الأربعاء، 1 أبريل 2009

استدراكات من علمائنا الأجلاء

استدراكات.. من علمائنا الأجلاء..!!

إمتداداً لما كتبته بالأمس عن موضوع (الفتاوي) التي تصدر من بعض الجهات الشرعية المختصة.. تشرفت بإتصالات من بعض السادة العلماء في هذه المؤسسات.. أولهم الشيخ محمود بشارة.. ثم الشيخ حسن أحمد حامد.. ثم البروفسير أحمد بابكر .. وآخر العقد اتصال من الشيخ حيدر التوم الأمين العام لهيئة علماء السودان..
توقيرنا لعلمائنا لا مساس به.. ومجرد تكبدهم عناء البحث عن رقم الهاتف والاتصال وتقديم الحجج والحيثيات أمر أعتز به..
الشيخ حسن حامد قال أنه هو مهندس الفتوى التي صدرت من هيئة علماء السودان (وليس مجمع الفقه الإسلامي) التي رجحت الإمتناع عن السفر إلى الدوحة.. لكن البروفسير أحمد بابكر الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي قال أنه يتفق في أن الأمر له جهات إختصاص أخرى هي الأولى بترجيح الأمر.. وهو عين ما ذكرته هنا في العمود أمس.. وفصل البروفسير طبيعة اختصاصات وأعمال مجمع الفقه.. الذي تعمل داخله عدة شُعب في مختلف التخصصات.. وليست العلوم الشرعية وحدها هي محط مصادره في الرأي والمشورة والقرار.. فهناك أطباء وفلكيون وبياطرة وقانونيين وتخصصات أخرى تعمل في صناعة الفتوى التي يصدرها المجمع..
نفس الأمر – تقريباً – تفضل به الأمين العام لهيئة علماء السودان..قال لي أنهم ليسوا بالتحديد علماء في الشريعة والدراسات الإسلامية.. فهم علماء في مختلف التخصصات ويهتمون بكل المجالات التي يرون الحاجة للرأي العلمي فيها..
وعوداً لقضية الفتوى.. الذي دعاني لإثارتها تكرار بعض المواقف التي تربك العامة.. خاصة تلك التي تبث مباشرة على الهواء (على الطاير) رداً على أسئلة المواطنين .. وكتبت في ذلك أكثر من مرة وأعطيتكم أمثلة لفتاوي سمعتها في برنامج مباشر على الهواء..
وذكرت لكم في مناسبة سبقت .. ما قاله أحد شيوخنا الأفاضل في برنامج تلفزيوني تشرفت بمشاركته فيه.. فسأله مقدم البرنامج عن العمليات الاستشهادية التي كانت بعض الحركات الفلسطينينة تمارسها في اسرائيل.. هل هي حلال أم حرام ؟ فرد الشيخ بأنه سُئل في بيروت نفس السؤال فأجابهم طالما ليس هناك أسلوب آخر للحرب ضد اسرائيل غيرها ..فهي حلال.. فقلت لحظتها لشيخنا.. أن من يفتي بهذا لابد أن يكون خريجاً من كلية عسكرية ومتخصص في الحرب .. ليقرر أنه ليس هناك طريقاً آخر غيرها..
على كل حال ربما الأفضل أن أشير لما قاله حيدر التوم.. أن الفتوى (إخبار) وليس (إجبار) .. فهي - حسب رأيه - غير ملزمة.. وفي تقديري ربما من هذه النقطة يمكن الإتفاق حول مفهوم فني يحدد الدرجة التي تقتضي استخدام مصطلح (فتوى) في بعض الأمور .. طالما أن العامة يفسرون المصطلح على أنه الحد الفاصل بين الدين.. ونقيضه .. بين الحلال والحرام ..
والله أعلم ..

ليست هناك تعليقات: