السبت، 20 ديسمبر 2008

20 ديسمبر 2008 - هل لديكم أي أقوال أخرى..!

هل لديكم أي أقوال أخرى ..؟؟
قال السيد الأمام الصادق المهدي في خطبة الجمعة أمس بمسجد الهجرة بودنوباوي..( المطلوب بأعجل ما يكون عقد اجتماع قمة يضم الأمة، الاتحادي، الوطني، الشعبي، الشيوعي، الشعبية، والقوى الجديدة في الغرب والشرق...).. وذلك بعد أن سبقه بالقول أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بلاشك أت بما لا تشتهي السفن.. وأن حزب الأمة رغم أنه شكل لجنة لتدارس الخطة (ب) لما يجب عمله الا أن وحده لا يقدر على مواجهة الأزمة..
وبلا شكل السيد الصادق.. صادق في دعوته لتلك الأحزاب .. وفي تقديره أن المسألة أكبر من حزبه وبقية الأحزاب منفردة .. وأنها في حاجة ماسة لصف وطني متماسك.. يأمل الصادق أن يتحقق من اجتماع زعامات الأحزاب التي أشار اليها في خطبة الجمعة.. ولكن ..
سيدي الصادق.. أما آن لنا أن نعتبر من الماضي وندرك أن معطيات الحالة السودانية تكابد مشكلة سياسية مزمنة لا يجدر معها التفاؤل بمصل هذه اللقاءات الجامعة للأحزاب – ان حدثت - ..
أولا. سيدي الصادق.. اقناع قيادات جميع الأحزاب السودانية للإجتماع تحت سقف حجرة واحدة أمر أسهل منه اقناع أوكامبو أن يرفع سيفه عن رقبة السودان..
ثانياً.. أن تحققت أعجوبة (الخل الوفي) واجتمعوا تحت سقف واحد.. فيجدر بنا أن ننتظر معجزة أخرى وهي أن يتفقوا ليس على بيان مشترك أو خلاصة واحدة..بل على مجرد أجندة الاجتماع ..
ثالثا.. وأن اتفقوا على الأجندة ثم المضمون وخلصوا الى النهايات السعيدة التي ينتظرها الشعب.. ونثروا الدرر في بيانهم الختامي وتعانقوا وبكوا في اليوم الختامي وهم يتلون للشعب البيان الختامي .. ثم أقسموا عليه وتعاهدوا على العمل به.. فإن الوطن يكون قد دخل مباشرة الى حالة (الأكذوبة الكبرى)..
ليس في تاريخنا السياسي – يا سيدي الصادق – حالة اعتداد بالمواثيق المكتوبة، بل في يقيني أن منهج التفكير السياسي عندنا يقوم على أن (الشطارة) السياسية والحزبية تبنى دائماً على أنقاض الإتفاقات المهدرة.. وحتى لا أظلم الساسة فالعقلية السودانية دائماً لا تقيم وزنا ثقيلا للمكتوب من العهود.. وتستطبن أن غاية الاتفاق هو الوصول الى مرحلة كتابة المتفق عليه.. لا تنفيذه والالتزام به.. والبرهان على ذلك مسلسل الاتفاقات الحزبية أو السياسية الأخرى التي توقع في كل حلقات تاريخنا.. أين هي وكيف سارت حتى ماتت في المهد صبيا.. وآخرهم.. اتفاق التراضي الوطني.. الذي لم يتلاشي من الأثير صدى الأحتفال الكبير به في بيت الصادق المهدي.. أين ذهب التراضي.. ومجموعة (المصافيف).. واين.. وأين.. وأين..
إذن لماذا – سيد الصادق – نعيد اكتشاف العجلة.. لماذا نجرب المجرب.. لماذا ندعو الأحزاب للاجتماع ونحن نعلم أنها لا تتجتمع على صعيد واحد.. ولماذا ندعوها للاتفاق ونحن نعلم أنها لا تتفق.. واذا اتفقت لا تلتزم..
سيدي الصادق .. هل لديكم أى حلول أخرى.. قبل أن يقول التاريخ (انتهى الزمن..)..!!

ليست هناك تعليقات: