الثلاثاء، 28 يوليو 2009

28 يوليو 2009 اضطهاد الأحلام

أضطهاد الأحلام

في عتمة وضجيج (أبيي) وأخواتها من الأزمات الأخرى. تدفن كثير من المشكلات الأكبر .. كثيرون يظنون أن الطافي على سطح الأحداث هو الأوجب بالنظر والاهتمام.. بينما تحترق البلاد من جوفها وتلتهب.. وتأكل عمقها..
في بلادنا مشكلة وأزمة كبيرة ولا بواكي عليها.. أزمة الشباب المتسكع في طرقات الإحباط ينتظر وظيفة أو مورد رزق ..مئات بل ملايين من الشباب القادر على العمل.. المترع بالعافية والقدرة على العرق..
خريجون من الجامعات أو المعاهد .. أو الذين غادروا الدراسة في محطة الثانوي أو دونها كلهم في النهاية يبحثون عن عمل شريف يقتاتون به أولا.. ويفتحون به منفذا للمستقبل ثانيا.. لكن المتاح في كل اتجاه لا يمنح الوظيفة ولا العمل الحر..
الوظيفة العامة .. وكما قال الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم.. لا تكفي لاستيعاب كل الشباب.. أما العمل الحر.. في ٍ(سوق الله أكبر).. فهو إما طريق سريع لدخول السجون.. أو طريق بطيء للموت افلاسا وجوعا..
ما أن يستجمع الشاب همته ويختار عملا يقتات به.. حتى ولو كان مجرد (طبلية) صغيرة فيها فتات السلع.. حتى تهجم عليه الجيوش المدججة بالجبايات.. حرب غير متكافئة.. لا يجدي فيها الهرب أو الاقدام.. يستوى فيها الشجاع والجبان.. فالنتيجة واحدة.. يدفع الشاب كلما يكسبه .. ويستدين عليه زيادة.. ليطعم أفواه الجباة الجائعة الشرهة..
رسوم.. لا يهم اسمها..فأسهل عمل تسمية الرسوم.. ولا يهم قانونيتها.. لأن جباتها لا ينتظرون قانونا.. ولا منطق تحديد كمها أو كيف تجمع لأن المطلوب هدف واحد لا يتزحزح.. تحقيق الربط .. عقلية الأفندية التي تحكم العمل الديواني المربوطة بالمربوط..
وكانت النتيجة .. ما نشهده الآن.. انتشار هائل وواسع للمخدرات في أوساط الشباب.. كثيرون لا يدرون أن المخدرات أوسع انتشارا من صحف الخرطوم.. عالم كامل ينمو في الظلام.. يجذب اليه التجار والسماسرة والمستهلكين معا..
لا أعلم إلى أي مدى أولو الأمر يدركون حجم هذا الخطر الكبير.. خطر أكبر من (أبيي) وتحكيمها وكل بترولها .. واذا كانوا يعلمون – وأشك – لا أدري في أي درجة من سلم الأولويات تختزن هذه المشكلة.. إلى أي مستقبل هي مدخرة.. مستقبل يأتي بعد أن يصبح شبابنا بقايا (المزاج) .. والأحباط..
بكل صراحة.. الحكومة تضيق أبواب الرزق بسياستها.. واذا لم تدرك حتمية الانتقال السريع إلى دولة متصالحة مع شبابها.. لا توظفهم لكنها لا تعتقل أحلامهم.. تسمح لمن يريد العمل الحر.. أن يأكل من خشاش الارض

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

لقد اسمعت اذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

mmahgoub يقول...

اذكر انك يا باشمهندس كتبت عن تدخل الدولة في سوق الانشاءت وكيف يمكن ان يستوعب عشرات الالاف واظنك مللت او يئست من الامر فتوقفت عن الكتابة فيه .الامر اصبح اخطر الان لان الدولة هي من تتسبب بدخول العشرات من مدراء الشركات ورجال الاعمال السجون بسبب عدم ايفائها بمستحقات هؤلاء .الان شركات الهندسة والمقاولات في طريقها للانهيار والمستفز دخول عشرات الشركات الصينية والمصرية وووو دون ان تلزم علي الاقل بان يكون معها احدي الشركات الوطنية كما يحدث في كل الدنيا