الثلاثاء، 14 يوليو 2009

تخضير الخرطوم 14 يوليو 2009

تخضير.. الخرطوم..!!

ظهر أمس الأول .. التقيت بالدكتور عبد الرحمن الخضر.. والي الخرطوم ..الذي لا يزال حتى اللحظة متبوع بصفة (الجديد).. في مكتبه.. لم يكن حوارا صحفيا بل كان لقاء للتفاكر.. واستلهام نظرة من أقرب نقطة للوالي الجديد..
سألته .. هل كان يعلم باختياره واليا للخرطوم قبل إعلان الخبر..قال لي أنه سمع بعض الأقاويل قبل إعلانه بيوم أو يومين.. وحزن كثيرا.. فذهب والتقى بأحد الشخصيات القيادية المتصلة بالقرار السياسي.. وأفضى إليه برفضه للمنصب وقال الخضر للمسؤول البارز..( والله لو كان الانتحار مباحاً.. لفضلت الانتحار على تولي منصب والي الخرطوم..).. المسؤول الكبير قال له أن اختيار الولاة لا يتم الا بتمعن وتفحص .. ومع ذلك وعده بالنظر في أمر اعتذاره..
ثم كان ما كان.. سمع الخضر بخبر تكليفه بالمنصب مثله والناس من الإعلام.. وكانت هزة كبيرة له لأنه توقع أن اعتذاره قُبل.. حتى أسرته فوجئت بالنبأ تماما.. وانخرطوا في بكاء مرير.. لأنهم ولقرابة العشرين عاما – حسب تعبير الخضر – ما ذاقوا طعم الاستقرار الأسري.. إلا بعد تركه كرسي والي القضارف.. آخر ما شغله من مناصب تنفيذية..
الوالي الجديد .. يشعر بأن ولاية الخرطوم بقدر ضخامة اسمها وموقعها الدستوري.. والقومي.. لكن مشاكلها أضخم .. من تولى أمرها ركب ظهر (فيل!!) ظمآن أراد الشرب من النهر فعض التمساح خرطومه .. والتشبيه من عندي..
صحيح أنها ولاية الضجيج الإعلامي والصيت.. فيها القصر الجمهوري.. والتلفزيون ..والهلال والمريخ.. والسلام روتانا.. وبرج الفاتح.. لكن في المقابل .. فيها واحد من كل ستة سودانيين.. وفيها أم بده والحاج يوسف ومايو و (الخليلة!! لزوم رفع الحرج..)
ربما أكثر ما سرني.. اهتمام الوالي (آخر مرة أقول لكم فيها.. الجديد).. بالإنسان.. أبرهن على ذلك باستجابته الكريمة لما كتبته هنا عن اضمحلال مملكة تاكسي الخرطوم.. وتحول العاملين فيه إلى بقايا مهنة.. سيارات لا أكثر منها تهالكا إلا غالب أصحابها..
ذكر لي الولي أنه التقى بإدارة شركة جياد للسيارات..وأنهم سيقدمون دفعة أولى من (300) سيارة تاكسي مكيفة أنيقة.. سيتم تمليكها لأصحاب سيارات التاكسي العاملة حالياً بعد حساب قيمة سيارة التاكسي القديمة واستبدالها.. المعادلة ستجعل تاكسي الخرطوم جاذبا للركاب.. الذين هجروا لرداءة السيارات وتهالكها وبؤسها.. وستجعل أصحاب التاكسي أكثر قدرة على الكسب المربح.. كل ذلك علاوة على تجميل وجه العاصمة بسحب القديم منها..
لكن الوالي يرى أن ماء الشرب هي أولوية قصوى لا تقبل التأجيل.. ومشاكل عطالة الشباب.. والنقل العام.. البصات الدائرية التي طال انتظارها .. و .. وقضايا كثيرة .. متراكمة.. أدعو الله أن يسخر لها عبد الرحمن الخضر..

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

الأستاذ عثمان،

مع إحترامي لك و لوالي الخرطوم و لكن بعض مقاطع قصة الوالي الممتنع هذه، كـ"ومع ذلك وعده بالنظر في أمر اعتذاره" أو "البكاء المرير" تميل للكوميديا أكثر من الدراما! أمّا عن "الإنتحار" هذه فسأفترض (I will pretend) أنني لم أقرأ هذا المقطع!!

ليس هناك حاجة للإنتحار أو العويل على المنصب اللا مرغوب و الحظ العاثر!! محمد عثمان محمد سعيد لم ينتحر ليغادر منصب معتمدية أم درمان و كان بإمكان السيد الوالي الإعتذار مرّة أخرى لأسباب عائلية!

غير معرف يقول...

في بلد تفوق فيه العطالة نسبة ٢٠% من الأيدي العاملة: والي العاصمة لا رغبة له في وظيفته الجديدة و يستقبل خبر تعيينه بالبكاء المرير و الشروع في الإنتحار!!!

غير معرف يقول...

وماذا عن بلهارسية جبل اولياء
احذر كل المرتادين لتلك المنطقة بعدم دخول المياه هناك فانها موبوه بالبلهارسيا