الاثنين، 29 ديسمبر 2008

29 ديسمبر 2008 - الوهم

الوهم ..!!

العرب يخطئون الحساب.. وأحياناً كثيرة لأنهم من البداية يصنعون المسلمات والإفتراضات الخاطئة فيحصلون على الإستنتاجات الخطأ.. من هذه الأخطاء .. افتراضهم أن اسرائيل دولة قوية.. لا تقهر..
إسرائيل دولة ضعيفة للغاية.. عمقها الجغرافي ضيق للغاية فمساحتها حوالي (20) ألف كيلومتر مربع.. أقل قليلا من مساحة ولاية الخرطوم (الخرطوم مساحتها 22 ألف كيلومترمربع) .. وسكان اسرائيل حوالي (7) ملايين ..اليهود منهم حوالي (76%) بينما العرب 20%..
من أخطاء الحساب العربي .. الذي يردده العرب كثيرا أن اسرائيل تطمع في السيطرة على المساحة من النيل الى الفرات.. كيف ذلك واسرائيل بالكاد وبعد ان اعتصرت كل اليهود في العالم .. حتى اليهود الفلاشا من اثيوبيا.. لم تستطع ملء مساحتها الضيقة.. اسرائيل لا تطمع في جغرافية العرب، لكنها تخطط أن تصبح الدولة الأقوى عسكريا واقتصاديا وعلميا في محيطها الشرق الأوسطي بينما تستثمر محيطها العربي ليصبح السوق الأول لمنتجاتها و موردا للمواد الخام وعلى رأسها النفط..
الرؤية الإسرائيلية للمستقبل تقوم على التطويع لا التطبيع.. فالتطبيع مجرد حالة انحسار للحرب والدخول في جوار سلبي غير منتج.. تماماً كما هي العلاقة مع مصر حالياً.. فهي مجرد بروتوكولات دبلوماسية .. بينما تطمح اسرائيل لتطوير الواقع العربي لمرحلة (التطويع) التي تجعل اسرائيل في صلب دورة الإقتصاد العربي.. ومن مفاتيح حركة المال والأعمال في الشرق الأوسط.. ولهذا اكتفت اسرائيل في بعض الدول العربية بمكاتب تجارية .. لأنها تعلم أن السفارة.. لا أكثر من (السفارة في العمارة)..
كيف نهزم إسرائيل؟ .. اولا.. اقتصادياً.. بتصميم واقع اقتصادي ومالي لا يستوعب اسرائيل اطلاقا في المنظومة العربية..حتى ولو تمتعت اسرائيل بسفارات في بعض الدول العربية.. لكن يجب ان تغلق كل منافذ التعامل الاقتصادي.. فيظل الإقتصاد الاسرائيلي مربوطاً بحبال طويلة مع منظومات خارج المحيط العربي. في أوروبا وامريكا وآسيا..
أما عسكرياً.. فهو الأسهل.. فإسرائيل دولة لا يمكن أن تحارب في الأرض.. لا سبيل للمواجهة إلا من فوق سماوات بعيدة عن طريق الطيران.. تماماً كما تفعل في حربها في غزة وكما فعلت في لبنان .. حتى عملية اغتيال الشيخ احمد يس .. الرجل المقعد .. لم تجد اسرائيل سوى الطيران والصواريخ لتقوم بالمهمة.. والطيران مهما تفوق لا يحقق النصر.. لأن الهدف في النهاية في الأرض وليس في السماء ولابد من النزول اليه.. وبالواقع البشري والعسكري التقليدي لا مقارنة بين القوة العربية البشرية والاسرائيلية..
ثم أن الطيران امره سهل..فأسلحة حديثة قبل سنوات لم تكن الا بحوذة أعتى الدول . صارت اليوم بيد مليشيات أو حتى عصابات المافيا.. ومن السهل على العرب امتلاك أسلحة تحيد الطيران وتلغي دوره تماما.. ويصبح لابديل للحرب الا المواجهة التقليدية .. حتى ولو كانت الأسلحة واسعة الدمار.. إلا أن ضيق مساحة اسرائيل يجعل السلاح مهما كان متخلفاً مؤثرا جداً..
إسرائيل قوة (لا تقهر) في خيال العرب فقط.. لكنها حمل وديع.. فضحه حزب الله في حرب تموز 2006.

ليست هناك تعليقات: