السبت، 20 يونيو 2009

لمن يهمه الأمر 20 يونيو 2009

لمن يهمه الأمر..!!

في يوم الأربعاء 26 أغسطس 2009 القادم باذن الله تحل الذكري الـ(40) لرحيل الزعيم إسماعيل الأزهري.. وعلمت من البروفسير اسماعيل الأزهري أحد أفراد أسرته الكريمة.. نيتهم الأحتفال بالذكرى بصورة غير تقليدية.. وأقترحت عليه تحويل منزل الزعيم الأزهري في أمدرمان الى متحف باسمه.. يحوي مقتنياته الخاصة.. وصوره التذكارية النادرة .. والوثائق التي خطها بيده.. وكل ما يرتبط بحقبته السياسية..
لكن البروفسير اسماعيل الازهري رأي أن فكرة المتحف أجدر بها نادي الخريجيين في أمدرمان. الموقع الذي انطلقت منه الحركة الوطنية في مسارها المفضي لميلاد الأحزاب السودانية..
وفي تقديري.. أن هذه الحكومة كانت الأكثر مبادرة في تكريم بعض رموزنا التاريخية .. فخلدتهم بتسمية بعض الجامعات الجديدة بأسمائهم.. ومنها جامعة الزعيم الأزهري.. أحد أبرز الجامعات السودانية .. ويزداد مع الأيام تألقها وتحوز على سمعة أكاديمية مرموقة..
لكن جامعة الزعيم الأزهري ربما لا تحمل من الأزهري وحقبته التاريخية إلا اسمه.. ولو تقدمت خطوة إلى الأمام وأنشات قسماً مختصا في الدراسات السياسية المرتبطة بتاريخنا الحديث.. وتخصصت في تلك الفترة ربما قدمت شيئاً له مدلول بالأزهري..
تخليد الشخصيات الوطنية التي ترتبط بالعمل الوطني العام.. سمة توقهرا الشعوب المستنيرة.. ليس من باب التقديس أو التمجيد الذاتي الشهصي الضيق. بل من أجل حفظ التاريخ في وجدان أنسان الحاضروالمستقبل..فالأمم التي تنمحي ذاكرتها بسرعة ولا تحفظ الا يوميات عهدها الماثل بين يديها .. هي أمم فاقدة جذور.. منبتة (مقطوعة من شجرة)..
ولاننا في السودان لم نتعود على ثقافة (التماثيل) .. ونحت الشهصيات العامة في تماثيل تشيد في الشوارع أو الحدائق العامة.. فالأجدر أن نحفظ سيرة الشخصيات التاريخية بتوثيق حي .. ثلاثي الأبعاد..
أقول هذا رغم علمي الحزين بالطريقة التي وثقنا بها عهد الخليفة عبد الله التعايشي مثلاً.. فبيته الذي يعد تحفة تاريخية غالية الثمن.. مهمل متروك لمحاسن الصدف لتحافظ عليه ومقتنياته.. والحي الذي يقع فيه بيت الخليفة .. والبيوت التي تجاوره تحولت الآن الى رياض أطفال ومكاتب حكومية متهالكة تفقد كل يوم زهو التاريخ وتتحول إلى حطام لا هو من الحاضر في شكله وزنيته ولا هو مع الماضي في أصالته..
هل تصدقوا .. حاولت يوما تصوير الواجهة الخارجية لبيت الخليفة في أم درمان.. فمنعني رجال الحراسة الرسمية .. لأن الغرفة الخارجية مستغلة بالحراسة.. حيث يسري عليها قانون ( ممنوع الاقتراب أو التصوير)..
الأجدر أن ندرك أن التاريخ قيمة مستردة الثمن.. كل ما ننفقع في توثيقه يعود علينا بأضعافه .. فهو قبلة الزوار والسياح..
هل سنري متحف الزعيم الأزهري.. في ذكراه الأربعينيه..!! سؤال أتركه لمن يهمه الأمر..

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

(نقوش على خشب التابوت)

=

نقدر حبكم للزعيم الأزهري.. ولكن، ألا يقتضى الإنصاف تعميم الدعوة لتشمل أيضاً المحافظة على قصور وبيوت: المك نمر، وبابو نمر، محمد أحمد محجوب، وعبدالخالق محجوب، عبدالله خليل، وعبدالماجد خليل، جوزيف قرنق، وجون قرنق، أحمد الميرغني، وعثمان الميرغني، محمود محمد طه، وعلى عثمان محمد طه و(هلمجرا)؟

ونثمن اهتمامكم برموز التاريخ، ومحاولة تثبيت بعض اللوحات الفنية على جدران (مركب على الله) الذي أسمه السودان.. ولكن ما نفع التاريخ إذا كانت الجغرافيا نفسها تهتز وتميد وتحدث أخبارها، وإذا كانت الأرض تتزلزل وتخرج أثقالها؟ وهل تجدي اللوحات إذا كانت الألواح تتفكك والمركب يدنو ليناطح المجهول ويتجه ناحية الغروب؟

وما جدوى ترميم رموز التاريخ إذا كان المد السونامي بأمواجه المتلاطمه يقترب ليقذف بمركب عل الله بما فيه ومن فيه إلى متحف التاريخ؟

=
خالد منصور

غير معرف يقول...

قد يكون تعليقي بعيدا عن صلب موضوعك للوهله الاولي فقط. ولكن فلتسال اخي عثمان وتفتش وتنقب عن حكومه تبيع ارضها وناسها وتاريخها - الذي يبيض ذهبا - لمن اراد في قري النوبه بكجبار ودال مقابل مئات محدوده من الميغاواطات...الاخطاء لاتتجزا ولا تدعونا نواجه الموت عراه حتي من اقلام حق.