الجمعة، 8 مايو 2009

التعديلات 8 مايو 2009

التعديلات ..!!

في التعديلات السيادية المباغتة التي أعلنت أمس..لم تكن مفاجأة كبيرة إنتقال د. عبد الحليم المتعافي من ولاية الخرطوم إلى وزارة الزراعة..إذ سبق لي الكتابة هنا في هذا العمود قبل أكثر من عام عن إرهاصات مثل هذا الإحتمال.. وكنت سألت المتعافي شخصياً حينها، وأكد لي أنه طلب من نائب الرئيس الإنتقال لوزارة الزراعة.. لإعتقاده بأنه قادر على بذر شجرة نجاح في وزارة أضناها رهق الفشل المستمر.. وربما لاحظ الكثيرون أن المتعافي – وهو في منصب الوالي - أكثر من الزيارات الخارجية التي ترتبط بمشاريع زارعية.. أهمها زيارته للبرازيل..وكأني به يستبق التعديلات ويفسح لنفسه رؤية (زراعية) مبكرة..
ورغم كل شيء.. في تقديري أن المتعافي الأرجح أن يحقق – فعلاً- نجاحاً متميزاً في وزارة الزراعة ..ليس فقط لأن سابقيه حققوا ما يكفي من الفشل.. بل لأنه قادر على اختراق المسلمات الديوانية في هذه الوزارة العتيقة.. ولو نجح المتعافي في تحويل الاستثمار في الزراعة من مجرد عمل متروك لهمة من يهمهم الأمر... الى عمل تدعمه الدولة وتضع فيه محفزات تجذب اليه رجال الأعمال..ربما من هنا يدأ الانطلاقة نحو تنمية زراعية لا تعاني من الآفات.. آفات السياسة..
وربما الأجدر أن يبدأ المتعافي سيرته الزراعية بطبع قبلة الوداع على جبين (النهضة الزراعية) سليلة (النفرة الخضراء)..
وبالحساب البسيط .. ربما يربح المواطن والوطن من تقلد المتعافي للزراعة.. عماد وقوام قمة عيش غالبية أهل السودان.. لكن بالضرورة سيتضرر من خروجه من الولاية ثلة مقدرة من المسؤلين المحسوبين عليه..أولهم معتمد الخرطوم..إلا إذا انتقلوا معه للزراعة!!
المفاجأة الحقيقية، وصول الدكتور عبد الرحمن الخضر إلى حكم الخرطوم.. وكان غادر حكم ولاية القضارف على قطار خلافات مريرة مع رئيس المجلس التشريعي.. وتوارى بعد ذلك عن الأنظار -العامة-.. والخضر كان وزيراً ونائباً للوالي في الشمالية ..و عُرف عنه نشاطه وجرأته.. وتعايشه السياسي مع الآخر..
البروفسير الزبير بشير طه ورث ولاية الجزيرة من سلفه الفريق أول عبد الرحمن سر الختم..وربما لن يفتقد سكان الجزيرة واليهم السابق.. لشح انجازاته على صعيد التنمية.. لكن بالضرورة سيرتفع حاجب دهشتهم للحيثيات التي جاءت لهم بخلفه البروف الزبير.. فهو لم يستند لنجاح في حقائبه الوزارية السابقة.. علاوة على أنه فشل حتى في مجرد الحصول على ثقة التمثيل النيابي لأهالي الجزيرة.. (فاز بها البروفسير مالك حسين) .. في آخر انتخابات برلمانية عام 2001.
التعديلات السيادية حافظت على اللاعبين المسجلين ولم تفتح باباً لأي تسجيلات جديدة.. فهل يعني ذلك أن حزب المؤتمر الوطني لا يتحرك في أبعد من هذه الدائرة..؟؟

ليست هناك تعليقات: