السبت، 27 ديسمبر 2008

27 ديسمبر 2008 - في انتظار العام الجديد

في انتظار العام الجديد..!!


مع بداية العد التنازلي لبداية العام 2009 تبدو الصورة السياسية شاحبة لدرجة الإغماق.. فالمتوقع مع بدايات الأيام الأولى للعام الجديد.. إن لم يكن قبل بدايته.. أن تعلن المحكمة الجنائية الدولية قرارها المرتقب بالموافقة على مذكرة الإتهام التي قدمها المدعي الدولي أوكامبو.. وهي الخطوة التي لا يعرف أحد ما سيحدث بعدها..
لكن أوكامبو ليس آت وحده.. فالأزمة المالية العالمية دخلت بلادنا عبر بوابة البترول.. الذي انحدرت أسعاره الى أعلى بقليل عن نصف الرقم المحدد في موازنة الدولة للعام 2009.. بما يعني أن الموازنة انهارت قبل أن تبدأ.. لتعمل وفق التدابير الإستثنائية التي تخرجها من كونها خطة وبرنامج لإدارة الدولة إلى خطة لإدارة الأزمة.. خاصة أن الموازنة كانت أصلا معالجة بحقن وريدي من بنود استثنائية..
وعلى خلفية مشهد العام تسعة.. أيضا ملامح فشل مؤتمر الدوحة قبل أن يبدأ.. وتأجيل حريق دارفور لأجل غير مسمى.. طالما أن الحركات وحتى قبيل غروب شمس العام ثمانية لا تزال تتحدث عن عمليات وتهديدات عسكرية في مناطق خارج جغرافية دارفور.
ولكن كل ذلك كوم.. وكوم آخر شبح اضمحلال فرص عقد الإنتخابات العامة.. فهي ليست مجرد عملية روتينية يمكن تأجيلها أو حتى تناسيها.. لأنها من صميم ترتيبات المرحلة الإنتقالية الحتمية.. فإذا تعسر (أو تعذر) قيامها.. بأي سبب.. فذلك يعني أن المتبقي من عمر الإنتقالية هو للمزيد من الإنهيار السياسي الذي قد يفض إتفاقية السلام الشامل فيبتر الجزء الجنوبي من الوطن..
وليست المشكلة في مبدأ أن ينفصل الجنوب لكن في الكارثة الأكبر أن يتم هذا الإنفصال بسيناريو سقوط الإتفاقية.. ففرق كبير بين أن ينفصل الجنوب بترتيبات انفصالية هادئة حسب إتفاق السلام.. وبين دق عنق الإتفاقية في سقوط عشوائي.. فيحدث الإنفصال عنوة بضغط الأمر الواقع..
من قراءة سهلة للتصريحات والخطاب العام المبثوث في الأثير السياسي.. لا يحتاج الأمر الى بطل لاكتشاف ان كواليس المشهد السياسي متأزمة إلى آخر مدى.. وأن الحال كنعامة أغلقت عينيها لكي لا ترى ما أمامها.. فالأحزاب تحول قادتها الى محللين سياسيين يتحدثون عن قضايا السودان وكأنهم في فنزويلا.. ويتحركون خطوة إلى الأمام وثلاث للخلف.. وكأن أسهل منها أن يتحركوا خطوتين للخلف فهو ليس مجرد تخلف.. بل تعقيد للتخلف..
عموما يناير القادم باذن الله.. شهر التبدلات والتحولات الكبرى.. ففيه يتحدد
نهائياً هل ستقام الإنتخابات أو تؤجل أو تنسى..!!

ليست هناك تعليقات: