الأحد، 17 مايو 2009

بلاغ ضد مجهول 17 مايو 2009

بلاغ ..ضد مجهول ..!!

قناة المستقلة التي تبث من مدينة لندن.. رئيسها الدكتور محمد الهاشمي أدار حوارا أمس في قاعة المؤتمرات بجامعة أفريقيا العالمية لحوالى أربع ساعات يناقش ماضي وحاضر الحركة الإسلامية في السودان.. ودون التغول في تفاصيل الحوار الذي شارك فيه كثير من صناع تاريخنا السياسي المعاصر ..والذي سيبث على شاشة المستقلة.. لفت نظري عبارة مهمة دارجة في الوسط السياسي.. استخدمها أمس الأستاذ عبد الرحيم حمدي في إطار تحليله للفشل السياسي في السودان..
العبارة هي (النخبة السودانية..) وهي ليست بعيدة عن عنوان كتاب شهير للدكتور منصور خالد (النخبة السودانية وادمان الفشل) استعرض فيه بعض تجارب الحكم في السودان ..
في تقديري أن إلقاء أى مسؤلية على (النخبة السودانية) لا يختلف كثيراً عن المعهود في المجتمع عند تحميل (الشيطان) مسؤلية كل فواجعنا اليومية.. بافتراض – شعبي - أن الإنسان في الخير يتصرف أصالة عن نفسه.. وفي الشر وكالة عن الشيطان..
مصطلح (النخبة) فيه تلبيس كبير.. خاصة إذا ما استخدم لتحديد المسؤلية أو تحليل النجاح أو الفشل.. فـ(النخبة) لا تحمل محددات دقيقة يمكن الإمساك بها.. هل يقصد بها المتعلمون ؟؟ كيف فهناك متعلمون لا يعلمون شيئاً.. بينما أميون أكثر إستنارة من أشطر (متعلم).. هل يقصد بها الساسة؟؟ من هو السياسي إذن؟؟ ماهي المواصفات والمؤهلات المطلوبة لنيل درجة (سياسي) .. خاصة عند أمة كالشعب السوداني كلها ساسة..
هل يقصد بها المهنيون.. الموظفون .. العمال.. التجار وأصحاب العمل.. أم كل مجموع هؤلاء بافتراض فئوي يمثل كل المهن والأعمال المتاحة في المجتمع..
وبهذا أو ذلك.. كيف يمكن تعميم المسؤلية على كل هذه (النخبة!!) إن جاز التعبير.. كيف يمكن لطائفة ممتدة من (النخبة) أن تكون هي المسؤولة بصفة جمعية عن فعل أو (لا) فعل شيء..
في تقديري أن أحد موجبات إستمرار الخطل السياسي هو أن المسؤولية هنا في هذا الميدان بالتحديد (ملعب السياسة) دمها مفرق في القبائل.. لا أحد مسؤول عن شيء.. الشيطان وحده هو المسؤول عن حالنا المتردي – سياسياً- .. بينما في أي مجال آخر من الحياة، كل نفس بما كسبت رهينة ..إلا السياسة والساسة.. فالمسؤول عن الفشل هنا .. هم (النخبة!!) .. بلاغ ضد مجهول لا أكثر.. (نخبة) مثل فتاة نزار قباني في قصيدة قارئة الفنجان "ما أصعب أن تهوى إمرأة..ليس لها عنوان"..!!
الأجدر أن نحاكم ماضينا وحاضرنا السياسي بمعايير محددة.. صحيح أنها مخاطرة غير مأمونة العواقب أن تسمى الأشياء بأسمائها في بلدنا السودان.. لكن بدون وضع النقاط فوق الحروف.. سنظل (يا هو دا السودان ..)

هناك تعليق واحد:

الفاتح عبد المطلب يقول...

الاستاذ عثمان ميرغنى تحية طيبة
مدهش جدااتعام النخبة وعدم تحديد من هم النخبة من النخبة انغسهم , وما ادهشنى ايضا خبر قراته قبل يومين فى الصحف بان رئيس الجلسة فى المجلس الوطنى رفع الجلسة لغياب جل الاعضاء ( وهم باعتبارهم النخبة الحالية التى بامكاننا توجيه الاتهام اليهم مباشرةوليس ضد مجهول) عجبت من هذا المجلس الذى يعتبر اعلى سلطة تشريعية فى البلاد اليس له اى قانون يعاقب من يتغيب من النواب , وتناقش الناس ان ليس من حق رئيس الجلسة ان يلغيها كان عليه ان يناقش اى موضوع اخر حتى يكتمل النصاب . ذكرنى ذلك يا استاذ بزمان جمعياتنا الادبية ايام المتوسطة اذا غاب صاحب الفقرة استبدلناها بفقر اخرى.