السبت، 4 أكتوبر 2008

4 اكتوبر 2008 - لغز..!!

لغز .!!
لغز محير .. أعياني التفكير فيه وتفكيك عجائبه.. نحن السودان دولة تقع على الساحل الغربي للشقيقة المملكة العربية السعودية.. ونحن أقرب دولة اليها -جغرافيا - في أفريقيا.. ولا يحتاج المعتمرون والحجاج في بلدنا سوى لدقائق لقطع المسافة من الخرطوم الى جدة.. أما من بورتسودان إلى جدة.. فهي مجرد قفزة بالطائرة ولا تحتاج حتى إلى التحليق.. وليس هناك حتى فرصة للضيافة الجوية..ومع ذلك فإن رحلة حجاجنا الى الأراضي المقدسة أسهل منها رحلة حجاج أمريكا واليابان الى الحجاز.. عبر كل تلك الآلاف الشاسعة من الأسفار..أتدرون ما السبب؟..السبب الأول .. لأن أمريكا أو اليابان ليس فيهما (هيئة الحج والعمرة).. ولا يحتاج حجاجهما الى الرعاية الأبوية من أية هيئة حكومية تختص بالحج والعمرة..اذا نوى الحاج الأمريكي أو الياباني العمرة أو الحج.. فهو يتصل بوكيل سفره.. أية وكالة عادية لا يشترط أن تكون وكالة معتمدة مسجلة في هيئة الحج والعمرة .. ويخبرهم بأن (المنادي نادى) .. وأنه ذاهب إلى الحج.. ستقوم الوكالة بحساب سعر تذكرة السفر كالمعتاد تماماً كما تفعل لأي مصطاف (أو مستشتي) ذاهب للتمتع بشواطيء جدة .. وتحاسبه بالسعر العادي وربما تمنحه تخفيضاً إذا رأت ذلك.. واذا رغب الحاج في خدمات أخرى في وجهة الوصول توفر له بالسعر العادي..لكن في بلدنا السودان.. بلد الشريعة .. هناك نوعان من السفر.. سفر الى جدة بنية السياحة والتمتع بشواطئها.. وسفر الى جدة – أيضا- لكن بنية التمتع بالعمرة أو الحج.. الأول لا مشكلة فيه .. تذهب الى أية وكالة سفر وتدفع القيمة العادية للتذكرة وتحجز وتسافر من صالة المغادرة (عادي جدا) ..أما الثاني .. اذا كنت مسافراً من أجل العمرة أو الحج.. ورغم أنها لنفس الجهة جدة.. فهنا لولاة الأمر وجهة نظر أخرى.. تدفع رسوم هيئة الحج والعمرة.. ورسوم الولاية.. ورسوم المحلية.. ورسوم أخرى كثيرة لا يسع لذكرها المجال.. ويفرض عليك شراء شنطة السفر.. والإحرام.. و (ياويلك) اذا تأخرت عن الرحلة المقررة لك قسراً ..علما أن شركة الطيران من حقها أن تتأخر في الرحلة يوماً أو ثلاثة أو حتى أسبوع.. لكن لو تأخرت أنت ساعة عن الموعد..!! هنا تتغير الصورة تماماً..ثم يجدر بك أن تعلم أن الرسوم لا ترد.. اذا غيرت رأيك او غير المنادي رأيه ولم ينادك للحج .. فأغلب الظن يجب أن تكون مهيئاً لفقدان غالب ما دفعته من رسوم.. فمعظم الرسوم دائماً تسير في اتجاه واحد.. خارج من جيبك.. فهي من النوع الذي يصنف (خرج ولم يعد.. ولن يعود)..بالله عليكم أسألكم بكل جدية .. عدد الذين يسافرون الى القاهرة في الصيف أضعاف أضعاف من سيسافرون الى مكة المكرمة. فلماذا تفترض الدولة أن حجاج مكة في حاجة الى رعاية أبوية تستنزف كل اموالهم بل وتتطلب التأمين على الحياة قبل السفر.. بينما حجاج القاهرة – وهم أضعاف حجاج مكة – لا هيئة عمرة وحج لهم ويشترون تذكرة السفر بالسعر العادي ولا يحتاجون الى (تفويج) ..

ليست هناك تعليقات: