الاثنين، 16 فبراير 2009

16 فبراير 2009 - مؤتمر الأمة القومي


مؤتمر الأمة القومي..


يتأهب حزب الأمة القومي بزعامة السيد الإمام الصادق المهدي لعقد المؤتمر السابع للحزب في يوم 27 فبراير 2009.. يعقد المؤتمر في أرض المعسكرات بـ(سوبا).. وسبع لجان تكونت للإعداد وإدارة المؤتمر عليها كواكب نيرة من كوادر الحزب.. وطبعا ستجري عملية انتخاب لرئيس المؤتمر.. وحتى اللحظة – حسب الدكتور مريم الصادق المهدي – تقدم لمنافسة الإمام الصادق واحد من كوادر الحزب..في مسرى التصعيد للمؤتمر العام جرت انتخابات في فرعيات الحزب في مختلف مناطق السودان.. أشرق ما فيها فوز السيد حمدان محمد عبد المكرم وهو من أهالي غرب السودان.. ليس برئاسة أي فرع في الغرب.. بل فرع الحزب في كسلا بأقصى شرق السودان.. لا بالتعيين ولا بالتزكية.. بل بالانتخاب الحر المباشر..مثل هذه النهج القومي جدير بالاحترام والتقدير.. فهذا الوطن لا تحل معضلاته المتراكمة إلا عندما يختلط حابل القبليات فيه.. لا أقصد تلاشي القبيلة.. فذلك من نسيج الهوية والجينات السودانية الأصيلة.. لكن أن تتلاشى الجهويات التي تصنع من الاتجاهات الأربعة.. أربعة أوطان في وطن.. نتطلع أن ننجب جيلا جديدا من دينكا دنقلا.. وزغاوة حلفا الجديدة.. وجعليي الجنينة.. وشايقية كادقلي.. وفور بورتسودان.. وبجا الفاشر.. فلا يصبح للجنوب أو للغرب أو للشرق معنى غير الاتجاه الجغرافي..وربما يجدر – بمسلك حزب الأمة هذا – ان نعيد الاعتبار لما كان يفعله الحزب في الماضي عندما كان يرسل قياداته الى الأقاليم للترشح فيها.. فيذهب السيد عبدالله خليل الى كتم (اذا لم تخنِ الذاكرة).. ويذهب السيد الصادق المهدي الى الجزيرة أبا.. على الأقل من الوجه القومي في هذا المسلك تمتين للنسيج المعنوي القومي.. عندما تقبل أصوات الأرياف بمرشحين من خارج الملة القبلية والجهوية..ولا أريد أن أعكر على الأحباب في حزب الأمة جهدهم في الإعداد لمؤتمرهم المهم.. لكني كنت أتمنى أن يقفز السيد الإمام الصادق المهدي إلى الأمام أكثر.. فيمتنع عن قبول الترشيح لرئاسة الحزب.. مهما كانت المبررات التي تساق لتأبيده في الزعامة.. فأكثر من أربعين عاماً تكفي – جداً – ومن حق الأجيال الناهضة أن تجد الرعاية الأبوية منه وتكتسب الخبرة وهي تمارس الزعامة تحت بصره وسمعه وتوجيهه وإرشاده..سهل جدا أن تساق الأعذار التي تحتم بقاء السيد في الزعامة.. ولو نظر الجميع ببصيرة وتوكل على الله.. لوجدوا في حزب الأمة مائة صادق المهدي.. كلهم قادرون على قيادة الحزب الكبير.. ويكبر الحزب بتعدد خياراته في القيادة.. لكن يصغر بضيق – أو تضايق- الزعامة..ليت السيد الإمام الصادق المهدي.. يعقلها ويتوكل على واحد أحد.. يخرج من دائرة الأمة الحزب.. إلى دائرة الأمة الوطن.. فيتنازل عن رئاسة الحزب بعنفوان اختياره..ليته يفعلها هذه المرة.

ليست هناك تعليقات: