الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

12 نوفمبر 2008 شؤون مصرسودانية..!!

شئون مصرسودانية..!!

رئيس مصر الشقيقة محمد حسني مبارك فاجأ الخرطوم أمس الأول بزيارة سريعة.. وجمع بين الحسنيين، الخرطوم وجوبا ..إذ زار مدينة جوبا ليصبح ثاني رئيس مصري يزور عاصمة اقليم جنوب السودان..(الأول هو الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر في العام 1962).
والشعب السوداني كله كان يتمنى أن تتاح له فرصة ازجاء العواطف الجماهيرية النبيلة تجاه مصر ممثلة في رئيسها.. بأن يستقبل رئيس مصر في المطار كما كان يفعل في الماضي.. ولكن (قول للزمان.. ارجع يا زمان..) ..!! فالعلاقات المصرسودانية لا تزال في محطة (الحكومات).. تصفو بصفائهما وتتكدر.. بتكدرهما.. على قول الشاعر عمرو ابن كلثوم (و نشرب إن وردنا الماء صفواً *** ويشرب غيرنا كدرا وطينا).. والأجدر (وتشرب شعوبنا.. الى آخر البيت)..
ولا يمكن لهذه العلاقات أن تصبح في حكم الطبيعي إلا عندما تحكمها مصالح الشعبين .. في مصر والسودان.. وإلا عندما تُلغى اللجنة الوزارية العليا للبلدين ويحل محلها (مجلس رجال الأعمال المشترك) .. عندما تستوطن روؤس الأموال المصرية في السودان و تنتشر فروع الشركات المصرية في السودان.. وتأكل القاهرة صباحاً مما تنتجه مزارع الولاية الشمالية فجراً..
أزمة الخبز الأخيرة في مصر أعادت الى الانتباه اهمية السودان الاقتصادية لمصر.. وفي الحال – وكنت حينها في زيارة لمصر – أغدق المسئولون المصريون التصريحات التي تتحدث عن مساحات من القمح تزرعها مصر في السودان.. وعن مشاريع مشتركة.. ورد الصاع صاعين نظراؤهم في السودان وطفقوا يتحدثون عن تهجير ملايين من المصريين للولاية الشمالية في السودان.. وكل ذلك في (الإطار الرسمي).. لكن التجربة برهنت أن الذي يجب أن يتحدث هم (رجال الأعمال) من البلدين.. و لا يطلبون رهقاً.. هم فقط في حاجة لتحقيق حلم واحد .. تحرير العلاقات المصرسودانية من (الرسمي!).. منطقة حرة .. أو محررة .. من البروتكولات و اللجان الوزارية ووزارات التجارة وقراراتها في البلدين.. طلب واحد فقط يختصره رجال الأعمال في البلدين في عبارة واحدة (حِلوا.. عن سمائنا).
ولحسن الحظ أن الطريق البري الذي يربط وادي حلفا بأسوان على وشك الاكتمال.. لينضم إلى رفيقه الشرقي في البحر الأحمر ليصبح الإتصال البري بين البلدين في أفضل مستوى بصورة تقلل تكلفة النقل فتمنح الحركة التجارية بين البلدين ميزة تفضيلية لمنافسة السلع من الأسواق العالمية الأخرى..
أما الحديث عن الأمنيات الطيبة واطنان العواطف.. والعلاقات الأزلية.. فللبلدين ما يكفي من الشعراء والأدباء ليتسامروا به في لياليهم وصوالينهم.. ولنا في أوروبا أسوة حسنة إذ تعهدت مصالح شعوبها فبدت بالسوق الأوروبية المشتركة قبل الاتحاد الأوروبي.. ووحدت عملتها قبل توحيد دساتيرها..
لنترك رجال الأعمال يصنعون استراتيجية العلاقات المصرسودانية....
تصبح العلاقات طبيعية عندما لا يصبح (السودان) ملفاً أمنياً في مصر.. ولا تصبح (مصر) .. مهديء الأزمات.. السياسية لساستنا المتخاصمين دوماً..

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

ما هى فائدة اتفاقية الحريات الاربعه بالنسبه للسودان
هل هى حل لازمة المهاجرين لاوربا او ازمة اوربا ومن كان المتسبب
وماذا استفادت ليبيا ولماذا تركتها وهل العلاقه بين مصر والسودان صداقه على مر العصور
الاتراك الانجليز فى التاريخ حتى بعانخى وترهاقا
لماذا تركت الاتحاد مع سوريا من قبل ان المصالح هى التى تشكل الامل
نظره علاقة الانقاذ ومصر فى البدايه علاقةالانقاذ ومصر وربط بازمة القمح والاحتجاجات الامريكيه(الشعبيه) على الدعم الامريكى لمصر
حلايب
لابد من ان نعيد الحسابات خاصه ان السودان به عماله ولا يحتاج لعمال كنت اعمل وانا مهندس تقنى كعامل بياض بعد التخرج وكان الطلبه دكتور طبيب متعاون يعمل مجان لحين التعيين وكنا بالقرب من مستوصف خيرى فى يوم عطله رسميه ما كان من الطلبه الا ان قام بفحص المريض فى الشارع ووصف الدواءفى الحال ارجو اعادة النظر فالسودان ملك للجميع وملك لا اعنى بها لبن