الأربعاء، 10 سبتمبر 2008

(صنع في السودان) .. وطن ضجرت منه المآسي



(صُنع في السودان) ..
وطن ضجرت منه المآسي..!!


رغم حساسية القضية التي أطرحها عليكم اليوم.. ولكني أدرك أنها بغير الجراحة العاجلة الصريحة تبقى فخ وبئر عميق تنحدر نحوه خطى الوطن بصمت بليد.. و رغم ضيقي بالمقدمات في مثل هذه المواضيع لكنها هنا ضرورة لا غني عنها..
من خبرتي في الكتابات الصحفية المصحوبة بزوابع رعدية حكومية عنيفة جارحة لفت نظري .. أن قوة وعنف رد الفعل الحكومي دائماً يتناسب طردياً مع كون القضية المثارة تمس الأفراد لا المؤسسات أو الوطن.. بعبارة أخرى عندما يدرك أحد المتنفيذين أن الرأى أو المقال يهز موقفه الشخصي داخل مؤسسات الحكم ..يهرع سريعا الى الخندق.. ويصوب نيرانه ويزود عن نفسه .. لا الوطن.. لاحظت ذلك في عشرات المرات التي تعرضت فيها الى الاعتقال أو الحراسات أو البلاغات في النيابات المختلفة.. دائما لكل مقال رد فعل ..يتوقف تماما على قدرة المعني بالأمر في استخدام نفوذه لحماية موقعه وكرسي السلطة تحته..
آخر برهان ساطع على ذلك.. الإعتقال الذي تعرضت له في قضية وزير العدل السابق..استمدت القضية عنفها وقوة نيرانها من كون الوزير شخصياً - وليس الوطن أو حتى الحكومة – هو المتأثر بها..هذا مجرد مثال .. لكن في يدي عشرات القضايا مثلها.. دائماً رد الفعل على قدر إحساس (الموظف) في أى مستوى حكومي بأن المقال يؤثر على الكرسي الذي يجلس عليه..
ومن هنا تأتي كل مصائب الوضع الراهن الذي خلقته اجراءات مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو..!! عندما تصبح مصالح الأفراد فوق مصالح الوطن.. سأجرد أمامكم الحساب بكل صراحة..
سيوبرماركت المواقف ..!!
منذ أعلن مدعي محكمة الجنايات الدولية عن مذكرة طلب توجيه الاتهام للرئيس عمر البشير.. انفتح سوق كبير .. مكتظ بـ(سيوبرماركتات) تبيع المواقف.. ووكالات سفر للترويج ( والترويح أيضا).. و بلغ زحام الباعة فيه أن صار لا صوت يعلو فوق صوت المناداة على بضائعهم..
شوارع الخرطوم فاضت بالمسيرات التي يخرج فيها موظفو الحكومة.. بعضهم خوفا من دفاتر حضور (Attendance) المسيرة .. والإعلام يضخ رسالة لا يهم أن تقنع المتلقى فقط المطلوب أن تُقنع (المُلقِي) .. وأصبح واضحاً أن مزيد من الفداحة الوطنية يستأسد بالرأي والمشورة والالهام.. وأن حصيلة الكوارث السابقة لم تقنع أصحاب الرأى الأول والأخير.. أن الحكمة ضالة المؤمن.. أنى وجدها فهو أحق بها ولو جاءت من فم الرأى الآخر..
وكالات السفر والسياحة..!!
إعادة انتاج الأزمة بل والكارثة بنفس السيناريو مع سبق الاصرار والترصد.. فمحرقة دارفور التي بلغت عامها الخامس كانت سلالة الرأي الأول والأخير الذي لا يجب أن تدانيه نصيحة أو رأي آخر.. وحى مقدس، من تشكك فيه خان.. وتفتقت عبقرية الإمعان في الخطأ.. عن معركة غريبة ومدهشة.. افترضت أن العدو هو رجل أرجنتيني اسمه "لوريس مورينو أوكامبو.." وجعلته بطلاً من حيث لا يحتسب..بالهالة الإعلامية النباحة التي هاجت ضده.. وكانت تلك بداية الإخفاق في تلمس طريق الخروج من النفق..
وتقاطرت الوفود الرسمية من مختلف المستويات صوب بلدان العالم المختلفة .. كل وفد مصحوب بكاميرا تلفزيونية .. تنقل الخبر الكبير رأساً الى شاشة التلفزيون السوداني.. فيظهر رئيس دولة أفريقية أو عربية يستقبل المبعوث وخلفه طابور من المرافقين جاؤوا بنفس الطائؤة.. ثم ابتسامات و (هزهزة) رؤوس.. ثم مصافحات..وتنتهي برئيس الوفد الحكومي يواجه الكاميرا ليتحدث إلى المشاهدين عن نجاح الوفد في (تفهيم!) الرئيس الأفريقي صفاقة المؤامرة الأمريكية..
وفود السفر لم تكن بالغباء الذي تظن فيه أنها ستغير أو (تشرح) قضية التبست على الدول الآخرى.. لكنهم في ذات الوقت يدركون أن (ظروف السوق).. تتطلب ذلك..
سوق المواقف..!!

وفي سياق آخر.. أدار البعض معركة أخرى أضرت بالرئيس البشير كثيراً..حاصروه وجعلوها قضية (شخصية!).. تبدأ من (حوش بانقا) حيث الأسرة والمنشأ.. وتحيط الرئيس بهالة مصطنعة من (التعازي!) والمواساة..
ثم افترض آخرون أن الأمر في حاجة لصورة جماهيرية تلفزيونية من موقع الحدث..دارفور.. فخططوا لزيارة الرئيس إلى مدن دارفور الثلاث ، الفاشر – نيالا – الجنينة.. و ظهر الرئيس على الشاشات وحوله الجماهير.. ثم ظهر في نفس الخبر وهو في (قاعة اجتماعات!!) يتحدث إلى (مندوبي) النازحين بالمعسكرات .. ويقول لهم الرئيس (أتمنى أن أتمكن من زيارتكم في المعسكرات في المرة القادمة ..) .. ولم ينتبه أصحاب (السيوبرماركت) إلى هذه المشاهد التي تهدم تماما الفكرة..!! عندما تزور المعسكرات كونداليزا رايس وزير الخارجية الامريكية..وكل المسئولين الأجانب.. ولا يستطيع الرئيس السوداني دحول معسكرات النازحين..

وآخرون ظنوا أن القضية تدحضها مشاريع التنمية.. فهرعوا يرتبون حملة (مشاريع) .. فسافر الرئيس إلى ولاية النيل الأزرق لتدشين مشروع تعلية خزان الروصيرص.. رغم أن المشروع أصلا بدأ قبل أكثر من عشر سنوات ثم توقف.. وسافر الرئيس الى جوبا ليشهد توقيع عقود في مرحلة ابتدائية لانشاء حزمة سدود.. وكل ذلك في سياق (مكافحة أوكامبوا).. الأزمة..!!
وقبل كل هذا حديث رنان عن الاجماع الوطني ودعوة للأحزاب في بيت الضيافة.. كان أهم ضيوفها التلفزيون الذي نقل تصريحات الحاضرين فرداً فرداً يمجدون الدعوة.. وكل ذلك في سياق..الازمة ..!!

منوعات .. أوكامبو!!

ثم التمس وزير العدل مشورة أهل الخبرة بالقانون.. جمعهم في الوزارة فالتقطت المناسبة اذاعة أمدرمان.. وبثت على شرفها برنامج (منوعات!!).. تصريح فأغنية وطنية.. وانهمر الحاضرون في تلاوة محاضر التأييد والشعارات وكأني بهم افترضوا أن الاجتماع هو امتداد لمسيرات التأييد والشجب والإدانة.. كل ذلك في سياق ..الأزمة..
بينما كثير من العقلاء .. التزموا الصمت الاجباري.. فحين يصبح الكلام (معروضات اتهام) اذا لم يتفق مع المعروض في (السوق!).. لا يملك الرشيد سوى كبح عقله.. قفله بالضبة والمفتاح وايداعه خزانة أمينة ..لحين اشعار آخر.. حتى لا يفقده..

وفي الضفة الأخرى من النهر كانت تجري مشاهد أكثر استنزافا للضمير.. الدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي.. يدلي بافادات لقناة الجزيرة الفضائية..تقرأ في الاتجاهين .. من اليمين الى الشمال.. ومن الشمال الى اليمين.. والعاقل يدرك من خلف السطور أنه لا يؤيد فحسب، بل يبارك اجراءات الجنائية الدولية..
وأخرون في المعارضة سرا أو علانية ..وغبائن التاريخ تركب فوق ضميرهم وتحكم ادارة عقولهم.. استشعروا روح (وكفى الله المؤمنين القتال).. واعتبروا أن القضية صارت (قضية الجنائية الدولية).. تخوض نيابة عنهم وعثاء المعارضة.. وربما ينتظرون على أحر من الجمر قرار القاضيات الثلاثة ..
وبين براثن كل هذه الرواية المتخمة بالفجائع.. شعب يسترق النظر إلى خشبة المسرح.. ليرى من يفعل ماذا ولماذا .. الغائب الحاضر الذي على رأسه تقام هذه الـ(وليمة على أعشاب البحر!) ..
تفكيك القضية ..!!

الأمر سهل لنبدأ بتفكيك عناصر القضية.. قضية المحكمة الجنائية الدولية ..دارفور عنصر رئيسي فيها.. وإدارة الصراع عنصر ثان.. والثالث والأهم هو منهج إدارة الأزمة كلها..
ولنختر البداية من النهاية.. اتهام رئيس الجمهورية.. اولا لا يمكن لعاقل راشد أن يقبل بمحاكمة رئيس دولته أمام محكمة أجنبية.. ولو كان الأجنبي هذا ابني عمي في أقرب دولة مجاورة.. ولا يمكن لبشر ينتمي الى وطن أن يقبل لجهة أخرى أن تقتاد (قائد الجيش) للمحاكمة أمام أجنبي.. إلا اذا كان الأمر وثيقة استسلام يوقعها وطن مهزوم منكسر مع جيش وطن منتصر..
مهما كانت الغايات وطهرت النوايا.. فلا أصدق أن ضمير مواطن سوداني لا يستحي من مجرد فكرة تسليم رأس الدولة وقائد الجيش الى أجنبي ليحاكمه..
حسنا ..سيقول البعض العدالة في مأساة دارفور.. والقصاص .. ومترادفات مماثلة.. لا أحد يعترض على المبدأ لكن كل ذلك يجب أن يكون داخل السودان وبيد السودانيين..
الشعب الذي يقبل تسليم رئيسه وقائد جيشه (مهما كانت الغبائن!!) الى أجنبي.. شعب يشهر افلاسه الوطني ويعلن فض رجولته أمام العالم.. ويصبح بلا وجه أو كرامة..
نعارض البشير.. نهتف في الشارع ضده.. يسجننا.. يضربنا بشرطة العمليات.. نقاوم .. نعلن العصيان المدني.. ونحرق الشارع حتى يسقط ويقدم الى المحكمة وينقلها تلفزيون السودان..كل ذلك مقبول.. وحدث في التاريخ السوداني الحديث.. لكن لا أحد عاقل راشد يقبل بسيناريو أن يقوم أجنبي نيابة عن شعب ووطن بالقبض على رئيسه وقائد جيشه ليقدمه الى المحكمة هناك في بلد آخر.. كل مواطن سوداني يجب أن يقول بكل قوة (على جثتي..!!)..
ومع ذلك .. الطريق الى الهاوية لم يكن مجرد تصاريف قدر عاثر.. صنعناه بأيدينا صناعة.. من اول رصاصة أطلقت في حرب دارفور الى اليوم.. المأساة مكتوب في جبينها (صنع في السودان)..!!
أتابع معكم في الحلقة التالية..باذن الله










هناك 11 تعليقًا:

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
استاذنا عثمان ميرغنى
اولا
رمضان كريم وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
سعدت جدا بقراءة خبر انشاء مدونتك وهذه دون شك نقلة كبيرة تؤدى للحوار والتواصل بينك وبين القراء.
وارجوا السماح لى بنشر عنوان مدونتك فى بعض المنتديات.
بخصوص الموضوع اعلاه سارد بعجاله (لاحقين الفطور وكدة)
فهمت من حديثك (رغم انه ام يكتمل بعد) ان هنالك رأى لا يعارض محاكمة مسؤلين لهم ايد فى ما يحدث فى دارفور ولكن يجب ان تكون المحاكمة داخلياً.
ولكن يا استاذى
يجب فى البدء معرفة (وتحديد) المسؤل الرئيسى عن ما يحدث وما سيحدث فى دارفور والسودان
الرئيس البشير يحمد له انه حاول ان (يرمم) ما افسده (المفسدون) ولكن كان هؤلاء المفسدون قد دسوا سمهم بالفعل وادى مفعوله.
استاذى
يجب ان نقطع (رأس الحية) لنحل قضايا ومشاكل السودان...

أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم...فأستغفروه

التلب يقول...

أستاذنا العزيز أنا من أكثر الناس سعادة بهذه المدونة و التي أتمنى أن تتيح لنا فرصة الإستمتاع بتفاعلك مع تعليقات المدونجية
أتفق معك بأن أغلب السودانيون و لا أستطيع أن أقول جميعهم لم و لن يتقبلوا فكرة تسليم اى مواطن سوداني ليحاكم في الخارج و لكن يبقى السؤال كيف يمكن تحقيق هذه العدالة داخل السودان ؟ مع العلم بأن الجهة او المجموعة التي أشعلت فتيل أزمة دارفور و غيرها من الأزمات ما زالت تسيطر على مفاصل القرار و هي ذات المجموعة التي حري بنا أن نسألها أليس فيكم رجل رشيد؟؟

عـزام فرح يقول...

كتبتُم سَيِدي الفاضِل في صحيفة السوداني العدد رقم [958] بِتاريخ 14/07/2008م في معرض تعليقكُم على قرار المُدعي العام الدُولي بِإصدار أمر قبض على عُمر حسن أحمد البشير وآخرين ...

http://alsudani.info/index.php?type=...ol_id=132&bk=1

< ... ليس مهما ما يصل اليه المدعي العام الدولي من حيثيات .. وليس مهما ما تصل اليه المحكمة بعد ذلك من اجراءات .. المهم عندي الآن .. أن الأمر كله يطعن في شرف وطن كامل .. بكامل أهله القادرين على ادارة وطنهم .. والقادرين على تقرير مصير بلدهم بكل حرية بلا حاجة لـ(أجنبي) ليمارس لهم هذا الدور ... >

أن الأمر كله يطعن في شرف وطن كامل

وتعليقي عل ما كتبتُم سَيِدي الفاضِل :
أَولم يطعن التُرابي – البشير شرف الوطن عِندما نحرا الديمُقراطِية الثالِثة ؟
أولم يُطعن الوطن عِندما حُوِلت حرب الجنوب إلى حرب جِهاد وإستِشهاد ؟
أولم يُطعن شرف الوطن بِإحتِلال مِصر حلايِب وشلاتين ؟
أَولم يُطعن شرف الوطن عِند إعطاء حق التملُك لِلمصرِيين في السودان الذين هُم مُستعمِرين جُزء مِنهُ اليَوم ؟
أولم يُطعن الوطن عِندما تحالُف البشير – الجنجاويد وشرد إثر ذلِك عشرات الآلف مِن أهل الغرب ؟
أولم يُطعن الوطن عِندما أُحيل لِلصالِح العام عدد (200) ألف مُوظف/عامِل ؟
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bi...msg=1139505625

قُلتُم سَيِدي الفاضِل < أهله القادرين على ادارة وطنهم >
هل هذِهِ الإدارة الوطنِية تشمل : دارفور – أبيي – كجبار ؟

ولكُم مِني جزيل الشُكر والتقدير والإحتِرام ،،،

مـعـز يقول...

وطن هـيـصـة .. ارجو الاّ تظن اني اخرج عن سياق ما تطرحه إن قلت لك ان المشكلة الاساسية في السودان هي التركيبة الاجتماعية (the social set-up) للمجتمع كله. وما تقصـّه في حديثك عن حالة الهـيصة والهرجلة التي عمت البلد بعد اصدار مذكرة التوقيف هو اصدق دليل علي ان هناك خلل ما في طريقة تقبل المآسي وكيفية التعامل معها والتفاعل لامتصاصها بغرض التعايش معها او صرفها إن كان ذلك ممكناً (انظر فقط الي فيدل كاسترو ينفخ في سيجارته نصف قرن علي بعد اميال من عدوه الذي حاول اقتناصه الي ان انهك وانظر كذلك الي "اخينا" القذافي وقصة محاولات خطفه والقضاء عليه. وللاسف ليس عندي امثلة افضل من هذه) ولتكملة وجهة نظري انظر كذلك الي اي بيت فرح او ترح سوداني والي اي بيت نجاح او ما يظنه الناس فشل في امتحانات المدارس وتأمل الهيصة حتي في بيوت الختان وتسمية المواليد واماكن التجمعات فتقرأ كل شئ. مالم تفكك هذه التركيبة، بعد ان يأذن الله سبحانه وتعالي بذلك، فما اظن ان الحال سينصلح. وحتي نتعلم ان ربنا سبحانه وتعالي هو الذي اضحك وابكي فالامر اليه وبيده والعلم كله عنده سبحانه وتعالي والصلاة والسلام علي محمد عبده ورسوله وسلم تسليما.

غير معرف يقول...

شكرا اخي عثمان علي هذه المدونةوكنت اتوق اليها من قبل سنين . نحن مع بعض اخوه في الله و الوطن و النصيحة

Unknown يقول...

وهذا بعد...

الاخ المهندس عثمان تحياتي ومبارك علي المدونه وتتربي في عزك....


السودان سيظل ومن يحكمه اليوم هم من سيغادرون..
نعم لا نقبل بمحكامة الرئيس خارج بلادنا لكنه سيحاكم رغم انف رفضنا ان لم نسبق نحن ونحاكمه في الداخل..
ان السادة الحاكمين اليوم هم من ادخل بلادنا في هذا المأزق وللاسف يربطون انفسهم ومصائرهم بمصير الوطن كله ان الوطن سيظل مهما حدث لرئيسه وكل حكومته لان الوطن كان موجودا حتي قبل ان يولد هو ومن معه, ان المشكلة حقيقه هي ان الزمرة اياها تتصرف بصلف وبشديد غباء وتقود نفسها والوطن للاسف بكل عمى الي هاوية لكنني واثق ومطمئن ان الهاوية لن ينزلق فيها الوطن واقول لكم لماذا..
الشارع السوداني غير مرتبط عمليا بهذة الحكومه وهذا يعني ان مصيرها لن يعنيه ولن يصيبه في مقتل بأي حال وبأي شكل انتهت..
المتمردين الذين حاولو دخول امدرمان رغم كل الرساله الاعلامية التي وجهت عنهم ورغم اعتراضي علي فعلتهم لم يسجل لهم انهم قتلو المواطنين بدم بارد او انهم ارادو الدمار لاجل الدمار وقد كان متاحا لهم ان يمسحو احياء بأكلمها بحسب السلاح الذي استصحبوه معهم...
القوات المسحلة رغم كل الاسلمة التي تعرضت لها ماتزال فيها وطنية الي حد بعيد وعليها أراهن اذا ساءت الامور للحد الابعد...
المواطنون العاديون البسطاء يتعاملون بكثير من العفوية والعادية وصعب ان ينزلقو الي صومال اخر ورغم ماحدث بعد مقتل جون قرنق الا ان الحال هنا مختلف والكثيرون يدركون ان المشكلة ليست الا في العصبة- وان شئت العصابة- الحاكمة نفسها...

والاهم من كل ذلك ان القوة - واقولها بكل اسف- القوة الاجنبية الموجودة في السودان لن تسمح بالفوضى لاعتبارات كثيرة لست هنا بصدد ذكرها...

ان ماسيحدث بعد الانهيار الكبير للنظام - طال الزمن او قصر- هو فراغ ولا يصح فراغ داخل الارض فيزيائيا وخصوصا في عالم السياسة اليوم سيملأ الفراغ وفورا وقبل حتي ان ندركه..
نحن لسنا العراق ولسنا الصومال وصعب جدا ان ننزلق لمثال احدهما..

لكن الاجدر ان نفكر جميعا فيما هو القادم صدقوني الحكومة الحالية ميته ميته ان لم يكن باوكامبو فبغيرة هناك عشرات الاسباب التي ستنهيها ..

وكما قال باقان ولم يكذب الرجل حين تحدث عن فشل الدولة السودانية يجب علينا ان نتحضر لكي نتولي كمواطنين مسؤلياتنا الوطنية..

يوما ما ستشرق شمس السودان وعند المغيب لن يكون حاكموها هم من اشرقت عليهم ذات شمس الصباح وربما غابت شمس يوم ما ولم تشرق وحاكموها هم حاكميها...

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ياسين عمران على إسماعيل يقول...

بعد اليأس تحقق لك ياأستاذتا الكبير طموحاتك وأصبح لحديث المدينة موقع كم تمنيت أن يكون هذا الموقع بأسم المحركات السودانية ولكن إنتمائك لمواقع أخرى هذا يعنى بأن رسالتك فى عالم الحرية والتقتية لم يصل الى كثير من الناس خاصة الذين يديرون مواقغ تقنية فى عالم السودان مازال الموقع يحتاج الى كثير ممن جهد أبناء هذا الوطن لنشر حر .


أخوكم ياسيت عمران على إسماعيل

الموقع : ABOWAMAR_2001

غير معرف يقول...

محمد جلال -تحياتي للاستاز القدير

في البدء اريد ان اسال سوالا هل نحن ملزمون ان ندافع عن رئيس لم نقم باختياره ويحكمنا بقوة السلاح في سجن مساحته مليون ميل مربع؟

ثانيا اليس السودان جزء من المجتمع الدولي له مستحقات وعليه التزامات ام ان دور الجتمع الدولي فقط في الاغاثات والمنح التي اثقلت كاهل دافعي الضرائيب واصبحنا عبا على الجتمع الدولي. نحن اصبحنا نعيش في عالم واحد همومونا واحده والعداله لا حدود لها

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
استاذنا عثمان ميرغنى
أولاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومبروك علينا وليس عليك هذه المدونةالتى
نتمنى أن لا تتوقف وان توقفت انت من الكتابة في الجرائد لأي سبب لا سمح الله
أنا سوداني لا مؤتمر وطني ولا شعبي ولا اتحادي ولا انصاري ولا حركة شعبية أنا سوداني وفقط لم أنتمى إلى اي جهة في حياتي غير السودان رغم ما أكرهه في الشعب السوداني وهو موضوع خطير سيدي فأقول لك وبكل صدق من مشاهداتي اليوميه نحن شعب لا نحب وطننا أبداً كل واحد فينا يحب نفسه ونفسه فقط فما وصلنا اليه الآن هو أكبر دليل على ذلك .
سيدي أرجو منك أن تقول لي أنني مخطئ ولاني أعرفك (من خلال قلمك) فانني اعرف انك لن تقول لي انني مخطئ
والسلام ختام

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: أهنيئك أخي المهندس عثمان ميرغني على صدور هذه المدونة الرائعة والمبتكرة في السودان
ثانيا:حقيقة أن هناك جرائم ارتكبت في دارفور لا أعتقد أن هنالك من ينكرها سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي (وهذه المرحلة بلغناها -أي الإعتراف- ليس من منطلق إنساني أو صحية ضمير ولكن أجبرنا عليها المجتمع الدولي) ولا أنسى تصريح وزير الخارجية السابق مصطفى عثمان اسماعيل (سنة 2000)لإذاعة BBC حيث قال"أن كل مايقال عن مجاعة أو حرب أهلية هي مؤامرة خارجية" انتهى حدبث الوزير ولا تعليق.
إذا ومن هذا المنطلق الإنكاري اللا مسؤول اللامبالي لهذا النظام الحاكم هل من الممكن أن نضمن محاكمة حكومية (ولا أقول سودانية) عادلة لاي مجرم في هذه القضية ناهيك عن محاكمة رئيس النظام نفسه المسؤول الأول والأخير عن كل ماجرى.
نعم أن ضد إهانة الوطن........
نعم أنا ضد أن تهان سيادة الدولة....
ولكن وإن كان لابد فاعلون لرد حقوق الأيتام والأرامل والضعفاء فليكن ذلك ولا تكون إهانة للوطن عندئذ ولكن إحقاقا للحق ونشر لعدالة السماء وليفعلها كائنا من يكون ..........وشكرا