السبت، 28 فبراير 2009

28 فبراير 2009 آخر فرصة ضاعت


آخر فرصة.. ضاعت!!


أمس الأول (الخميس).. في خطابه بمقرالمعسكرات بضاحية سوبا (10 كيلومترات جنوبي الخرطوم) أمام المؤتمرالعام السابع لحزب الأمة.. قال السيد الإمام الصادق المهدي.. في معرض سرده للأسباب التي تدعو لإستمرار سرمدية رئاسته للحزب (الإجتهاد الفكري.. والذي كان يعتمد على شخص..ولكن بالتدرج اتسعت المشاركة.. فقد كنتُ أكتب برنامج الحزب للمؤتمر العام إلا هذا العام..ورفعتُ يدي منه تماماً.. وفي العام 2003 رفعت يدي من جله إلا المقدمة..والعافية درجات..)..حسناً.. من سياق الخطاب فهمنا أن السيد الصادق على قناعة راسخة بأن دوره رئيساً للحزب لا يزال حتمياً لبقاء الحزب.. لكن المثير للدهشة أن يعلم الناس لأول مرة أن مجرد كتابة (برنامج الحزب) أمر بالكاد نجح الصادق المهدي في تدريب قيادات حزبه عليه!!.. بعد (45) عاما من رئاسته للحزب.. هل حزب الأمة بعمره الطويل وقياداته التاريخية كلها.. لم يجد فيهم سيد صادق من يكتب.. مجرد يكتب (برنامج الحزب).. وفي العام 2003 رفع الصادق يده عن (جُل) البرنامج.. ثم في هذا العام نجحت –أخيراً!!- قيادات حزبه في كتابة (برنامج الحزب!!)..هل يُعقل أن يكون هذا هو (حزب الأمة).. أول دفعة خريجين قادرة على كتابة (برنامج الحزب) تخرجوا في العام 2009..ألهذا الحد كان الحزب خالياً من الكفاءات المؤهلة للقيادة..سيدي الصادق المهدي..صدقني أقولها لك – والله العظيم - وبكل إخلاص.. هذه الكلمات منك تصلح لبيان (استقالة) وليس تمديد الرئاسة.. لأن بقاءك أكثر من أربعين عاماً في رئاسة.. لا تنجح في تأهيل قيادات خلف.. إلا في العام 2009.. هو حيثيات فشل لا يسمح بتمديد الرئاسة.. إذا أحتاج منك الحزب بعد (45) عاما من رئاستك له.. لمزيد من الرعاية.. فلا يعني ذلك فشل الحزب.. بل فشل الرعاية.. وهي أول موجبات التنازل عنها لجيل خلف..قواعد الديموقراطية الحقيقية تمنع التعويل على قيادة واحدة متفردة..مهما كانت قدرات هذه القيادة.. على مبدأ تداول السلطة والأجيال.. ورئيس الوزراء البريطاني الأشهر في التاريخ (تشرشل) فقد رئاسة الحكومة رغم نجومية شعبيته و انتصار بلده في الحرب العالمية الثانية.. ليس هناك في الديموقراطية زعيم أو قائد سرمدي..ويقول الصادق المهدي..أن من بين (45) عاماً قضاها في رئاسة الحزب.. (36) منها كان الحزب محلولاً.. وأنه بذلك لم يمارس المنصب إلا لـ(9) سنوات فقط.. أليس ذلك أيضاً دليلاً آخر على حتمية التنازل عن الرئاسة.. فليراجع الصادق تاريخ الـ(36) عاماً التي ضاعت من عمر حزبه.. من المسؤول عن ضياعها؟؟ ضعف الحكم الحزبي كان سبب سقوط الحكومات الحزبية.. و كان في كل مرة – تسقط - على قيادتها حزب الأمة..المؤتمر السابع.. كان آخر فرصة متاحة للسيد الصادق المهدي ليضرب المثل ويمارس القدوة الديموقراطية للإصلاح السياسي.. أضاعها بكامل اختياره..!!

هناك تعليق واحد:

احمد المصطفى ابراهيم الصديق يقول...

أخي عثمان لقد كتبت له بكل صدق ولكن هل يسمع؟ ثم ثانيا هل هو الوحيد؟ كلهم مكنكشون وكل من في موقع يحسب ان الدنيا ستنهار إذا ذهب هو.
كان الله في عوننا وعون هذا السودان الذي سيظل رغم كل ثروته البشرية في يد سياسيين يتكسبون من الياسة.
شكرا عثمان
احمد المصطفى ابراهيم