الخميس، 7 مايو 2009

جولة اجبارية - 7 مايو 2009

جولة اجبارية..!!

اتصل بي أمس أحد القراء الأماجد.. وطلب أن أرافقه في جولة صغيرة قصيرة حتمية.. قال أنه يريدني أن أري بأم عيني انجازات خيال (القماري سجعت) التي كتبت عنها هنا يوم الأحد الماضي..
وللذين فاتهم ذلك العمود ملخصه.. يتعجب من حال مسؤول كل زاده من الخيال ما رأه في قريته (القماري سجعت) الكائنة في ولاية (سجعونا الكبرى) والتي درس فيها الابتدائي .. ثم انتقل الى القرية المجاورة (القماري نعست) وتلقى فيها الثانوي ثم تخرج كم جاكعة الخرطوم الكائنة بين شارع النيل والجامعة.. فكان أقصى خياله شاعر الجمهورية المجاور..
القاريء الكريم أخذني معه في سيارته.. وأوقفني في شارع الجامعة أمام قاعة الشارقة.. وقال لي بكل غضب أنظر على يمينك. رأيت لافتة كبيرة يعلوها الغبار مكتوب عليها (كلية الهندسة والمعمار).. علق القاريء .. هنا يتخرج أهالي (القماري) بحث وحقيقة.. كيف لمن يتعلم في مثل هذه الكلية أن يرى أكثر مما رأه أهالي (القماري سجعت).. وطفق يشير لي بيده ..(أمظر ذلك السلم الحديدي المعلق في الدور الثالث.. أنظر الى البؤس المعماري في أنكي صورع.. من أين لطلابنا خيال.. أكثر مما جادت به عليهم قرى القماري وضواحيها.)
للحقيقة رغم أنني عبرت شارخ الجامعة آلاف المرات إلا أنها ملاحظة فعلا أثارت دهشتي.. لماذا أعرق كلية هندسة معمارية في بلادنا على مثل هذا المستوى من الشظف المعماري..
لم يكتف القاريء الرفيع بذلك أخذني في سيارته الى مكان آخر.. هذه المرة المبني الرئيسي لجامعة النيلين ..التي كانت في الماضي (جامعة القاهرة فرع الخرطوم).. كلية الأداب التي بناها المصريون تحفة معمارية بشكل مستمد من الطبيعة والروح السودانية.. وكذلك مكتب مدير الجامعة..على ذات النسق الذي بني عليه المستعمر القصر الجمهوري ووزارة المالية.. ونفس طراز كورنيش انيل الجميل قبالة القصر الجمهوري.. ولكن..!!
بالضبط بين كلية الأداب ومبنى مدير الجامعة تدخل أهالي (القماري سجعت) وشيدوا مبني غريب شاذ .. ولمزيد من (التفنن) .. طلوه بلون أعجب منه ..لا أدري هل هو أصفر أم أحمر أم برتقالي ..
القاريء الغاضب لحال المعمار في بلادنا.. كان يسألني بقسوة وعنف.. وكأني أنا الذي شيدت هذه المباني (ماذا يقصد المهندس الذي صمم هذه المباني؟؟) لم أرد عليه .. أكمل الجملة هو ( أنه خيال القماري سجعت..)
وللحقيقة.. لا أدري ما هي الفكرة المعمارية في مبني كلية الهندسة والمعمار بجامعة الخرطوم.. كما لا أدري أيضا لماذا رأت جامعة النيلين أن تطمس السمت المعماري الذي استخدمه المصريون في بناء الجامعة .. والذي هو نفس سمت مبني القنصلية المصرية في شارع الجمهورية ..والسفارة المصرية في المقرن.. والمدهش أن السفارة المصرية جري تجديدها بنفس التصميم المعماري القديم.. حفاظا على طعم ورائحة وحلاوة المعمار المنسجم مع البيئة والارض..

ليست هناك تعليقات: