الثلاثاء، 30 سبتمبر 2008

29 سبتمبر 2008 - ليسوا (جوكية) ..!!

ليسوا .. (جوكية)..!!

نشرت الصحف في الأسابيع الماضية خبراً عن القاء القبض على بعض رجال الأعمال .. طائفة من الذين أٌعسروا في رد تمويلات البنوك.. واستخدمت الصحف مصطلح (الجوكيه) للإشارة اليهم.. وهو تعميم مخل – جداً – إذ أن المصطلح يعني (المحتال) الذي يستخدم التجارة والأعمال غطاء للنصب والإحتيال..
وليس عصياً إدراك أن رجال الأعمال الذي طالتهم اجراءات البنك المركزي ليسوا جميعاً سواء.. فهم كانوا يمارسون أعمالاً ونشاطات مختلفة.. لم يربط بينها سوى تعثرها.. وإن كان هناك من تستر وراء التجارة وأولغ في أموال البنوك.. فلا يمكن تعميم القضية ووضعها تحت طائلة الإحتيال بصفة مجملة..بعض هؤلاء التجار وربما يكون غالبهم.. كانوا جادين في أعمالهم ومارسوا نشاطاً معروفاً ومكشوفاً على الملأ.. لكنهم جراء سياسات رسمية أو تقاعس الحكومة عن سداد مستحقاتهم ربما اُضيروا وتنكبت بهم السبل.. وليس كل التجارة فوز وأرباح .. ورأينا كيف انهارت الشركات العملاقة والبنوك في أمريكا.. فلم تقصفها الحكومة بل مارست أكبر ماراثون انقاذ اقتصادي في التاريخ ورصدت (700) مليار دولار من أموال دافعي الضرائب.. ليس لانقاذ أفراد وشركات بالمعني الضيق بل لأن الاقتصاد منظومة متكاملة اذا انهار جزء منها تداعي له باقي الجسد بالتهاوي والانهيار.. وكل رجل أعمال – أيا كان – لا يمثل نفسه وأسرته .. بل مئات وربما آلاف الأسر التي تعمل في منظومة أعماله وتقات رزقها من ماكينة حركته الاقتصادية..
أدرك أن البنك المركزي حفيظ على أموال المودعين الذين ليس لهم قدرة على التدخل في يومات عمل البنوك.. وهي امانة في عنق المركزي.. لكن القضية هنا أوسع كثيرا من أن تقصر على رجال الأعمال وحدهم..ولا يجب ان تظهر في بساطة مشهد (بطل ضد الخونة) كما في الأفلام.. فيلقي البطل القبض على الخونة ويزج بهم خلف القضبان .. فالأموال التي أخذت من البنوك لم تدفع تحت تهديد السلاح.. بل مارست الخروج الرسمي العلني تحت كنف النظام المصرفي .. وأى مخالفات في العملية لا يمكن تصور ان تكون حصيلة عمائل طرف واحد.. هو رجال الأعمال .. فهي أضلاع تشمل ادارات وموظفي البنوك.. ثم البنك المركزي نفسه.. فالدولة بسياساتها وبيئة العمل فيها..
الأجدر أن تعامل هذه القضية بصورة كل نفس بما كسبت رهينة.. فالذي راهن على غفلة البنوك ورتع في اموال موديعها بنية الجاه والثراء السريع .. سهل – جدا - اكتشافه والتعامل معه على قدر جريرته.. لكن الذي عمل واجتهد ومارس أعمالا حقيقية بائنة للعيان.. وسكب فيها كل خبرته وعرقه وفكره وجهده.. فهذا أولى أن تترفق الدولة به وتبحث عن علاج يقيل عثرته ويرجعه مرة أخرى الى أعماله ..
وليت الزملاء في الصحافة ..لا يتعجلون التقاط المصطلحات وتعميمها.. ففي ذلك ضرر بليغ ليس على رجال الأعمال وحدهم واسرهم ..بل على أعمالهم نفسها التي يرتبط بها آلاف من الأسر السودانية..

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

استاذى الفاضل عثمان ميرغنى
تعثر رجال رجال الاعمال ياتى نتيجة لغياب المنافسة الحرة ومحصلة هذا سقوط و افلاس قدماء التجار و سيطرةاجيال من الطفيليين خلال فترة قليلة من ظهورهم..هناك كم من الاعفاءات التى تحدث عنها الوزير الجاز قبل ايام تتناقض و فكرة المساواة..قال انه سيقوم بالغائها و هذا اذا تم سيكون فى رأيي مؤشر قوى للمنافسة الحرة و بالتالى التجويد فى السلع و انخفاض اسعارها والتوسع اقتصاديا لتوفر عامل الجذب و تشجيع الابتكار..هذا اذا تم ماقاله السيدالوزير..انظر الى ازمة الاسمنت و السيخ قبل فترة و غيرها من الازمات تعلل احيانا بندرة هذه السلع عالميا و احيانا اخرى بعدم مطابقتها للمواصفات..انظهر ايضا الى قصة شركة الجابرى السعودية و و ما قيل عن احتكارها لصادر المواشى للمملكة حسب ما جاء فى الصحف..

غير معرف يقول...

إحدى أكبر مشاكل إقتصاد السودان (و العالم الثالث) هو هوس القائمين عليه حكومة و مستثمرين بالإستثمارات المليونية العملاقة من سدود هائلة لمشاريع المليون فدان زراعي لمجمعات ناطحات السحاب ... الخ. ألم يكن من الأفضل إستثمار هذه الأموال في مئات المشاريع متوسطة الحجم لضم أكبر قدر من قطاعات الشعب للطبقة المتوسطة و إلحاق الملايين بسوق العمل! إدارة الخطر (risk management) جزء لا يتجزء من أي مشروع وعدم قدرة المستثمرين و البنوك على قراءة و التحضر لذلك الخطر هو في النهاية ذنب يتوجب العقاب. المذنبون هنا هم المستمرون وبنوكهم!!

البلولة عبد الكريم

غير معرف يقول...

كل عام وانتم بخير..
لاأفهم بالضبط معنى الجوكية،..لكن حسب أعتقادى ماقامت به السلطات من أعتقال بعض المعسرين يعتبر أمر طبيعى وصحيح..لكن المشكلة تكمن فى أن الحكومة(فلاحتها) فقط فى الضعفاءوصغار المعسرين الذين ليس لهم مايسندهم من الوجهاء والمتنفذين داخل الحزب الحاكم..وأستغرب جداًأن السيد محافظ البنك المركزى كان قد هدد قبل أيام قليلة بأعلان قائمة ال(52) من هؤلاء وملاحتقهم وأتخاذ أجراءات ضدهم،لكن أين هم هؤلاء (الكُبار)الذين هدّد المحافظ بكشفهم..والكل يعلم أن من هؤلاء من يتبعون للحزب الحاكم أو من أقرباءوأصدقاء متنفذين داخل الحزب وهم يمثلون عتاة (المعسرين) بل أنهم غير معسرين أصلاً وقد أخذوا النسبة الاضخم من أموال البنوك ، ولكن من يقول (أن البغلة فى الأبريق ) ،مسكين هذا المحافظ السيد (صابرمحمد الحسن) وأظن أنه حقاً صابر بل (ممكون وصابر)...أخشى أن ينطبق علينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم(أذا سرق الشريف تركوه،وأذا سرق الضعيف أقاموا عليه) أذاً فلنتظر الهلاك.

غير معرف يقول...

أنا أعتقد أن السيد/ صابر يريد فقط أن يبريء ذمته من هذا الموضوع لأنه هو المسئول الأول وليس الأخير عن ما حصل. لماذا صحي الأخ صابر الآن وهذه الأموال بالتأكيد لم تكن قد أخذت بين ليلة وضحاها- لم نقل لكم أن هذه البلد مختطفة بواسطة عصابة قابضة على السلطة والثروة. الله يشوه سمعتهم في الدنيا والآخرة كما شوهوا سمعة التجربة الإسلامية. والله أنه لعيب وعار عليكم أن تفعلوا كل ذلك باسم الإسلامز والله لوكنتم أناس عاديين لما عاتبناكم فهذا يحصل في جميع البلدان العربية والأفريقية ولكن ليست تحت عباءة الإسلام-اللهم لا تؤخذنا بما فعل السفهاء منا.

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
اخى الكريم الباشمهندس عثمان
اصبت .. ولخصت بايجاز حالنا .. يد السلطات تحكم رقابنا بوضع اليد كما اسميتها .. يد الاقوى فى يد الاضعف ..واصبحنا متمردين واشباه متمردين لا نقدم لبلدنا غير الخراب المتعمد وخراب آخر يحصل نتاج لخدمة بلدنا وكاننا اجراء فيها لانملك حق التصرف وحينها لايهمنا الناتج بقدر همنا المكسب للستر .. قل لى كيف تتفاءل بانسان جديد بدلآ عن سودان جديد وحالنا يغنى عن سؤالنا ..
دمتم
ودام لنا السودان وطن يسع الجميع بخيراته .. ( بس ختو الرحمن فى قلبكم والعنو الشيطان وكلنا مطلوب منا ان ننهض ببلدنا وامتنا باخلاص ) .. ومااسموهم بالجوكيه ,, لاشك بان هنالك خلل اوصلهم لزلك .. وهم (الغالبيه) ضحيه وليسو كما تم تصويرهم .. فتشو عن الخلل واعيدو صياغة نظامنا الاقتصادى .. وبعدها فليكن الحساب .
اللهم نسألك الستر .

غير معرف يقول...

السلام والرحمة كل ما اصاب اولئك المعسرين وليسوا الجوكبة انما هو نتيجة للاحوال الاقتصادية التى القت على كاهلهم ماهو فوق امكانباتهم وبدلا من ان يشاركوا فى عملية التنمية راحو فى اغلبهم ضحايا المفاجآت التى لم تكن في حسبانهم وثقتهم المفرطة فى غد افضل بكل حسابات الربح والخسارة كنا نأمل ان تقف الدولة معهم كما نسمع عن بعض الدول العربية الشقيقة اذا ما تعسر مواطنوها عن سداد التزاماتهم للبنوك بدلا من كل ما اثير فيجب تشجيع المواطن بدلا من اخافته من الولوج لدنبا الاعمال والاستثمار ارى دراسة تلك الحالات ومحاولة اقالة عثرات المستحقين ما امكن وعدم التشهير بهم فحتما هماك اخطاء والقانون ليس سيفا يسلط على الاعناق فقط انما لاقامة العدالة والاهم مجتمع معافى ووطن قوى يتقدم بابنائه