الجمعة، 19 ديسمبر 2008

19 ديسمبر 2008 - متحف الزعيم ..!!

متحف الزعيم ..!!



ليت فاعل خير.. يقنع أسرة السيد الزعيم اسماعيل الأزهري.. أن توافق على إخلاء منزله وتحويله الى (متحف الزعيم الأزهري) .. والمحافة عليه بشكله الراهن .. مع وضع جميع مقتنيات الأزهري في نفس الأماكن التي كانت عليها أيام حياته..
مثلا حجرة نومه.. ومكتبه الذي كان يعمل أو يقرأ عليه في المنزل.. بعض ملابسه إن وجدت..أطقم البدل والأحذية.. ومتعلقاته الأخرى.. ومكتبته .. مع الصور التي لابد أنها موجود في الحفظ والصون في قسم التصوير في المقر " السابق" لوزارة الإعلام.. مقر وزار ة الثقافة حاليا.. لوحة تاريخية متكاملة تضيء فترة حياة الزعيم الأزهري والتاريخ الذي عاصره..
لا ألعم لماذا نطمس فترات مهمة من تاريخنا وندعها تتسرب من بين أيدينا بهذه العفوية.. أخوننا المصريين في شمال الوداي برعوا في نحت تاريخهم على جدران الوطن.. ليس التاريخ البعيد فحسب الذي صانه لهم الفراعنة في الاهرامات و أبي الهول وغيرها.. بل حتى التاريخ المار قريباً منا.. مثلا فيلا أمير الشعراء أحمد شوقي.. والتي أطلق عليها شوقي (كرمة ابن هانيء) .. تحولت بعد مماته الى متحف يضم مقتنيات شاعرنا الكبير وصوره وذكرياته.. يرى الزائر فيها حجرة نومه والأمكان التي كان يجلس فيها لحظات اعتصار رحيق الشعر من عبقرية الخيال..
وفيلا أم كلثوم كوكب الشرق.. تحولت الى (متحف أم كلثوم) رغم أنها توفيت عام 1974 ..بعد الزعيم الأزهري الذي توفي عام 1969.. فأصدرت الحكومة – أنئذ- بيانا بهاتا خجولا ينعي فيه (المواطن اسماعيل الأزهري..) وقال عن سيرته الذاتية أنه كان معلما للرياضيات.. كأنما اغماض العين يدفن التاريخ..
ليس مقصودا من مثل هذا التمجيد.. تقديس المشاهير .. بل حفظ التاريخ وتحديد العلامات الثابتة فيه.. فرجل مثل أحمد شوقي لم يكن مجرد مواطن مصري يقرض الشعر.. هو ومضة من التاريخ من الغباء أن يترك ضياؤها يضمحل مع تراكم السنين.. فكم مرة في التاريخ يهب الله الأمم أحمد شوقي أو أبي الطيب المتنبي .. أو حافظ ابراهيم.. أو التجاني يوسف بشير .. أو أبي القاسم الشابي.. أو عبد الله الطيب.. أو عثمان حسين.. أو فتح الرحمن البشير..
إذا وافقت أسرة الزعيم الأزهري على تحويل منزله الى (متحف الزعيم الأزهري).. تكون وهبت ذاكرة الأمة السودانية – خاصة للأجيال الوليدة أو الاقدمة – فرصة أن تمتد روح الأزهري اليهم فيعيشوا معه حياته ويتسلهموا تاريخ الوطن من مسيرة حياته..
وعملياً.. يجدر بالدولة أن تمنح الحكومة أسرة الأزهري منزلا خيراً منه (مادياً وليس أدبياً).. في موقع مميز يعوضهم عن الدار التي أخلوها.. فيربح الوطن كنزا تاريخيا يصبح مزار وقبلة السياح والمواطنين.. وتربح أسرة الأزهري مقاما أفضل ..
أتمنى أن توافق أسرة الأزهري على الفكرة ..ولا تنسوا أن اليوم هو التاريخ الذي أعلن فيه الأزهري الاستقلال من داخل البرلمان!!

ليست هناك تعليقات: