الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

1 اكتوبر 2008 - انهيار مالي أم أخلاقي ..!!

انهيار مالي .. ام أخلاقي ..!!
ضربات موجعة يتلقاها الاقتصاد الأمريكي.. وحالة أقرب إلى الانهيار في أسواق المال بعد تعذر تمرير خطة الإصلاح التي طرحها الرئيس بوش على الكونقرس الأمريكي.. بضخ أكثر من (700) مليار دولار في شرايين الشركات والمؤسسات الآيلة للسقوط..!!وبدا كما لو أن الكون تغير واختلط الحابل بالنابل.. فصارت الدول الغربية الرأسمالية تمارس الإشتراكية.. وتباشر عمليات (التأميم) ..تشتري البنوك وشركات التأمين ومؤسسات القطاع الخاص الأخرى..هذه الفوضى المالية .. برهنت على خطل نظامين متناقضين.. الأول النظام المالي العالمي الرأسمالي.. وأقر بذلك الرئيس الفرنسي ساركوزي ودعا الى التفكير في استحداث اصلاحات في النظام المالي الدولي.. وكرر الدعوة الرئيس الأمريكي أيضا.. أما الثاني فهو نظرية المواجهة الدموية التي تقودها منظمة القاعدة ضد الغرب.. فعندما نجحت القاعدة في ضرب برجي التجارة الدولية في نيويورك في صبيحة الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 .. واهتزت الأسواق المالية وانهارت قطاعات كاملة مثل السياحة والطيران.. أبدى تنظيم القاعدة غبطته لذلك.. واعتبر نفسه منتصرا في معركة (اقتصادية!!) ضد النظام الرأسمالي.. وأكد أنه استهدف برجي التجارة الدولية قاصدا قصف رمز الاقتصاد الرأسمالي الغربي..لكن ثبت الآن أن الانهيار الذي يتعرض له النظام المالي الغربي بسبب أزمة الاقتراض العقاري الحالية بلغ أضعاف أضعاف ما فعله تنظيم القاعدة في النظام المالي الغربي بضرباته العسكرية.. فيصبح السؤال ..ألم يكن مفيدا بدلاً من المسار العسكري الذي تبناه تنظيم القاعدة في مواجهته للغرب.. ألم يكن الأجدي المسار الاقتصادي ..بمعيارين.. الأول منافسة النظام المالي الغربي بنظام إسلامي صميم يعالج اخفاقات الغربي حسب النظريات الاسلامية..!! والثاني اصلاح حال العالم والشعوب الاسلامية بتصميم نظام اقتصادي نشط يستخرج من العالم الاسلامي كل الطاقة الكامنة فيه ويحولها الى ماكينة هادرة ضخمة.. تسمح ليس فقط بعرض النموذج البديل للغرب ..بل استحداث جاذبية للشعوب الغربية تجعلها تتعاطف مع المفاهيم الاسلامية في الحياة والاقتصاد..وبدلا من قتل الغربيين المدنيين.. الأجدر أن تُبعث الحياة في شعوب اسلامية فقيرة تقتات الذل والهوان في حياتها برهق شظف العيش وكدر الدنيا.. شعوب مسلمة في جنوب شرقي آسيا.. وفي غرب وشرق أفريقيا.. شعوب ينهار نظامها الأخلاقي كله بفعل وطأة انهيار نظامها المالي الحياتي ..واذا كان الغرب قادراً على ضخ مليارات الأموال لاسترداد عافيته المالية.. فمن يضح في شرقنا الاسلامي مليارات الأطنان (الأخلاقية) لانقاذ نظامه الأخلاقي واستعادة أركان الحياة الكريمة .. فالمال يعوض .. يأتي ويذهب ويأتي مرة أخرى.. لكن الأخلاق..( فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا ..)نحن في شرقنا الاسلامي في حاجة لمشروع انقاذ (أخلاقي!!) ..يمنع تحولنا الى مسخ حيواني لا يحفل بالأخلاق

ليست هناك تعليقات: