الأحد، 15 فبراير 2009

15 فبراير 2009 - من أجل الموتى


من أجل الموتى


في حوار مع قناة الجزيرة حدد الدكتور خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة كل مطالب حركته.. و التي على راياتها أريقت كل هذه الدماء.. المطالب على لسان خليل هي : ( نحن نطالب بتوفير الخدمات للمواطنين ..نحن نحارب من أجل مياه الشرب.. ومجانية التعليم ..والصحة .. ونحارب من أجل الكهرباء..والطرق..والبنيات التحتية الأساسية..ونحارب من أجل ترقية حياة الناس..) لم تدهشني المطالب بقدر ما أرعبتني.. لأنها بالتحديد هي مطالب كل أهل السودان .. وهو عين ما أقره خليل في بداية الحوار عندما قال (مشكلة دارفور تقريبا نحن نسميها مشكلة السودان في دارفور .. لأنها مشكلة عامة في كل أقاليم السودان..)إذا كانت هي مشكلة كل السودان.. من أرياف الخرطوم الى أقصى مدينة الجنينة غربا.. إذن لماذا الدماء؟ لماذا يفقد أهالي دارفور أرواحهم ؟. تترمل النساء ويتيتم الأطفال .. ويشرد الملايين من بيوتهم..لنفرض أن الحكومة في مفاوضات الدوحة وبضغطة زر Click حققت كل هذه المطالب لكل دارفور.. هل يسترجع القتلى أرواحهم.. ومن يدفع ثمن السنوات التي ضاعت من عمر أطفال عاشوها في المعسكرات حتى فاتهم قطار التعليم.. ومن يرجع للزوجات أزواجهن.. وإذا كانت – على حد قول خليل – تلك مطالب كل السودان.. لماذا لم يفعل بقية أهل السودان مثل مافعل.. فيقتلوا أهاليهم ويدمروا البنية التحتية ويشردوا الناس في المعسكرات..؟؟وهل يتطلب تحقيق هذه المطالب تعيين د.خليل أو قيادات حركته في الرئاسة أو أي مراكز دستورية أخرى.. لقد كانوا فيها أصلاً.. وتولوا هذه المناصب.. فماذا فعلوا فيها ؟؟أنني موقن أن د.خليل ابراهيم رجل متدين مخلص لدينه .. وحارب بنفسه وقناعاته هذه في الجنوب .. بغض النظر عن تقييم القناعات .. لكن من يخاطر بروحه من أجل المبدأ الذي يؤمن به لا يمكن أن يكون كاذباً في اخلاصه.. ولكن كيف يرد د.خليل عندما يقف أمام الله في يوم الحشر.. عن الأرواح التي أزهقت في حروبه الطويله.. هل يقول أنهم ماتوا من أجل الكهرباء والخدمات وماء الشرب.. وكيف ينعموا بالكهرباء وماء الشرب بعد أن دفنتهم الحرب في قبورهم..ألم يكن جديرا بخليل أن يتزعم حركة سياسية جماهيرية قوية من أجل هذه المطالب .. حتى ولو دخل السجن.. لقد فعلها رجل آخر اسمه نيلسون مانديلا قضى في السجن (27) عاما فوهب شعبه الحرية وتخلص من ديكتاتورية الأقلية البيضاء.. وخرج مانديلا من السجن الى قصر الرئاسة .. وبقى فيه أربع سنوات وتركه طائعا مختارا..لو كنت في مكان وفد الحكومة المفاوض في الدوحة ..لطلبت من خليل كتابة هذه المطالب في ورقة .. واعتبرتها اتفاقية السلام ووقعت وبصمت عليها بالأصابع العشرة..لكن المشكلة أن الحكومة .. كأطفال (السلسيون) أدمنت استنشاق عبير البنادق..!!.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أخى عثمان انا من المداومين على قراءة حديث المدينه لأنه فى أغلب الأحيان يفوح بما فى دواخلى المكلومه لما يجرى فى وطنى الذى أحبه كثيرآ لكن أظن أنك لم يحالفك الحظ عندما وصفت أن الأخ المناضل د. خليل ابراهيم مسؤل عن قتل أهل دار فور و كأنه يملك الطائرات الحربيه التى قضت على الأخضر و اليابس، قتلت العجزه و الأطفال، أبادت البهائم و الحرث و أنت تعلم أن المحرقه فى دار فور سببها الانتقائيه فى التنميه و القبليه التى أصلتها الانقاذ حتى أصبحت القبيله تتقدم الكفاءه عند الوظيفه. ان مطالب د. خليل البسيطه هى نفسها التى طالب بها عندما كان مسؤلآ صغيرآ فى الانقاذ و عندما ترك الانقاذ و ذهب له وفد حكومى ليفاوضه فى فرنسا و كاد الطرفان يوقعان على اتفاقيه تحمل نفس هذه المطالب البسيطه و لكن فجأة أعلن السيد الرئيس البشير أنه لا يتفاوض مع أي شخص و ان كانت مطالبه عادله الا بعد أن يختبره فى الميدان. كما أعلنت الحكومه مرارآ أنها لا تفاوض الا من حمل السلاح.