفو لانقاذ رقاب قادتها وعضويتها من القصاص.. وطبيعي اذا استخدم الرئيس هذا الحق أن يكون على حيثيات تقديرات سياسية دقيقة تنظر للمصلحة العليا ودفع الضرر.. ولا يمكن لأحد أن يعترض على مثل هذه التقديرات أو يعتب عليها.. ولكن..إذا كان ذلك كذلك.. أليس جديراً أن يتمدد التقدير السياسي.. ويستبق كل هذا المأمول.. فيأمر بالعفو عن سجناء آخرين لا قتلوا ولا دمروا ولا أراقوا نقطة دم واحدة.. ومع ذلك ما زالت جدران سجن كوبر تحتضنهم منذ أكثر من ست سنوات..في سجن كوبر.. مجموعة من المحكوم عليهم في أحداث تخزين الأسلحة الشهيرة.. وتمدد العفو الرئاسي لكل مجموعة العسكريين المحكومين في نفس القضية.. بينما ظل كل المدنيين في السجن.. ثم أفرج عن نصفهم تقريباً بانتهاء مدة العقوبة.. وهي خمس سنوات.. بينما لا يزال بين أسوار السجن البقية الذين تتراوح عقوباتهم إلى عشر سنوات..سيكون مدهشاً.. أن يصدر عفو عن مدانين بالإعدام.. وعلى خلفية معارك عسكرية شرسة داخل أم درمان.. بينما يظل في السجن من لم تتلطخ يده بأي دماء.. وقضى في السجون ستة اعوام كاملة.. أكثر مما قضى سامي الخاج في سجن جوانتانامو..ليس معنى هذا أنني أرفض العفو عن مسجوني العدل والمساواة.. لا.. على النقيض.. كل نقطة دم سودانية تُحقن لتحفظ مزيداً من الدماء من أن تهدر هي مكسب للوطن.. لكن ليس من العدل أن لا يكون العفو إلا على أسنة الرماح.. وأن يظل الضعيف بين أحضان السجون طالما هو بلا سلاح ولا دماء..ليت العفو الرئاسي يبادر بمن هم في اليد.. قبل من يملكون اليد.

ليست هناك تعليقات: