الخميس، 14 مايو 2009

لا توجد منطقة وسطى 14 مايو 2009

لا توجد منطقة وسطى..!!


بعض الأساتذة ممثلي الأحزاب التي شاركت في ندوة السوداني.. غضبوا من الرأي الذي كتبته هنا أمس الأول.. وللحقيقة لم أشأ أن انتقد هؤلاء القادة السياسيين في أشخاصهم فهم محل تقدير وتجلة .. لكني حاولت استنطاق رؤية غير بصرية لمشهد غير مرئي .. يشرح حالنا الحزبي والسياسي..
وعندما أكتب منتقداً الأحزاب .. لا أقصد هتك فضيلة التعددية السياسية.. لكني أضع نقاطاً واضحة فوق الحروف التي كثيراً ما يحاول ضميرنا السياسي التغافل عنها.. ولشرح الأمر سأضعه أمامكم باختصار غير مخل..
يمكن الجدل في التحليل والتوقعات للقادم الآت.. لكن بالضرورة لا يمكن الجدل في النتائج الشاخصة أمامنا.. فحالنا الوطني المتنكس.. بعد أكثر من نصف قرن منذ رفع العلم السوداني فوق سارية القصر الجمهوري.. عندما خرج الإستـ(ع)ـمار وبدأ الإستـ(د)مار.. ثم طفقنا من عهد إلى عهد، نمعن في الهد.. كلما أوغلنا في البعد عن لحظة الميلاد السياسي تتآكل بقايا العافية والمدنية التي خلفها الاستعمار.. حتى وصلنا المشهد الذي نكابده اليوم..
النتيجة أكثر بعد نصف قرن من الإستـ(غ)ـلال..لا تقبل الجدل.. فمن أوصلنا لها ؟ ومن يكبلنا من الخروج من هذه الحالة؟. إنها الأحزاب التي لا تريد الإنطلاق بعيداً عن خبرتها وتجربتها.. تربط التاريخ كله الى وتد مغروس في عمق الماضي.. حكموا آباءنا ويصرون على أن يحكموا أبناءنا.. بذات الخبرة..
القاعدة الذهبية تقول.. النتائج هي هبة المعطيات.. فإذا كان الحال المثال أمامنا هو معطيات المستقبل.. فكيف ننتظر لنرى غير ما رأينا في الماضي.. نفس الانتكاسة..
الطريق أمام أحزابنا واضح كالشمس.. إما أن تسلكه.. أو لا تسلكه.. إما أن تمارس الديموقراطية داخل أسوارها قبل أسوار القصر والبرلمان.. وتمارس فضيلة الإصلاح السياسي الرشيد الذي يستلزمه العصر.. أو ستظل هكذا ولو لخمسين عاماً أخرى.. أحزاب "كلامية".. تتحدث .. وتتحدث.. ولا تفعل شيئاً..

ليست هناك تعليقات: