الجمعة، 26 يونيو 2009

توجيه نائب الرئيس 26 يونيو 2009

توجيه نائب الرئيس ..!

ما كنت أظن أن الأستاذ على عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية.. بكل مشغولياته المتراكبة.. بوسعه التأمل في فضاء آخر غير السياسة.. فيتذكر أن السودان وطن النسيان.. ما أن يطوي مبدعيه ورواده الأفذاذ تحت الثرى.. ثم لا يقصرون في المأتم والتأبين وطقوس (يوم الشكر العظيم) .. حتى تغمر الذاكرة أستار الظلام.. فتنسى..
قبل عدة أيام تلقيت اتصالاً من مكتب الأستاذ كمال عبد اللطيف وزير الدولة برئاسة مجلس الوزراء.. للإجتماع به في مكتبه.. تصورت أي موضوع لهذا الإجتماع .. إلا أن يكون توجيهاً من السيد نائب الرئيس واستجابة لمقترح من الدكتور جعفر ميرغني .. للنظر في تخليد ذكرى الفنان عثمان حسين .. ليس بحفل أو تأبين أو كلمات مبثوثة في الأثير المجاني.. بل بمجمع معماري يضم في جنباته مسرحاً ومكتبة ومسجداً وحديقة مفتوحة ..صدقة جارية تصعد لروحه.. ومعلما حضارياً راسخاً يثبت اسمه للأجيال السودانية القادمة..
وأضاف كمال عبداللطيف لقائمة التخليد.. إطلاق اسم الفنان عثمان حسين على أحد اهم شوارع العاصمة.. ولو لم تخني الذاكرة أو الوصف الجغرافي ..فالمقصود باقتراح كمال عبد اللطيف، أحد أهم شوارع حي السجانة الذي كان يسكنه الفنان ..الشارع العابر من الغرب الى الشرق أمام القسم الأوسط والإمدادات الطبية وجنوب حديقة القرشي وشمال مركز التدريب التابع لمجموعة سوداتل للاتصالات.. ويواصل حتى حديقة الأوزون ليلتقي مع شارع محمد نجيب .. وأرجو أن لا أكون أخطأت في الوصف الجغرافي.. أو في الشارع المقترح..
وعثمان حسين.. ليس مجرد مطرب غنى وأغدق على المكتبة الفنية السودانية بحرير لا يضاهى من الألحان التي ترصع جيد كلمات مختارة بعناية لشعراء.. كل منهم نال جائزة (نوبل) الفنية .. بغناء عثمان حسين لشعره..
عثمان حسين أحد رواد الوحدة الوطنية.. أنظر كيف يختلف الناس على الساسة.. وأنظر صنائع الساسة في بلدنا الذي تمزق بالحروب.. لكن الفن الراقي.. عصارة الوجدان السوداني الخالصة.. يسري في عروق السودانيين من وإلى أقصى أركانه الأربعة.. لا تقهره حدود ولا إتفاقيات سلام شامل ولا حكم كونفدرالي ..
الفن والرياضة.. كلاهما إبداع.. وكلاهما من مفردات الوحدة الجاذبة.. ولو استخدما بذكاء لكانا الترياق الذي يعصم هذه البلاد من ويلات السياسة والساسة.. والإستثمار في ترفيع المبدعين ليس هدراً في عراء (الفياقة!!) .. هو تمتين لنسيج البلد الممزق..
غزل كلمات أغنية..ثم تلحينها .. ثم الإمعان في عجنها بعسل الترنيم.. عمل لا يهبه الله الا لإنسان مقصود.. نعمة من نالها استحق الخلود في ذاكرة الأجيال..
عثمان حسين..ابداع سيتمدد عبر الأجيال.. حتى ولو انسحب الجسد من دنيا الناس..

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الشارع المذكور يسمى شارع إبراهيم أحمد، أحد رجال الإستقلال الشرفاء. لماذا لا يطلق إسم الفنان عثمان حسين على أى شارع آخر. هل من الضرورة محو إسم شخص لتخليد إسم شخص آخر ففى الشوارع متسع للجميع.