الثلاثاء، 30 يونيو 2009

غب الحالتين ..ضائع 30 يونيو 2009

في الحالتين.. ضائع ..!!

لا أعتقد أن السيد باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان قد فهم تصريحات الأستاذ أحمد ابراهيم الطاهر.. فالسيد أموم نقلت عنه صحف الأمس أن تصريحات الطاهر (لعب بالنار) ..
الطاهر صرح قبل عدة أيام أن البرلمان حينما يشَّرع قانون الاستفتاء سيجتهد أن يجعل من الإنفصال قراراً صعباً.. لأن اتفاقية السلام الشامل ألزمت الشريكين بالعمل لجعل (الوحدة خياراً جاذباً) ..
وفي تقديري أن ما قاله الطاهر سديد.. وليس بسيط للغاية.. فقرار وحدة/إنفصال سيكون نتيجة مباشرة لعد البطاقات التي يلقي بها شعب جنوب السودان في صناديق الاستفتاء على تقرير المصير في شهر يوليو من العام 2011.. والحساب ولد.. حينها لن يكون الا النظر المباشر في الأرقام.. وهي العملية التي لن يكون في الإمكان التدخل فيها بالقانون أو بغيره.. لكن كلما هو قبل (ليلة التنفيذ).. ليلة التصويت.. سيكون تحت لافتة (جعل الوحدة خيار جاذب) الذي نص عليه اتفاق السلام.. وهي عبارة تعني بالضرورة (جعل الإنفصال خيار غير جاذب) .. وأقل ما يمكن فعله لتحقيق ذلك .. أن لا يكون القانون نفسه مطية لشهوة الانفصال.. بل أداة لرشد الوحدة.. وهذا لا يعني اطلاقا حرمان أهل الجنوب من قرارهم.. فالقرار في يد كل من يدخل خلف الستار ليضع البطاقة في الصندوق.. دون وعد أو وعيد..
وفي تقديري أن السيد باقان اموم .. بتصريحاته هذه، ربما يكشف بعض الـ(لا) شعور في استراتيجية الحركة الشعبية.. الرغبة في أن تسير الرياح بأعتى ما تيسر في الاتجاه الدافع نحو الانفصال.. حتى ولو لم يكن ذلك رغبة غالبية اهل الجنوب.. وفي مثل هذا التفكير خطأ جسيم.. لأنه يشعل النيران في (مصير التقرير) مباشرة بعد انتهاء (تقرير المصير).. فليس كل أهل الجنوب رغبتهم الإنفصال..
الأجدر .. بل ومن الحكمة.. أن ننظر - من الجنوب أو الشمال – لعملية تقرير المصير ببصيرة لا غريزة.. فالمطلوب من هذه العملية أن تحقق أمنية شعب السودان في المستقبل المستقر المتحضر الآمن ..مستقبل في وطن أو وطنين لا يهم.. فقط الذي يهم أن لا يكون الإنفصال نفسه بلاء جديداً بعد بلاءات الوحدة التي دامت لأكثر من خمسين عاماً تحت فرقعة السلاح وهدير سيول الدماء..سيكون سهلاً لأهل الجنوب أن يقرروا بملء حريتهم، الوحدة أو الإنفصال.. فقط إذا رشد الساسة ونظروا بكل تجرد إلى المستقبل.. لكن إذا أصر الساسة على ممارسة (الأبوية) على شعوبهم.. واستبطنوا (الوصاية) على مصير شعوبهم.. سيكون المصير.. في الحالتين.. ضائع ..!!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

يا أخ عثمان،

النقطة 1.3 من بروتوكول ميشاكوس واضحة جدا بخصوص مبدأ تقرير المصير و الإستفتاء كحق مشروع غير مشروط لأبناء الجنوب و تصريح أحمد إبراهيم الطاهر يخرق مقررات ميشاكوس! باقان وجدها "مصلّحة و جاهزة" يا أستاذ و كعادته لم يتردد في التلويح بالتهديدات الرعناء و اللعب على كرت الغضب الشعبي بالجنوب... و بمناسبة وصاية باقان على أبناء الجنوب فيجب أن نعترف أن ما يتمنّاه باقان و ما أرادته الحركة حتى قبل توقيع إتفاقية نيفاشا هو بالضبط ما تريده الأغلبية من أبناء الجنوب!! هذه حصيلة ٣٠ سنة من الخطاب القائم على كرت الإثنية و الحركة بلاشك سعيدة بحصاد ما زرعت!! أتمنى أن يستوعب الجميع حتمية ما سيحدث سنة 2011 و الإقتناع أن المهم الآن هو الترتيب لما سيحدث عقب الإستفتاء... على باقان و رفاقه التفكير في علاقة الجنوب المستقبلية مع الشمال و الإقتناع أن فترة "النضال" أو "الثورة" ستكون قد إنتهت و لا يوجد ما يبرر إستمرارها! على المؤتمر الوطني الكف عن إستخدام عذر "جعل الوحدة جاذبة" كأداة لإستفزاز إنفصاليي الحركة (و هؤلاء بالطبع أغلبية ساحقة داخلها) و العمل على كسب أبناء المناطق و الإثنيات المتأرجحة بين خطابي شريكي الحكم و إدخالهم بمنظومة الحكم لدرء مخاطر حرب أهلية قادمة!!