السبت، 25 أكتوبر 2008

25 اكتوبر 2008 - مقصلة التعليم ..!!

مقصلة التعليم ..!!

هل تعلم.. أن كثيراً من الأسر السودانية لا تستطيع ادخال جميع أبنائها في المدارس – المدارس وليس الجامعات – دفعة واحدة.. لابد من ترتيب على التراخي.. يذهب إلى المدرسة هذا العام أحد أبناء الأسرة.. وفي العام التالي يتبدل الحال.. يبقى في المنزل الإبن او الإبنة التي واصلت دراستها في العام الماضي.. ليدخل بدلا عنها الابن الذي انتظر عاما كاملا ..
قد تبدو الحقيقة مرعبة ومؤلمة للذين لا يتصورون مثل هذا الواقع .. لكنها الحقيقة المؤلمة التي قد تدركها الحكومة وتتغاضى عنها اما حيلة أو حيرة.. والأكثر ادماء للقلب أن الأمر ليس من افرازات الأزمة المالية الدولية ..بل الفهم الديواني المعلوط لمعنى التعليم.. ومسؤلية الدولة..
الفهم الحكومي للتعليم اختلطت فيه المصالح.. الحكومة تفترض أن التعليم هو مسؤلية الأسرة.. نجاحها في تعليم أبنائها.. نجاح للأسرة.. تؤكد تلك الاعلانات التي تزدهي بها الصحف في كل موسم تظهر فيه نتائج الامتحانات.. والأسرة التي تتمكن من تعليم أبنائها .. تنال مكأفاة من المجتمع بوجاهة هذا النجاح.. والتي تفشل أبناؤها ويتيهون في شوارع الضياع.. تلعق مرارة الفشل وحدها..
هذا مفهوم تالف.. نجاح أبناء الأسرة المستفيد الأول منه هو المجتمع.. الطبيب المشهور في التخصص الذي يحتاجه المجتمع هل يعالج اسرته فقط.. الضابط القدير في الجيش هل يحارب من أجل اسرته.. أو في الشرطة .. هل يحرس آل بيته؟؟
وفي المقابل.. الابن العاق الذي فشل في التعليم واندفع للشارع يمارس كل الجرائر هل يدفع ثمن اجرانه اسرته.. ام المجتمع .. عتاة المجرمين هم مجرد مواطنين أبرياء تكدرن بهم السبل فأصبحوا خطرا على مجتمع لم يحسن تربيتهم والقيام عل مسئولية تعليمهم.

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

صحيح
لو كان المسؤول في السلطة همو هم الجيب و البطن
ما راح يخطر في بالو انو في واحد محروم من التعليم
ده هو حال الدنا انو لو واحد شالو غيرو
باكر ينسى غيرو
بس عاوز اي واجحد يفكر في قيمة التعليم
لو ما كان التعليم ما كانوصلت الى هذه المرحلة
و في حاجة انو الحكومة ترسل المال العام في الفارغة و المرح و المتعة و الجواري
بس لو في فعل الخير او تطوير البلد
يقول
انسى الفكرة و اكل و ادي غيرك

غير معرف يقول...

الاستاذ عثمان ميرغنى السلام والرحمة
التعليم فى بلادنا امره محير ان تتعلم يجب ان تدفع حتى تمن الطباشير وان تحضر المساحة واحيانا السوط الذى لابد ان تجلد به وان لم تخطىء حتى اصاب التلاميذ الرعب فأن اخطأ غيرك انت مجلود وان جمعت كراسك وضاع من مكتب الاستاذ ايضا مجلود وان امرك بأخراج كراسة المادة التى ليست في جدول ذلك اليوم فأنت حتما مجلود مجلود مجلود ؟!!فأرهق التلاميذ الصغار بخمل الشنط المكدسة بكراسات كل المواد وكم تحدثت الدراسات يضرر تلك الاحمال وضررهاوكأنما الضغوظ الافتصاديةالملقاة على كاهل الاساتذة حولتهم من مربيين الى منفسين عن تلك الضغوط فى صورة من القسوة غير المبررة هذا جانب .اماالرسوم فلم تسلم منها حتى المدارس النموذجية. فالرسوم لها اشكالها واسبابها من الدروس الاجبارية الى التسيير والذى يشمل الكهرباء والطباشبر وأجورالمعلمون المتعاونون وقد تمنعك من استلام نتيجنك ولن يشغع لك مستواك المتقدم وقد تطردك أونمنعك الحضور للمدرسة بينما في الدول المتقدمة غيابك فد يستدعى الشرطة لوالديك واحسب ان عدم اهتمامنا بأمر التعليم من الاسباب الاساسية ولكن للأسف لا نعطيه ما يستحق فأن ترك البعض الدراسة لا نقف لمعالجة الاسباب وان كنا نتمنى من الدولة ان تفعل لمصلحة الوطن اولا

غير معرف يقول...

الاخ عثمان
الموضوع الذي اثرته موضوع هام ويهم كل بيت سوداني،انا اقيم في الخارج واسمع عن معاناة الناس لتعليم ابنائهم.واسمع عن الارقام الفلكية للمدارس الخاصة والتي تفوق اسعارها للمدارس الخاصة في الخارج
نتمنى ان يلتفت المسئوليين عن التعليم لهذا الموضوع وهو لا يقل اهمية عن دارفور
مع شكري وتقديري
صلاح الحاج

غير معرف يقول...

هناك سياسة واحدة فقط نجحت الدولة و بكل جدارة في تنفيذها و نالت (مني على الأقل!) عشرة على عشرة. هذه السياسة هى طبعا "رفع يد الدولة"! الحكومة تحولت إلى هيكل إداري عملاق و مترهل و عالة كبيرة على شعب فقير. كافة الخدمات الموفرة حاليا موجهة لخدمة قطاع معين و شريحة صغيرة للغاية بالخرطوم.

غير معرف يقول...

المقال نزل فى المدونة ناقص بعض الشىْ عنه فى الصحيفة يا أستاذ/ عثمان.
على كلٍ نقول : إنا لله وإنا إليه راجعون..هكذا أصبح تعليم الأبناء فى السودان من الصعوبة بمكان حتى تعجز الأسر عن إدخال أبناءها دفعة واحدة فى المدارس ، بالله عليكم هل هذا الواقع يرتضيه أى شعب فى العالم ، حكومة_ كما فى عهد الإقطاع لاهم لها سوى ملء بطون مسئوليها بالسحت الذى يسمونه(ضرائب)، نفايات ، قيمة مضافة، عتب، عوائد، رسوم محلية، دمغة جريح ،رسوم تسجيل، رسوم طريق ، رسوم( إيه ما بعرف داك).....إلى اّخر السلسلة المعروفة، و(ربما هناك الكثير من الجبايات المستحدثةالتى لا أعرفها لغيابنا عن الوطن فترة طويلة).. تأخذ الحكومة كل تلك الضرائب وغيرها وبترولها الذى يصل فى الشهر الى (600) مليون دولار وجماركها التى (تبلغ كل عام أكبر من ربطها المقرر لها) وزكاتها، والمعونات الخارجية، والقروض التى تأخذها ، وأشياء أخرى لانعلمها.. أين تذهب كل هذه الأموال!؟..ثم فى الجانب الاّخر يتباهى وزير الدفاع بأننا الاّن نصنع طائرة بدون طيار(عجباً)، وبأننا ثالث دولة فى أفريقيا من حيث التصنيع العسكرى، ويتباهى وزير الداخلية بأن شرطتنا تمتلك طائرات وأحدث الوسائل والمعدات الشرطية، ويتباهى وزير الإستثمار بأننا ثانى دولة جاذبة للإستثمارات الأجنبية فى المنطقة العربية.. وتتحدث الحكومة عن نفرة زراعية ، نهضة زراعية ، إستراتيجية فومية شاملة ، تنمية مستدامة....ألخ ..بعد كل ذلك تعجز حكومتنا( الرشيدة!) عن تعليم أبناء الشعب وإدخالهم المدارس ، بل فى بعض الولايات البعيدة تعجز الحكومة عن بناء ولو حتى (كرانك) أو (قطاطى قش) للدراسة، ويدرس التلاميذ تحت ظل الأشجار ، وبلا أى معينات أو أدوات للدراسة!.
وما خفى أعظم ولا نملك إلا أن نقول (حسبنا الله ونعم الوكيل).