الثلاثاء، 3 فبراير 2009

3 فبراير 2009 .. قولوا ..خير


(قولوا.. خير..)!!


ليس أفضل من الآن لإنقاذ عملية السلام في دارفور.. بعد أن أعلنت حركة العدل والمساواة استعدادها لمفاوضات الدوحة وإرسالها لوفد مقدمة لبدء الجولة التمهيدية..صحيح الوضع الميداني في دارفور ملغم بالتحركات الأخيرة لحركة العدل والمساواة التي أزاحت حركة جيش تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي من معقله العتيد في (مهاجرية).. والمشهد ملبد بغيوم من كل الأطراف لإعادة ترسيم الخارطة الميدانية.. لكن مع ذلك فإن البصير يرى في ما يحدث – رغم عنفه- ترتيبات سلام أكثر منها حرب.. بافتراض أن الهدف من كل هذه التحركات الأخيرة هو تحقيق مكاسب على طاولة المفاوضات أكثر منها على الأرض..أهم ما يعترض سبيل مفاوضات الدوحة هو (التعددية).. تعددية الحركات التي تتطلع كل منها للحديث باسم الإقليم المحترق.. ومشكلة هذه (التعددية) أنها مفتوحة على مصراعيها ليس لحركات موجودة على الأرض أو الانترنت فحسب.. بل لحركات أخرى قادمة في الطريق.. تتولد من انسلاخات متتالية في الحركات الدارفورية..حتى حركة العدل والمساواة التي اكتسبت بريقا في الفترة الأخيرة.. ستكون في مهب رياح الانقسامات فور دخولها في العملية السلمية.. لأن التناقضات لا تظهر تحت ضغط وغليان مرجل العمل العسكري الميداني الذي يساوي بين الجميع تحت دوي المدافع.. لكن حالما تتوزع الأنصبة.. ويدخل الجميع تحت مظلة بروتوكول (قسمة السلطة والثروة) ويصبح مطلوباً من بعض الكوادر أن تنخرط في العمل السياسي الناعم المنعم بالامتيازات.. بينما تبقى كوادر أخرى ممسكة بالسلاح.. في تلك اللحظة فقط تتغير الأمزجة والولاءات..الذين يأتون إلى الخرطوم – كما حدث لحركة مناوي- يتولون العمل الأكثر رنيناً اعلامياً.. وقبله مالياً.. لكن القادمين إلى الخرطوم من هؤلاء يعتمدون على دعم حاملي البنادق في معسكرات الفصائل.. فيزيد من إحساس الغبن عند هؤلاء الجنود أنهم هم الذين بفوهات البنادق يحفظون للساسة في الخرطوم هيبتهم واحترامهم.. ومناصبهم.. فيعتريهم إحساس (اذهب للسجن حبيساً.. ريثما أذهب أنا للقصر رئيساً..) ومن هنا تنشأ التمردات الداخلية في الحركات.. فيتحول المقاتلون من حركة إلى أخرى بحثاً عن الذات.. وهذا هو بالضبط ما حدث لحركة السيد مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية.. فجنوده بدلوا ولاءهم وذهبوا إلى العدل والمساواة.. وعندما تسالم العدل والمساواة.. وتترك جنودها في المعسكرات في الصحاري يذهب جنودها إلى أقرب فصيل متاح.. وهكذا.. تتحول العملية السلمية إلى متوالية مستمرة لا تفضي إلا إلى زيادة (كبراء المساعدين)..الأجدر في تقديري.. عندما تذهب الحكومة إلى مفاوضات الدوحة.. أن تفاوض على مصير الجنود والأهالي قبل القيادات.. وأن تحل مشكلة حملة السلاح في الميدان قبل حل مشكلة حملة الوجاهات السياسية..ولحسن حظ الحكومة.. مطالب هؤلاء الجنود والأهالي.. بسيطة سهلة يسيرة..!!فقط قولوا (خير)..!!

هناك تعليق واحد:

حرية يقول...

ما كان لكل تلك المعارك والحروب التى اندلعت فى السودان الحبيب ان تقوم وتنشب لولا ان الناس فى تلك البلاد ابتلو بقادة دون ان يختاروهم بل ظلموهم واستأثرو بخيرات بلادهم الكثيرةولوقاموا بتوزيعها بعدل لكفتهم جميعا ولحمت البلاد من شرور الظلم والفساد وبالتالى القتل والاحتراب
ولم يكتفى المتحكمون فى مصائر السياسة من استحوازهم على موارد البلاد الاقتصادية وإنما تربعوا على عرشها وقبضوا على مفاتيح السياسة فيها وكأنهم خالدين فيها أبدا.
ولم يكفهم ما صنعوا سياسيا واقتصاديا بل اختلقواعدوات مع مواطنيهم ممن يقول لسان حالهم إن نبقى الاصلاح ما استطعنا فحولوا نقدهم البناء للنهوض بالبلاد إلى شتيمة ولولا حديث قطبى المهدى عن الشتيمة لما اطلعت على مدونة حديث المدينة الرائعة ففى شتيمتهم بعض الخير.