الأحد، 12 أكتوبر 2008

12 أكتوبر 2008 - و هذي الضجة الكبرى.. علاما ...!!


وهذي الضجة الكبرى.. علاما..!!

لم أفهم الضجة التي ثارت بخصوص شحنة الأسلحة التي أحتجزها القراصنه في الصومال.. و قيل أنها مستجلبة بواسطة الجيش الشعبي لتحرير السودان.. الأمر لا يخرج من ثلاث.. إما أن المشكلة في ملكيتها للجيش الشعبي.. أو في السرية والتمويه تحت الغطاء الكيني.. أو في طبيعة التسليح الثقيل من دبابات و مدافع.
بالنسبة للجيش الشعبي فهو أحد ثلاث جيوش إعترفت بهم إتفاقية السلام الشامل والدستور الإنتقالي.. (الجيش السوداني – الجيش الشعبي – الجيش المشترك).. ولم يُحدد سقف لتسليحهم.. ولم يفترض الدستور حالة عداء بين الجيوش الثلاث تجعل من تسليح أحدهم خطراً على الآخرين..اما بالنسبة للسرية والتمويه فهي طبيعة الجيوش وتحركاتها حتى لو كانت الشحنة أحذيه عسكرية (بوت)..
لو كانت الضجه بين دولتين بينهما وسواس وهواجس فقد يكون الأمر مفهوماً.. أما أن تكون في ذات الدولة التى تجمعهم.. فهذا برهان على أن لإتفاق السلام روح تناقض النصوص.. فيصبح اسم الإتفاق هو الآخر ضرب من التمويه.. ومن هنا ُتولد الكارثة التي لاشك آتية.. عندما تنسج حيثيات الحرب من نصوص اتفاقيات السلام..تسليح الجيش الشعبي مفهوم في الحدود التي تؤهله لفرض الإستقرار في إقليم مدجج بالمليشيات وألغام التناطح القبلي.. وفي مسرح عمليات استمرت لنصف قرن.. لكن إذا كان التسليح إستباقاً لحرب محتملة على الحدود مع الشمال.. فذلك يعني أن حكومة الجنوب قررت تأجيل التنمية ورفاهية شعبها لعقود قادمة من الزمان.. فالحرب لا تفض نزاعات الحدود بل تحرق موارد البلاد وتسفه أحلام شعوبها.. ومهما طالت تسويات الحدود والخلافات عبر السبل السياسية.. حتى ولو استغرقت سنوات وعقود فهي أقل تكلفة من أي حرب ولو دامت خمسة أيام فقط.. هكذا علمنا تاريخ الحروب التي أفنت فيها الدول مواردها البشرية والمادية.. ثم وصلت إلى طاولة المفاوضات وحلت القضية بالتفاوض والحوار..
اما إذا كان تسليح الجيش الشعبي تمهيداً لإعلان الإنفصال.. فذلك أمر لا يحتاج إلى (دبابات).. مجرد بيان يذيعه تلفزيون الجنوب.. ثم يواصل إرساله.. فالواقع الآن أنه اذا كان الجنوب في الوحدة زاهد, فإن الشمال أزهد..والجيش السوداني أكمل انسحابه من الجنوب.. ليسمح بوحدة يفرضها التراضي.. أو انفصال بالتراضي أو بدونه.. فلن تطلق بعد اليوم رصاصة واحدة بإسم الوحدة.. رفعت الأقلام وجفت الصحف..
من الحصافة والكياسة أن ندرك الأبعاد التي تقصفها مثل هذه الضجة التي ُأثيرت حول شحنة الأسلحة.. والأجدى أن نلتفت لقضايا أكثر خطورة.. فالوطن اليوم يمر بأزمة مصيرية.. وليس من زمن للمعارك الجانبية.. الحزبية..!!أما لحكومة الجنوب.. فأبنوا وطنكم بالتنمية.. وكل دبابة تفتح عشر مدارس.. وكل مدرسة تنير طريق ألف أسرة.. ويكفي الجنوب خمسين سنة حروب..!!

هناك 3 تعليقات:

rashudi يقول...

لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي

غير معرف يقول...

حكومة جنوب السودان الحركة الشعبية لها أجندة و أولويات مختلفة تماما عن أولويات سكان جنوب السودان. قد يشكو المواطن في الجنوب من ضعف الخدمات أو تدهور التعليم والصحة، لكن هوس الحركة الشعبية بالمؤتمر الوطني يمثل أهم أولوياتها و يفوق أي سبب آخر! موضوع الدبابات "المقرصنة" ماهو إلا قمة جبل جليدي عملاق لا يدري أحد حجمه الحقيقي. هناك العديد القضايا العالقة بين الشريكين، بعضها في طريقه إلى الحل و البعض الأخر (كجنوب النيل الأزرق أو جبال النوبة أو مقلب الحصص النفطية من أبيي) لم تتم مناقشته بعض! أعتقد أن الحركة كشركائهم في الشمال مفلسين فكريا! فهم على وشك الإنفصال بدولة بلا مقومات أو بنيات تحتية أو ثروات طبيعية ذات عوائد عالية يمكن إستغلالها في فترة زمنية وجيزة (كم تبلغ كمية النفط المتبقي بأبيي و ماذا عن حقيقة الإحتياطي النفطي ببحر الغزال أو جودة المخزون النفطي بأعالي النيل؟) و تملص المانحين و الأمم المتحدة من إلتزاماتهم المالية سيزيد الطين بلة! عند حلول العقد الثاني من هذا القرن قد تفقد الحركة أهم مقومات دولتهم: العنصر البشري المؤهل! إذ لا سبيل لبقاء المستنيرين من أبناء الجنوب في ظل تنظيم مغلق شبيه بمثيله بالشمال! في هذه الحالة لن يكون أمام الحركة غير خيار إفتعال المشاكل الخارجية للفت المجتمع الدولي و دفعه لدعم عجلة التنمية بدولة الجنوب! أخاف على الإخوة بالجنوب من مثل هذه السيناريوهات و أتمنى أن تركز الحركة أكثر على الحل و ليس الملاذ الأخير (حروب الإبتزاز)، و أتمنى أن يظهر المؤتمر الوطني المزيد من التعاون و الشفافية مع شركائهم بالجنوب فمصائر شعوبنا بالشمال أو الجنوب ستظل مرتبطة أي كانت نتيجة إستفتاء تقرير المصير!

غير معرف يقول...

على من يضحك الاخوةفى المؤتمر الوطنى فى أثارة قضية هم من صنع نيفاشا أعطى كل لمن لايستحق الكل... المؤتمر الوطنى ترك جزء عزيز من الوطن الى الحركة الشعبية وترك بمحض ارادته جزء من شرق السودان وكذلك الاراضى الخصية فى القضارف مع حدودنا مع الاحباش .. والمؤتمر الوطنى يزرف الدموع ان الحركة الشعبية لها أجندات طبعا لها أجندة المحافظة على وطنة بعد أن ترك وهرب المؤتمر الوطنى من الجنوب .. كيف يحافطون على السلطه فى الجنوب وكيف يحافظوا على امنهم الوطنى وهم لايريدون ترك شبر واحد من اراضى الجنوب وكل الجيران والمحيطون طامعون فى أراضية الخصبة.. أتمنى من المؤتمر الوطنى أن يستعيد اراضية الخصبة عند مصر وأثوبيا وأرتيريا بدل الصراخ والعويل والمعركة فى غير معترك.