الجمعة، 5 ديسمبر 2008

5 ديسمبر 2008 إعلامنا الرسمي ..!!

إعلامنا الرسمي.. !!

درجت الإذاعة السودانية الأم – أم درمان - .. وعلى سنتها سارت بقية الاذاعات والتلفزات السودانية.. تقديم (المدائح) النبوية .. في قالب يجعلها من نصوص التعبد الشرعية.. تبث رسالة ضمنية لمستمعيها تغرس في وجدانهم أن المدائح .. وهي مجرد أشعار من وضع الإنسان .. هي من صميم التعبديات ..
يؤذن المؤذن للصلاة في الاذاعة.. فتفترض الرسالة الإعلامية التي ترسلها الاذاعة لمستعميها أنه لا يجوز بث أغنية عاطفية أو مادة درامية أو أى مواد أخرى مباشرة بعد الأذان حتى لا تهدر وقار الشعيرة.. فتبث الاذاعة (مدحة أو مدحتين) .. كفاصل ديني بين الاذان ولغو البشر بعده.. وبمرور الزمن تصبح المدائح في ضمير المتلقين في حرز المقدس..
قد لا يفطن المستمع العادي لهذه التراتبية التي كرستها الرسالة الاعلامية.. التي تبث القرآن أولاً.. ثم تتبعه بالآذان.. وتنهى حالة التعبد بالمدائح النبوية.. لكن خبراء الإعلام يدركون جيدا ان أخطر الرسائل الاعلامية تلك التي تدخل الى وجدان المستمع بالتسلل المسامي.. الإيحاء غير المباشر الذي يذوب في الأثير و يستنشقه العقل دون إحساس به .. ثم بمرور الزمن ينغرس في عقل وتفكير المتلقى وينتزع مكانه في الصورة الذهنية ..
مثل هذه الرسائل الإعلامية الخطأ ليست قصرا على حالة ترفيع القصائد الشعر الى مرتبة مقدس فحسب.. بل تكرس حالة صلبة من فصل الدين عن الدولة .. حينما تميز البرامج الدينية بموسيقى خاصة.. (مثل برنامج رأي من الدين) في الاذاعة.. وتفترض أن (الدين) لا يمكن أن تقترب منه غير آلة (الكمان) .. أو (القانون) اذا كانت موسيقي شرقية من ابداع الأخوة في شمال الوادي.. مثل أغنية أم كلثوم الشهيرة.. الثلاثية المقدسة.. والتي تستخدم في أكثر من برنامج يفترض أنه مصنف تحت بطاقة (ديني) .. وعلى رأسها أشهر وأقدم برنامج في الاذاعة (لسان العرب) للمرحوم الاستاذ فراج الطيب السراج..
لو كانت الوسائط الإعلامية عندنا.. خاصة الرسمية .. تتعمق في دراسة الرسالة الإعلامية التي تبثها للمتلقين.. أو لو كانت تتفرس كثيرا في محتوى ومعنى وهدف هذه الرسائل.. أو لو كانت تؤمن أن رسالتها خطيرة للغاية لأنها تمسح أو تشكل وجدان أمة كاملة.. لما عولجت البرامج التي تقدم للمستمعين بمثل هذه العفوية.. ولاجتهدت أجهزتنا الإعلامية في ترقية نظم (الجودة) فيها .. فكثير من البرامج التي استمع اليها يعتريني أحساس كبير أنها على (ذمة مقدم البرنامج).. يقدمها كيف شاء وبأى مظهر أو مخبر.. وأنه وحده بعد ذلك المسؤل عنها.. للدرجة التي ربما لو ذمته الصحف في تعليقاتها لحسب مديرو هذه الأجهزة أن الأمر لا يعني أكثر من مقدم البرنامج المعني..
على سبيل لا الحصر .. الترويج المستمر الذي تقدمه اذاعة اف ام 100 (البيت السوداني) لو كانت هناك جهة رقابية مسؤلة عن جودة المنتج لوجدت أن زمنا مقدرا من ساعات البث ضائع في تكرار (تراويج) غير ذات مضمون.. (تروائج) صارت تبث لا بجذب انتباه المتلقى بل لملء فراغ الب رامج التي تبدو أنها أقل حجما من زمن البث المتاح..
الإعلام رسالة خطيرة.. فائدته في مثل ضرره اذا لم يستخدم بذكاء واتقان..

هناك تعليقان (2):

Abbas Mohamed Hassan يقول...

المهندس عثمان تحية طيبة
اؤيد ما جئت به كاملا واتمني ان تكتب باعجل ماتيسر (حسب اللغة الجديدة-اوباسرع ما يمكن حسب لغتنا القديمة) عن سوء تخطيط وادارة مدينة بحري :
ازالة موقف الحافلات والمواصلات الذي يمتد شرقا وغربا من شارع السيد علي (البلدية) وحتي شارع المزاد (البوستة) مما يعرقل حركة المرور بكل الشوارع الرئيسية الممتدة شمالا وجنوبا ويشكل بؤرة ضخمة من بؤر القبح ويعرقل حركة المرور بكل الشوارع الرئيسية الممتدة شمالا وجنوبا وترحيلها فورا
ازالة تجمعات عمال وميكانيكية العربات فورا الذين يملؤن الشوارع المجاورة والمحيطة بموقف المواصلات المذكور أعلاه ويخربون التربة في تلك المنطقة ويدمرون البيئة بكميات الزيوت والشحوم والوقود وغيرها بل ومنع أي نشاط مشابه لاصلاح العربات في أي مكان خارج نطاق المنطقة الصناعية وداخل الورش المحددة لمثل هذه الأعمال ..
عدم وجود ولو مكتبة واحد ت تبيع الكتب وليس الاقلام والدفاتر
انتهاء العمر الافتراضي لشارع المعونة الرئيسي
عدم وجود اي متنزهات اسرية سوي حديقة عبود
اقامة أكبر المساحات الخضراء الممكنة لأنها هي المساحات الوحيدة التي تكافح أخطار الحضارة الميكانيكية .. وهذه المساحات الخضراء وبفضل ما تخلقه من جو ووسط تؤثر علي المدينة وعلي سكانها تأثيرا طيبا حيث تصبح رئة المدينة حيث تقوم الكيمياء النباتية بتطهير وتجديد الهواء بواسطة تبديد الغازات السامة وامتصاص الغازات الكربونية من مخلفات المنطقة الصناعية
فتح ممرات عديدة ممهدة تسمح بمرور الناس والعربات الي ضفاف النيل والنيل الازرق مع تسوية تلك الضفاف لاستغلالها من قبل العائلات لتمضية أوقات ممتعة وذلك كمرحلة اولي لحين انشاء كورنيش متكامل بامتداد حدود المدينةالجنوبية والغربية ..
. النقل التدريجي لكل ما يعوق اقامة كورنيش متكامل الخدمات علي امتداد حدود مدينة بحري الجنوبية والغربية والمتمثلة في المناطق الزراعية ( اي الجروف) التي يمكن نقلها الي ما بعد حدود المدينة مع انشاء شارع مرصوف لمناطقهم الجديدة لتسهيل نقل منتجاتهم الزراعية الي المدينة بالأضافة الي نقل كل المباني الحكومية شرق كبري النيل الازرق التي تشكل بدورها عائقا لاستمرارية اقامة الكورنيش شرقا وشمالا الي اماكن مناسبة اذ ان هذه الضفاف ملكية عامة مشتركة المنفعة لجميع المواطنين ..
أن تسبق مدينة الخرطوم بحري الي اقامة الحدائق المتخصصة كحديقة الحيوان وحديقة الزهور أو حديقة نباتية شاملة
الخ الخ فقد اختنقنا واصابنا الاكتئاب من هذه الرتابة المملة وصلابة كتل المباني المتشابهة وتخطيط الشوارع الشبكي الممل ..
ارجو ان تولي هذا الموضوع بعض كلمات منك لعل وعسي ان تتحرك بلدية بحري التي غاية ما تصبو اليه هو سوق سعد قشرة (حسب تعبيرك في مقال سابق )
والله الموفق

غير معرف يقول...

أستاذي الفاضل
لك من التحية والتقدير أجزله
حقيقة أن الموضوع أكثر من حيوي ولكن قبل أن تتناول إدارة تنسيق البرامج ومايقدم آمل من سيادتكم أن تتناول موضوع المديح بحد ذاته لأن مانراه حقيقة ليس سوى ( فيديو كليبات ) تتمايل فيها الحسان ويرقص فيها الرجال وليس لها علاقة بالدين من جميع النواحي ويكفي نظرة في قناة ساهور وغيرها لنرى أي وضع وصلنا له وأنا على قناعة وإقتناع بأن الله سبحانه وتعالى ورسوله الأمين لايرضيان عما يحدث ويقال ويلحن ويغنى بإسم الدين وحتى لا أدعي بأنني عالم دين أرجو من سيادتكم التطرق لهذا الموضوع حتى نسمع أراء رجال الدين في هذا الموضوع الهام جدا وحتى نرى موضع أقدامنا فهذا ديننا وهذه عقيدتنا وعباداتنا ولا يجوز بأي حال من الأحوال إضافة شيء أو نقصه وحتى لا نبتدع بمالم يأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفائه الراشدين من بعده عليهم رضوان الله ،،،،، وتحياتي