الأحد، 12 أكتوبر 2008

12 أكتوبر 2008 - في الطريق اليكم .. قريباَ..


في الطريق إليكم ..قريباً..!!

ربما عليكم الإستعداد منذ الآن لحملة أخرى وشيكة.. هذه المرة دعونا نطلق عليها (القفزة الزراعية).. بعد ان إنتهى بحمد الله مفعول (النفرة الخضراء) ثم من بعدها أختها ( النهضة الزراعية) ..
بخفوت نجم (النهضة الزراعية) التي كانت آخر مبتكرات الخروج على الأطر العادية إلى الاستثنائية.. و زوال الحملة الإعلامية المتواترة التي تضخ تياراً هوائياً منعشاً عن آمال زراعية .. صار الباب مفتوحاً أمام ابتكار آخر.. لا يشترط كثيرا تفاصيله أو مدخلاته العلمية والعملية.. بقدر ما يهم اختيار الاسم اللافح للانتباه وحشد طاقات الحديث عنه في مختلف الوسائط الإعلامية و تدشين ورش العمل والمؤتمرات ولا بأس من بعض اللقاءات الجماهيرية ..خاصة في الولايات التي يحب أهلوها التمتع بخطابات المسئولين كفاحاً..
وإذا كان نجاح الموسم الزراعي – أى موسم – يقاس بوحدة قياس معلومة بحجم محصوله.. فإنه لحسن الحظ لا تحتاج مثل هذه (النفرات أو النهضات) الزراعية أية مقاييس.. فهي برامج مبثوثة في أثير منفوش.. لا يقابله طن ولا جوال ولا لتر.. وكل ماهو مطلوب لاستنهاض برنامج زراعي .. عدد مناسب من الساسة في مختلف المستويات الذين (يبشرون به) .. و يسوقونه حتى آخر لحظة قبل أن يحين موعد (الصمت) عنه ثم استصدار مصطلح جديد..
وكما أن (النفرة الخضراء) ذابت وتلاشت في سلاسة دون أن يبكي عليها أو يسأل عنها مجلس وطني أو غير وطني.. فإنه ليس من المؤمل أن تشهد الدورة القادمة للبرلمان حوادث استفسار حول برنامج النهضة الزراعية.. و حتى لو حدث – صدفة – فسيمثل المسؤولون عنها أمام السادة النواب ويحكوا قصة الانجاز والاعجاز.. بأرقام أو بدونها.. وينتهي الأمر بمنتهى البساطة كما بدأ..نحن دولة زراعية حسب شهادة الميلاد.. لكنها تستورد الطماطم والثوم والبصل – ليس مناسبا الاشارة هنا للتفاح والبرتقال وغيرهما من الفواكه- ويشرب الزراع والرعاة لبن (نيدو) .. ويعد تناول الفراخ وغيرها من اللحوم البيضاء ضرباً من العز الملزم للتفاخر.. وتناول اللحوم الأخرى تكفله ملكيتنا الفكرية للعبارة التاريخية التي تتردد في أجهزة اعلامنا الرسمية في اليوم مائة مرة ( لدينا خمسمائة مليون رأس من الماشية..)
بكل جدية.. لا نريد ورشة عمل أو أوراق بحوث مكتنزة لتجيبنا على السؤال الملحاح ..لماذا نحن دولة زراعية لا تزرع..؟؟ نريد فقط اجابة صغيرة من خمسة أسطر من أي خبير زراعي .. سأنشرها هنا .. فقط من خمسة أسطر.. من خبراء مختصين.. (لماذا نحن دولة زراعية نملك مشاريع في حجم مشروع الجزيرة..و لا نزرع..؟؟).. لماذا نملك الارض والماء .. ولا نملك الغذاء..؟؟لماذا وزارة الزراعة .. مجرد Parking لوزراء بلا وزارة ؟؟ لحين الانتقال الى موقع آخر..لماذا .. لا تجد كليات الزراعة متقدمين اليها.. وبالكاد يجد خريجوها وظائف "حراس" في شركات الحراسة الشهيرة..

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

أستمعوا الى هذه الأسطوانة المشروخة:
نحن أكبر دولة فى أفريقيا والوطن العربى
نحن أكبر دولة بها ثروة حيوانية بأفريقيا والوطن العربى
نحن لدينا (200) مليون فدان من الأراضى الصالحة للزراعة
نحن لدينا أكبر مشروع زراعى فى المنطقة
نحن لدينا أكبر مصنع للسكر فى الأقيلم
نحن أوائل الدول التى نالت أستقلالها فى المنطقة
نحن لدينا ثروات هائلة فى باطن الأرض وظاهرها
نحن لدينا أكبر نهر فى أفريقيا والمنطقة
نحن لدينا كميات مهولة من المياه المتنوعة المصادر
نحن لدينا مساحات واسعة من الغابات
نحن لدينا مناخات متعددة ومختلفة
نحن لدينا أمكانيات سياحية كبيرة
نحن من أوائل الدول فى المنطقة التى عرفت كل شى
نحن سلة غذاء العالم( حتى الانّ لم نتمكن أن نكون سلة غذاء السودان)
نحن ..ونحن ...ونحن ......ألخ
هكذا نحن نجترّ هذه الأسطوانة المحفوظة للعالم كله من نصف قرن، نتحدث هكذا ولا نفعل شىْ..فلنعترف جميعاً (نحن) فقط فاشلون..نحن أمة تعيش على التأريخ والأمانى والأحلام والأوهام والثرثرة، فأرحمونا يا أهل الأعلام يرحمكم الله.
alhady_98@hotmail.com

غير معرف يقول...

السلام والرحمةالاستاذ عثمان ميرغني اشارة لما كتبه الاخ مبشر معلقا فحفا انه لمن المؤسف ان نمتلك كل هذه الامكانيات ولا نعرف كيفية استغلالها وبدلا من استيراد المزارعين من الخارج لماذا لا نوفر لمزارعينا شروطا افضل لتحقيق النهضة الزراعية بمشروع الجزيرة مثلا او غيره فالتسهسلات التى نقدمها للمستثمرين يجب ان نقدم مثلها للمزارعين كل حسب احتياجاته لقد سئمنا هذه الاسطوانة المشروخة باننا واننا بينما نحن نقف حيث نحن وحتى البترول الذى ظن الشعب السودانى انه سيلبسهم العقالات ويركبهم العربات الفارهة لم يجنوا من ورائه الامزيد من التساءولات اين هو ربماانعدام صفوف البنزين وما لم ينتظره كاولوية المواطن فمازال الطلبة يجلبون مقاعدهم وتمن الطباشير ودعم المعلم مازلنا نتمن وطن شامخ وطن عالى ورحمة بالمواطن والمواطن اولا

غير معرف يقول...

السلام والرحمةالاستاذ عثمان ميرغني اشارة لما كتبه الاخ مبشر معلقا فحفا انه لمن المؤسف ان نمتلك كل هذه الامكانيات ولا نعرف كيفية استغلالها وبدلا من استيراد المزارعين من الخارج لماذا لا نوفر لمزارعينا شروطا افضل لتحقيق النهضة الزراعية بمشروع الجزيرة مثلا او غيره فالتسهسلات التى نقدمها للمستثمرين يجب ان نقدم مثلها للمزارعين كل حسب احتياجاته لقد سئمنا هذه الاسطوانة المشروخة باننا واننا بينما نحن نقف حيث نحن وحتى البترول الذى ظن الشعب السودانى انه سيلبسهم العقالات ويركبهم العربات الفارهة لم يجنوا من ورائه الامزيد من التساءولات اين هو ربماانعدام صفوف البنزينوما لم ينتظره كاولوية المواطن فمازال الطلبة يجلبون مقاعدهم وتمن الطباشير ودعم المعلم مازلنا نتمن وطن شامخ وطن عالى فرحمة بالمواطن والمواطن اولا