الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

19 نوفمبر 2008 - انتـ(خ)ـابات .. ام انتـ(ح)ـابات ؟؟

أنتـ(خ)ـابات .. أم أنتـ(ح)ـابات ..!!
الأجزاء المشار اليها باللون الأحمر حذفتها الرقابة من النسخة الورقية..!!
في حديث جانبي مع الدكتور غازي صلاح الدين مستشار السيد رئيس الجمهورية.. أبدى دهشته من المشهد الدرامي الكوميدي الذي يظهر على خشبة المسرح السياسي السوداني .. حزب المؤتمر الوطني والذي يحكم بأغلبية 52% منحتها له اتفاقية السلام الشامل ومن ثم الدستور.. يصر على قيام الانتخابات ويعمل لها.. والأحزاب التي ليس لها أغلبية (بما فيها الحركة الشعبية) وتلك التي ليست أصلا في الحكم أو حتى في البرلمان تتمنى و تجتهد لالغاء أو تأجيل الانتخابات..
ودهشة مستشار الرئيس في محلها تماماً.. لكنها لا تمثل كل الحقيقة..!!
صحيح أن الحكومة وحزب المؤتمر الوطني لم يأليا جهدا في تأكيد الالتزام بقيام الإنتخابات في موعدها في العام القادم 2009 .. أكد ذلك أكثر من مرة السيد رئيس الجمهورية.. والأستاذ على عثمان محمد طه نائب الرئيس.. وعدد من قيادات حزب المؤتمر الوطني.. بل وفي تصريحات لبعض الجهات التنفيذية التي ترتبط بالعملية الإنتخابية أكدت اكتمال استعدادها للإجراءات التي تستلزمها العملية الإنتخابية..
لكن .. الصحيح أيضاً.. أن كثيراً من اشتراطات ومطلوبات العملية الإنتخابية لا تزال عصية بعيدة المنال.. وسأعتمد هنا على الذكاء المعهود لدى القراء في فهم الأمر.. فالعملية الإنتخابية لا تعني مجرد إعداد مراكز الإقتراع وتوفير الأموال المطلوبة لسير الإجراءات من مرحلة تسجيل الناخبين إلى إعلان نتائج الإقتراع.. فهناك شق مكمل بدونه تصبح الإنتخابات على سياق (قلناها نعم ليك يا القائد الملهم..) على رأى الفنان عبد العزيز أبوداؤد..
الإنتخابات في مضمونها تعني التنافس على كسب ثقة الشعب لتولي حكم وإدارة البلاد.. وكلمة (تنافس) تعني بالضرورة إطلاق القدرات الذاتية لكل حزب ليقنع الناخب بأهليته وجدارته للفوز.. وبدون ذلك تصبح الإنتخابات في حد ذاتها المشكلة بدلاً من الحل.. ورأينا العبرة في الإنتخابات الكينية التي تحولت من عملية (تداول سلمي للسلطة) إلى عملية (تسالط عنفي للدولة) .. وانتقلت العبرة إلى انتخابات زمبابوي ولا تزال أحداثها تسري..
قدرة حزب المؤتمر الوطني على خوض الإنتخابات وفرصته لإلتهام (الكيكة) بنسبة قد تتجاوز الثلثين قائمة .. وربما ذلك هو دافعه للمضي قدماً في الإنتخابات.. ولكن..!!
لماذا يفسد الوطني على نفسه طعم (الكيكة) بالمشهد الماثل حالياً قبل الإنتخابات؟
لماذا يفسد التفويض الشعبي لمنحه شرعية تمديد فترة حكمه ؟
لماذا يزرع - من الآن - بذور الإتهامات التي ستنمو لتصبح أشجار أشواك مرعبة بعد الإنتخابات؟
كل هذه الأسئلة لا يصلح الإجابة عليها بالفم.. بالهواء المنفوش في الأثير.. هي تحتاج الى إجابة بالفعل.. لا بالقول..!!
فهل يقدم حزب المؤتمر إجابة أخرى غير التصريحات بأنه – شخصياً – مستعد للإنتخابات ..؟
هل يقدم الوطني البرهان على أنه مستعد للمنافسة الحقيقية.. لا لعملية اجرائية شكلية يطلق عليها (انتخابات).. وينظر لها الشعب على أنها (انتحابات) بالحاء لا بالخاء..!!
الله أعلم ..!!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

طبعا واضح جدا من نمط الحذف من المقال عدم قناعة الرقيب نفسه في إحتمال قيام إنتخابات حقيقية! شكلنا رجعنا تاني للتسعينات يا جماعة و لكن بمكياج جديد سيئ التنفيذ!!