الاثنين، 20 يوليو 2009

20 يوليو 2009 فقط لا غير

فقط.. لا غير..!!

بعد يومين اثنين، تصدر محكمة العدل الدولية بـ(لاهاي) قرارها بشأن تقرير مصير منطقة (أبيي).. والقرار لن يكون – بالطبع – بالتراضي.. قسمة بين الطرفين المتخاصمين.. فالحكم يمنح ويمنع.. طرف لصالح الآخر..
وبغض النظر عن الترقبات والتسريبات الإعلامية.. من السهل استباق القرار والتنصت على عواقبه قبل أن يعلن..استراق البصر بين مسامات المشهد السياسي لمعرفة كيف ستتجه الرياح بعد صدور القرار.ز
ولبسط المسألة وتبسيطها.. أنظر من هما المتخاصمين في (لاهاي) .. طرفا الحكم المتشاركين في قسمة السلطة والثروة..حزبا المؤتمر الوطني ..والحركة الشعبية لتحرير السودان.. والفريقان هما ليسا بالضبط .. المسيرية والدينكا.. الموجودون على الأرض في المنطقة.ز
وعندما يصدر قرار محكمة العدل الدولية.. سيحمل شارة النصر للمؤتمر الوطني.. أو للحركة الشعبية.. وهما ليسوا بالضبط.. المسيرية والدينكا..
وربما يرضى المؤتمر الوطني بنتيجة الحكم .. وكذلك تفعل الحركة الشعبية اذا صدر ضد أي منهما لصالح الآخر.. لكن تذكر دائما أنهم ليسوا بالضبط المسيرية و الدينكا.
ومنا تولد الأزمة والمعضلات..!!
طالما في الميدان.. على الأرض أناس ليسوا هم بالضبط المتخاصمين في لاهاي.. فلا يمكن أبدا الرهان على استيعاب القرار أو التجمل بالصبر النبيل لمن يخسر.. الواقع سيكون في يد المتأثرين بالقرار على الأرض ..الذين يعلم الجميع أنهم لا يمكن أن يكونوا سكانا في خارطة مقسمة .. تقسم منقطة (أبيي) على أي أساس أو بأي قرار أممي أو حتى ولو من محكمة العدل الكونية ومقرها في كوكب المريخ..
بكل بساطة ستصدر المحكمة قراراً .. لا يمكن أن يكون حلاً الا إذا أدرك الطرفان المتخاصمان (ومقرهما الخرطوم) أن لسكان (أبيي) مصالح مستدامة لا يمكن جزأتها أو التغاضي عنها بالحكمة أو حتى بالقوة..
وتكون اكارثة أكبر اذا قرر سكان (الخرطوم) من الطرفين المتخاصمين الى المحكمة الدولية أن يصبحا جزءا من المعركة أو الحريق الذي قد يندلع عفويا أو ترصدا في منطقة (أبيي) مع الساعات الأولى للصدمة.. صدمة القرار والخسارة لطرف لصالح الآخر..
الحل الوحيد المتاح.. أن يكون القرار إفتراضياً.. يرسم حدود المنطقة نظرياً ولا يقترب منها طبيعيا أو عملياً.. وتظل (أبيي) منطقة منزوعة الإنتماء الجغرافي.. يملكها سكانها أصالة عن أنفسهم.. ونيابة عن مصالحهم ..
فقط .. لا غير..

ليست هناك تعليقات: