الثلاثاء، 24 فبراير 2009

24 فبراير 2009 - لا يوجد مكان شاغر

لا يوجد مكان شاغر..!!

زيارتان سريعتان.. الشيخ حمد آل ثاني أمير دولة قطر.. الى الخرطوم.. والمشير الركن عمر البشير رئيس الجمهورية الى القاهرة.. في الزيارة الأولى اجتماع مختصر صغير في بيت الضيافة تخلله اتصال هاتفي ثنائي بالعقيد معمر القذافي زعيم الجماهيرية الليبية.. في الاجتماع الثاني بالقاهرة .. اكتفى الرئيسان بلقاء ثنائي مغلق.. خرجت بعده التصريحات التي تؤكد قناعة مصر بأن اجراءات المحكمة الدولية تهز استقرار وسلام السودان..
بقراءة سريعة.. تظهر القواسم المشتركة بين الزيارتين.. لنفترض أن الأولى في الخرطوم بعد حذف زمن المجاملات الرسمية بقى منها صافي أقل من نصف ساعة حوار مباشر بين القيادتين.. وفي الثانية بالقاهرة .. لقاء الرئيسين استغرق تقريبا نفس الزمن.. يصبح السؤال الطبيعي .. لماذا يركب الشيخ حمد طائرته لثمان ساعات (اربع ذهابا وأخرى ايابا) .. ويركب الرئيس البشير طائرته لخمس ساعات.. عدا زمن المطارات في الزيارتين.. ليتحدث الطرفان في الخرطوم ثم في القاهرة .. لأقل من نصف ساعة ؟؟
قد يطفر السؤال البديهي ألم يكن ممكنا استخدام الاتصال الهاتفي بين الطرفين في الحالتين لانجاز المهام التشاورية بينهم؟ خاصة وأن الزعيمين القطري والسوداني في الخرطوم استخدما الاتصال الهاتفي في الحوار مع الرئيس الليبي... فلماذا هنا هاتف مع ليبيا.. لكن اتصال مباشر بين قطر والسودان.. و طبعا كان ذلك ممكناً.. لكن مع ذلك اختار القادة الاتصال المباشر وجها لوجه لانجاز ماهو مطلوب.. لماذا ؟
بالحساب المنطقي .. يمكن افتراض أن ما قيل في الزيارة الأولى(الدوحة- بالخرطوم) لم يكن ليقال عبر أي أثير مهما كان مؤتمنا أو مأمناً أو آمنا..وكذلك ما قيل في الزيارة الثانية (الخرطوم –القاهرة).. أو ربما لسبب آخر أن الزيارتين لم يكن مقصودا منهما ما يدور من حديث بقدر التواصل المباشر وجها لوجه..
حسناً.. الشقيقة قطر على الخط المباشر في أزمة دارفور.. ونجحت في عبور الخطوة الأولى باتفاق الحكومة وحركة العدل والمساواة..وتبعه تبادل أسرى وسجناء.. وتبدو قطر في الطريق الصاعد لتحقيق نجاح – يضاف الى نجاح المصالحة اللبنانية – ولئن كان الوضع اللبناني مقبولا بعض الشيء إلا أن الملعب السوداني محاط بجيران شركاء أصيلين في اللعبة.. مصر وليبيا..
ومع ليبيا بالتحديد كانت هناك تجربة سابقة.. مصالحة سودانية – تشادية برعاية سعودية أغضبت ليبيا واعتبرتها تقليلا من شأن الدور الليبي.. وأفضت الي تبادل طرد دبلوماسيين..
عملياً.. يبدو أن تعقيد القضية السودانية ازداد تعقيدا.. والمتاح من الزمن (يادوبك) يكفي لربط آخر عقدة.. ليستحق الوضع لافتة مكتوب عليها (كامل العدد) .. ليس هناك مكان شاغر لأزمة جديدة ..

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أخ عثمان، واضح أن ما حدث لا يتعدى الـ Lobbying و رسالات عن وعود من دول ذات سطوة عن شروط تأجيل المذكرة المتوقعة. طبعا يتضح من تزامن الزيارتين إرتباط بعض أو كل هذه الشروط بمحادثات السلام بالدوحة! مع تصريحات دكتور خليل النارية (الرجل يلتزم إلتزام تام بالـ Text Book الخاص بحركات التمرد!) بالإطاحة بالسيد الرئيس حال صدور المذكرة يتضح أن الضغط الممارس خلف الكواليس مثله مثل الضغط الممارس علنا على خشبة المسرح أمام الملأ: ضغط أحادي الإتجاه على حكومة السودان وحدها!